Wednesday 12th of November 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Nov-2025

الشرع يحتل البيت الأبيض

 الغد-هآرتس

 تسفي برئيل    11/11/2025
 
 
 
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشبه الآن المقامر الذي قرر وضع كل ماله على رهان واحد، أحمد الشرع، الزعيم الذي نجح في احتلال مدينة عاصفة سورية، وربما كل الشرق الأوسط. ولكن خلافاً للمقامر الأعمى في الكازينو، الذي لا يستطيع بعد ليلة طويلة من الخسارة إلا الدعاء بأن يسقط حجر النرد على المكان الصحيح، فإن ترامب جلب حجر النرد من المنزل وهو يحاول التأكد من أن "الطاولة" ستميل لصالحه.
 
 أول من أمس التقى للمرة الثالثة مع الشرع، الرئيس السوري الأول الذي تتم استضافته في البيت الأبيض. والاثنان واضح لهما اعتمادهما على بعضهما، نجاح الشرع الذي يمكن أن يكون الإنجاز السياسي والاستراتيجي الأكثر أهمية بالنسبة لترامب منذ بداية ولايته.
 في حين أن الشرع يعرف أن شرعيته وقدرته على قيادة سورية تعتمد على ترامب. السؤال هو كيف يُعرّفان النجاح وكيف يستغلانه؟
الشرع سيقترح على ترامب مهراً مهماً: انضمام سورية إلى التحالف الدولي الذي شُكّل في 2014 من أجل القضاء على داعش، الذي يضم في عضويته 89 دولة؛ ضم سورية إلى الكتلة "المؤيدة للغرب»، بالأساس المؤيدة لأميركا، والانفصال عن "الكتلة الشرقية" التي ذات مرة كانت سوفيتية وبعد ذلك روسية؛ وقف نفوذ إيران في الشرق الأوسط؛ الترتيبات الأمنية مع إسرائيل؛ ربما بعد ذلك الانضمام إلى "اتفاقات إبراهيم" التي أصبحت العلامة التجارية لسياسة ترامب في المنطقة. الشرع من ناحيته حصل من ترامب على عدة سلف، أهمها هو العناق والمصافحة العلنية في مشهد تمت تغطيته إعلامياً في الرياض في شهر أيار الماضي.
 في تلك اللحظة حصل "الشاب الجذاب الذي له ماضٍ قوي"، حسب ترامب، على اعتراف أمريكا والشرعية. بعد ذلك رُفِع اسمه من قائمة الإرهابيين الدوليين، التي فيها تم وضع مقابل رأسه جائزة تبلغ 10 ملايين دولار. بعد ذلك حرّر ترامب سورية لستة أشهر من العقوبات الثقيلة التي فُرضت عليها، وبذلك ألمح إلى أن سورية أصبحت مفتوحة أمام الاستثمارات وتدفق أموال المساعدات، ليس فقط من الولايات المتحدة بل من كل العالم.
ولكن في لقاء أول من أمس في الغرفة البيضاوية لم يجلس الشرع وحده مع ترامب. هو يمثل مجموعة مستثمرين مهمة، ربما الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، التي يدين لها بالمكانة التي حصل عليها، والتي تمسك بأداة تأثير ثقيلة الوزن على ترامب. على رأس هذه المجموعة وقفت السعودية ومحمد بن سلمان، الذي يتوقع في القريب أن تتم استضافته في البيت الأبيض بعد غياب استمر سبع سنوات، والذي كان المحرك الرئيسي الذي جعل ترامب يعترف بالشرع.
 إلى جانبه جلست دولة الإمارات وقطر وتركيا، التي سارعت إلى تحويل سورية إلى دولة رعاية وجباية المقابل السياسي الذي تستحقه عن سنوات المساعدة والتمويل والتدريب العسكري لـ "هيئة تحرير الشام"، ووحدت المليشيات الإسلامية التي قادها الشرع حتى إسقاط نظام الأسد.
 كل دولة من هذه الدول، وجميعها معًا، تشكل الآن ليس فقط دعامة اقتصادية وأمنية للنظام الجديد في سوريا، بل هي توفر غطاء ضمانات من شأنه أن يضمن لترامب النجاح في رهانه. يمكن التذكير في هذا السياق بأن هذه الدول لم تسجل حتى الآن أي نجاح كبير في حل النزاعات الإقليمية، سواء في اليمن أو السودان أو ليبيا، والعراق تركته لرعاية إيران بعد حرب الخليج، ونتائج تدخلها في غزة يجب انتظارها. الدولة التي غابت عن هذه الصورة الجماعية هي بالذات إسرائيل، التي يجب عدم التقليل من إسهامها في نجاح حملة إسقاط الأسد. فقد قامت بتحييد معظم قدرات حزب الله من أجل مساعدة الأسد، وأضرت بصورة منهجية بالقوات الإيرانية والقوات التي تؤيدها في سوريا، التي كان يمكنها الدفاع عن النظام. بعد ذلك كان يمكن للشرع الاندفاع من إدلب، وتقريبًا بدون أي عوائق وصل إلى القصر الرئاسي في دمشق. الآن إسرائيل تُعتبر، وحتى في واشنطن، العائق أمام تحقيق الإنجاز السوري.