وقد تلقيت الدعوة بصفتي مشاركا في ترجمة كتاب (عشرة دروس من فوكوشيما)، إضافة الى كوني نائب رئيس جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة. وقد قدمت ضمن فعاليات هذه الزيارة عرضا تقديميا حول الظروف المحيطة بمحطات الطاقة النووية القائمة منها (المفاعل البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا)، أو المزمع انشاؤها في الاردن، اضافة الى الدروس المستفادة من كارثة فوكوشيما دايتشي لنا في الاردن، والوسائل المناسب استخدامها لتوعية المواطنين الأردنيين بالمخاطر والكوارث المصاحبة للمشاريع النووية.

كذلك شاركت بندوة في جامعة سيكارد هارت في طوكيو حول كيفية التشارك في الدروس المستفادة من كارثة محطة الطاقة النووية في فوكوشيما دايتشي، بمشاركة أكاديميين وناشطين بيئيين من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا والهند والأردن.

ولعل اهتمامي بالكارثة النووية في فوكوشيما يعود لسببين رئيسيين، أولاهما أن ما حدث في فوكوشيما بعد سقوط خرافة الأمان في منشآت الطاقة النووية، كان كارثة كونية أصابت العالم أجمع بالرعب، وحفزنا جميعا للتعلم من هذه الكارثة، وثانيهما أنه قد تم المباشرة بانشاء المشروع النووي الأردني،والذي نعتقدأنه محفوف بالمخاطر، وما يزال يدور حوله الكثير من التساؤلات التي لا تجد أجوبة مقنعة لها، وبخاصة في الوقت الذي تقدم فيه الطاقة المتجددة بديلا نظيفا آمنا وبكلفة أقل كثيرا.

ما حدث في محطة فوكوشيما النووية هو درس جيد للعالم بأجمعه أن الطاقة النووية تكون دائما مصحوبة بالخطر والكوارث،وفي الوقت ذاته فان الأردن والعالم أجمع ،يجب أن يتوجهوا الى الطاقة النظيفة والآمنة، التي نطلق عليها اسم «طاقة السلام»، التي نأمل أن نصل الى مرحلة الاعتماد الكامل عليها في توليد الكهرباء وبنسبة 100بالمئة، أسوة باسكتلندا وكوستاريكا وأورغواي التي ستصل الى هذه المرحلة في العام 2020 ،وأسوة بنيكاراغوا والسويد والدنمارك، التي ستعتمد على الطاقة المتجددة النظيفة في توليد الكهرباء ومتطلبات قطاع النقل في العام 2030 ,وللحديث بقية.

ismailatiyat@yahoo.com