Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jan-2020

لماذا أكتب في “سي ان ان” بالعربية؟*باسم سكجها

 لكلّ مقام مقال، ولكلّ وسيلة إعلامية قرّاؤها، ويسألني غير قارئ: لماذا أكتب في “سي ان ان بالعربية” في هذا الوقت بالذات، فأجيب بشكل سريع: لأنّني بحاجة الآن إلى منبر يصل إلى العالم، وليس إلى الأردن فحسب، وأنا أصلاً لم أكن بعيداً عن هذا الموقع، بل كتبت فيه قبل سنوات ستّ، فوصلت رسالتي حينها إلى غايتها!

أقول لمن لم يقرأ كلماتي هنا: أنا إبن أصيل للإعلام الأردني والعربي بأنواعه وأشكاله، وتنقّلت بينها كما كلّ عربي مهاجر في الجغرافيا، ولكنّ هذا كلّه لم يعد له إبن يستطيع الوصول من خلاله إلى العالم، فقد تعدّدت المنابر، وتقلّصت مساحات الحريّة فيها، فتقطّعت السُبل عند أبنائها، حتى صاروا يجدون في مجرّد منشور على موقع تواصل إجتماعي وسيلة لإبداء الرأي، وهذا في تقديري ضياع حقيقي، وينسحب ما يجري في بلدي الأردن على غيره من بلدان العرب.
ليس سرّاً أنّ موقع “سي ان ان بالعربية” يحظى بحضور مقبول لدى جمهور العارفين للغة العربية في أنحاء العالم، كما تحظى القناة الفضائية الأصلية بحضورها الطاغي باعتبارها الأهمّ على مدى الكرة الأرضية، ولكنّها بالانجليزية، ولديها الكثير من التفرّعات بلغات كثيرة، ليس بينها العربية، وهذا غريب ومريب وعجيب، وتلك قصّة أخرى، فما يعنيني هنا هو الكتابة في موقعها الالكتروني بـ”اللغة العربية”!
وليس سرّاً، أيضاً، أنّ الإعلام العربي يتخبّط ذات اليمين وذات اليسار، ولا تحكمه قواعد مهنية أصيلة، ويعاني من تدخّلات سافرة وممارسات مرتجلة تمنعه من أداء دوره الحقيقي، ومن الإنتشار في الأنحاء المحلية والعربية والدولية، كما لدى غيره من في العالم الخارجي، والمؤسف أنّه يكون هناك أحياناً تقدّم ما في دولة عربية ما، ولكنّه سرعان من يعود إلى الحالة المكرّسة من التأخّر، بفرض معوّقات لا أوّل لها ولا آخر.
باعتباري أردنياً، وفلسطينياً، ومصرياً، وعراقياً، وسعودياً، وجيبوتياً، ومغربياً، وكويتياً، وتونسياً، وغُمانياً، ولبنانياً، وليبياً، وسورياً، وسودانياً، ويمنياً، وقطرياً، وبحرينياً، وجزائرياً، وإماراتياً، وموريتانياً، وصومالياً، ومن جزر القمر أيضاً، أقول إنّني لا أجد في كلّ تلك مكاناً لحريّة التعبير، ولا موقعاً واحداً يُحقّق الغاية الحقيقية من الكتابة الحرّة المستقلة، ولهذا أعود إلى الكتابة في “سي ان ان بالعربية”، وللحديث بقية!