Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2017

قريبا من السياسة.... - م. فواز الحموري
 
الراي - من السهل جدا الاقتراب من حقل السياسة؛ أخبار، تحليلات وملفات وحوارات مباشرة من قلب الحدث، ولكن هل يجدي ذلك نفعا في فهم السياسة على نحو مناسب للتوجه في طريق واضح ؟ هذا من جانب ومن جانب هل تعتبر الوجبة السياسية قابلة للهضم مع جملة الأخبار المختلفة حول نفس الحدث؟ ونضرب مثلا على ذلك خبر المصالحة التاريخية بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة وجملة التحليلات والسيناريوهات المحتملة للوضع القادم في منطقة حدودية هامة ولحركة أساسية في الملف السياسي للتفاوض وتبادل الأدوار.
 
وكذلك الأمر بالنسبة لاستقلال كردستان والاستفتاء الذي تم مؤخرا إضافة إلى العديد من الملفات السياسية والتي أصبحت ملفات إعلامية تتصدر العديد من النشرات والتحليلات الإخبارية في القنوات الفضائية إضافة إلى أخبار سياسية لم تكن تحفل بأي اهتمام إعلامي وباتت تتصدر عناوين رئيسة ضمن الأخبار العاجلة.
 
وضمن الوسائل التكنولوجية اصبح بالإمكان دبلجة العديد من الأحداث السياسية وتغيير الصورة ووضعها أمام المتابع بطريقة ليست مهنية وإنما تجارية ولإرضاء مصالح القائمين على المحطة الفضائية والأمثلة عديدة لتضارب المصالح في هذا المجال وتسريب العديد من الأخبار الملفقة وإثارة المشاكل بين الأطراف المعنية دون حساب للمستقبل ومصالح الشعوب التي تدفع من جراء ذلك الكثير.
 
منذ اندلاع الأوضاع المأساوية في سوريا واليمن والعراق وليبيا والحديث يمر ومن وقت لآخر عن الاعمار بعد الدمار وعودة المهجرين إلى بلادهم ولكن وحتى اللحظة لم يتم تناول هذا الملف باقتدار سياسي واقرب إلى الحلول والبدائل المتاحة أمام الشعوب والتي تعاني الكثير نظرا لما يحدث وللأسف وللنزيف المستمر لمقدرات تلك الشعوب من النفوس والأموال والثقة بالمستقبل للأجيال القادمة والتي تعاني من هول الحروب والقتل والتشريد.
 
القرب من السياسة العالمية والعربية وحتى المحلية يحتاج لمتابع حصيف ودقيق ومحلل صادق يرجع للوثائق ويقدم التحليل البحثي وليس الرأي الشخصي لمستقبل الأمة وشعوبها على حد سواء.
 
قبل فترة شاهدت فليما وثائقيا حول الثورة في المكسيك واطلعت على العديد من المشاهد التي تنفي بشدة ما نعلمه عن المكسيك والقبعة من القش والمطاردة التي يتبعها المكسيكي في الأفلام الأميركية ، ثمة ثورة وتغيير شامل حدث في المكسيك ذات مرة لحماية حقول النفط فيها من الهجمة الخارجية وحتى الداخلية لمنع دور الكنسية في الحياة العامة وممارسة أي وطني أثناء تلك الحقبة ، ثمة الكثير من المعلومات المغلوطة في هذا المجال.
 
الاقتراب من السياسة مثل الاقتراب من حقل الغام حيث يتوقع وفي أية لحظة حدوث الانفجار والتصفية تبعا للخطوات المبعثرة بين جنبات الأخبار المنوعة في كل مجال متاح لبثها وبأشكال متعددة ومغرية لبعضها البعض وعلى العكس تماما لما يحدث على ارض الواقع من معاناة وحسرة وقلق وخوف من المخفي بين جثث البشر وركام الديار والبلاد.
 
دخول العديد ممن لا ينتمون للبيت السياسي والإفتاء في جميع القضايا والملفات والظهور بمظهر العارف المتبصر في الجوانب كافة هو ما افسد الكثير والعديد من البيانات السياسية والمواقف تبعا لذلك والعديد من جوانب الحل للازمات السياسية والتي أصبحت من المستحيلات في الوقت الحاضر وراء نظرية المؤامرة والتحالفات والمصالح المتضاربة والمنافع الشخصية الضيقة.
 
أضرب مثلا للاقتراب من مذكرات الراحل محمد حسنين هيكل كمثال لعرض العديد من المواقف والأحداث السياسية في فترات ومحطات تاريخية وأحداث غيرت معالم السياسة المصرية تجاه العديد من الدول العربية والاجنبية وفق الاتصالات والحوارات والمعلومات الاستخباراتية وصفحات من المواجهة بين أقطاب اللعبة السياسية في دولة كبرى مثل مصر.
 
يحفل التاريخ المعاصر بالعديد من الأمثلة الحية للاقتراب من عالم السياسة والاكتواء بنارها وتحمل المزيد من الأعباء الإضافية للشعوب بعد حقبة الزعماء العرب ممن قضوا في سبيل ذلك ومنهم :صدام حسين ، معمر القذافي ، محمد حسني مبارك ، زين العابدين علي عبد الله صالح. ولهذا هل ننصف حين الاقتراب من ملفات السياسة هؤلاء الزعماء أم نقف عند مسافة بعيدة عن الحقائق المجردة للحكم على فترة رئاستهم بعدل ؟
 
الاقتراب من عالم السياسة والكتابة بخصوصها لها من المختصين والباحثين ممن يمتلكون القدرة الأكاديمية والخبرة الفعلية للحديث وبتفصيل عن خبايا السياسة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مذكرات أهل السياسة واذكر ما تكرم به دولة السيد مضر بدران للحديث وعلى حلقات لبعض جوانب من تاريخ دائرة المخابرات العامة والمفاصل المهمة من تاريخ الأردن السياسي خلال تلك الفترة المهمة من تاريخ الأردن.
 
الاقتراب من عالم السياسة لا يعني بالضرورة المنصب الوزاري ولكنه يعني القادم من الأحداث والتنبيه إلى المخاطر التي تحدق بالأمة وشعوبها ومصير الأجيال القادمة.