Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2018

لحظة الحقيقة لترامب - ابراهام بن تسفي

 

اسرائيل هيوم
 
الغد- تصل الساحة السياسية الأميركية اليوم (أمس) إلى مفترق طرق دراماتيكي. وذلك عندما ستجرى الانتخابات لـ 35 مقعدا في مجلس الشيوخ (من أصل 100) ولـ 435 مقعد في مجلس النواب. في الكونغرس الحالي يتمتع الحزب الجمهوري بالأغلبية في المجلسين، ولكن وفقا لكل التقديرات تقريبا، متوقع تحول في مجلس النواب (ويحتمل في مجلس الشيوخ أيضا). إذا ما وقع التحول فهذا سيكون تواصلا للنمط الدائم في السياسة الأميركية الذي يعكس تطلع "الشعب الناخب" لخلق توازن، وإن كان نسبيا، في توزيع القوة، وبالتالي منع تركيزها التام في يد حزب واحد على مدى فترة زمنية طويلة.
ومع ذلك، في المناخ الاجتماعي والسياسي الحالي، المليء بالتوتر والعداء التكنولوجي الحاد، فإن للتغير في توازن القوى في تلة الكابيتول سيكون معنى أعمق مما كان في الماضي. فالأغلبية الجمهورية الطفيفة في مجلس الشيوخ ستبقى اغلب الظن بل وربما ستنمو أكثر في أعقاب الحسم في صندوق الاقتراع؛ ولكن السيناريو الذي يلوح في الافق في أن يفوز الحزب الديمقراطي بزيادة ما لا يقل عن 23 مقعدا في مجلس النواب ليصبح كتلة الأغلبية، يطرح امكانية توسيع الشرخ والاستقطاب الحزبي والاجتماعي لدرجة خلق "أزمة سير" طويلة في مسار التشريع. 
عشية الحسم يقف البيت الابيض امام معضلة غير بسيطة. فمن جهة، من أجل محاولة الحفاظ على الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب سيتعين عليه أن يتبنى استراتيجية متصالحة وتوحيدية تشدد على القاسم المشترك بين الجماعات العرقية المختلفة. وذلك لأن القسم الأكبر من المحافظات الانتخابية التي يلوح فيها منذ البداية تفوق للديمقراطيين يوجد في الضواحي، الغنية والمثقفة. في هذه المناطق يحتفظ معظم المقترعين بمواقف معتدلة واضحة. 
من جهة أخرى، من أجل الحصول على أغلبية السباقات لمجلس الشيوخ والتي يوجد فيها للمعسكر الجمهوري احتمال حقيقي للانتصار- وبالتالي ضمان استمرار تحكمه في المجلس، كانت حاجة إلى استراتيجية متعارضة تماما. فلما كانت أغلبية هذه المنافسات تجري في الولايات "الحمراء" الصرفة (مثل ديكوت الشمالية، مونتانا، ميزوري وانديانا)، والتي يكون فيها السناتورات الديمقراطيون القائمون ملزمين بتبني مواقف محافظة بوضوح كي يكون لهم احتمال للبقاء، استوجب وضع خط عديم المساومة من جانب الرئيس في الجهد لمساعدة المتنافسين الجمهوريين. 
في ضوء هذا التنافس قرر ترامب أن يستكمل عمليا التحول الديمقراطي في مجلس النواب وذلك مقابل زيادة فرصه للحفاظ على الاغلبية الجمهورية القائمة في مجلس الشيوخ. والنتيجة المباشرة لهذا الحسم كان التطرف في الخطاب الكيدي من انتاج البيت الأبيض. 
ان تصريحات ترامب الفظة في مسألة الهجرة غير القانونية من أميركا الوسطى؛ التهديد بسحب المواطنة من ابناء المهاجرين غير القانونيين؛ الهجمات على الاعلام؛ والتطلع إلى تنفيذ رؤيا "قومية متطرفة"، كل هذه هي فقط جزء من الخطوط الأساس لهذه الاستراتيجية، والتي كان لها هدف واضح هو التجنيد والتحميس للقاعدة الجمهورية "لحرس السور والبرج" وهكذا ضمان أن يواصل الحزب الجمهوري كونه في مجلس الشيوخ.
ولكن إذا تحقق هذا السيناريو، وتحقق الانتصار الجمهوري في مجلس الشيوخ بثمن فقدان السيطرة في مجلس النواب، فسيضطر الرئيس الـ 45 إلى الخروج عن الخط التطهيري هذا وأن يتبنى نهجا اكثر برغماتية يضمن الحدود الوسط مع الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب. اما البديل عن ذلك فسيكون نزال في وضح النهار بين ارجاء الكونغرس الامر الذي من شأنه ان يشوش عملية التشريع ويضع في علامة استفهام قدرة حكم ترامب في السنتين القادمتين. سيثبت المستقبل القريب القادم إلى اين تتجه وجهة البيت الابيض.