Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2018

إذا تحول نتنياهو لحشرة - يتسحاق ليئور

 

هآرتس
 
الغد- في بداية العام 1968 قرب الحاكمية العسكرية في غزة، التقيت مع صديق قديم من المظليين، تربى مثلي على احداث الحرب العالمية الثانية من الافلام: اقتحام ابواب في الليل، جر متهمين، تعذيب. "أمر يثير الاشمئزاز"، همس "مثل النازيين"، للحظة سررت بسماع المقارنة. هكذا أيضا شعرت، يا للخجل، عندما وقفنا في الليل قرب الحاكمية العسكرية في العريش، بعد ليلة اعتقالات. في الأعلى كانوا يعذبون شخص ما. لقد وقفنا صامتين ونحن نسمع الصراخ. من "نحن"؟ الآن نحن أبناء السبعين سنة وأكثر.
المقال السياسي الاول لي، نشر في صحيفة الطلاب في جامعة تل ابيب في العام 1971، عنوانه الذي كان يشير إلى المقارنة "لا تقولوا لم نعرف، الآن انتم تعرفون"، هذا المقال لم يجلب لي مؤيدين في حرم الجامعة، حتى قبل أن رفضت الخدمة وتحولت إلى كاره كبير لإسرائيل. التأنيب تعلق بغزة واعمال القمع التي سمعت عنها من فيكتور سيغلمان، مبعوث صحيفة "نوفل أوبزرفاتور".
المقال نشر قبيل مظاهرة "سيح" (يسار إسرائيلي جديد) أمام فندق "شيراتون"، حيث خطبت هناك غولدا وصرخنا "غزة، غزة، غزة". أيضا انا اتم اعتقالي، وتم جري على الشارع ورافقتني إلى سيارة الشرطة نيلي، وهي صديقة جيدة حتى الآن. في سيارة الشرطة تم ضرب افيهو من كيبوتس ماغين. بعد ذلك اندلعت حرب 1973. نيلي اصبحت ارملة، وأفيهو قتل في الحرب. في المحكمة تمت ادانتنا، كنا 14 شخصا، هذا حتى قبل الحرب. الحروب والعمليات كثيرة القتلى، أيضا كتبت عنها الكثير. ولا في أي مرة نجحت في رؤية الكتابة السياسية مقطوعة عن النشاط. تعبت.
لا اشارك سوى في مناظرة متواصلة (مع وضد) إن لم يكن في معركة جدال، وفي كل مرة كان الشعور هو: لمن أكتب؟ صديق شاب شرح لي بأنني ما زلت اعيش في القرن العشرين. سقراط إبن السبعين كان سيجيبني: "كغريب أنا على أسلوب الحديث الجاري هنا". وأنا يمكنني أن اقتبس من قصيدة لي "الدجاجة مفضلة على الإنسان، النقر بدون حديث في الجرح النازف" (مدينة الحوت، 2004).
في كل سنة في تشرين الثاني أرسل مقالي الاخير لتلك السنة، وافتح مكتبة جديدة للسنة القادمة بعد اجازة كانون الاول. هذه السنة لم افتح مكتبة. في الأشهر الـ 15 الأخيرة، ومن كثرة الملل، كان حاضرا المضمون غير السياسي للعمل في المحيط. بدأت في الكتابة في الفيس بوك. اجزاء هاشتاغ "أبو يائير"، في مركزها دائما نتنياهو متخيل، يختلف عن كل نتنياهو آخر. انا اذهب اخيرا للتقاعد مع أحد هذه المقاطع.
"عندما استيقظ نتنياهو ذات يوم من احلامه اكتشف انه تحول في فراشه إلى حشرة كبيرة. انتظر في فراشه حتى وصول عمال المنزل، وهؤلاء لم يلاحظوا، وعلى كل حال امتنعوا من قول أي كلمة له، مهما كانت جيدة أو سيئة، مدير المكتب قرأ امامه جدول الاعمال اليومي، قبل جلسة الحكومة سجل الكليب اليومي الذي ارسله للقناة الثانية، ولأنه لم يكن متأكدا اذا كان عماله والمصورين وعامل التنظيف يقولون له الحقيقة، عندما هتفوا له، ذهب إلى المرأة: حشرة كبيرة.
في المساء كان بانتظاره تجمع كبير. زوجته تيلا كانت عند امها المريضة، في المساء خطب في تجمع في قيسارية على المسرح القديم. لقد كان في قمة تجليه. لقد رفع سيقانه، الشعب أصغى اليه وصفق حتى وهو يتحدث اللاتينية، كما يبدو، وقد أحبوه، وغنوا له نتنياهو حشرة إسرائيل، بعد ذلك "حشرة إسرائيل"، تنتمي لشعب إسرائيل، ليس لي حشرة أخرى. الجمهور عاد إلى البيوت ولديه سيقان طويلة سداسية. وكأن ضربة جراد هاجمت المدينة.
رئيس الاركان اتصل مع نتنياهو في الليل وقال له "أنا مستقيل، يا نتنياهو، عندما استيقظت في الصباح من احلامي الوردية اكتشفت أنني تحولت إلى حشرة كبيرة". نتنياهو هدأه وقال له "صديقي، هكذا يأتي الخلاص. هل كل شيء جاهز؟"، وتحدثا عن لقاء. رئيس الشباك أيضا اتصل وقال إنه يجب أن يستقيل. نتنياهو سأله "كم رجل لك؟"، في نهاية الامر الشعب كله مر بتحول وزحف في اعقاب رئيس الحكومة. أيضا التحول. ولكن "كافكا" بالغ بالأمر". ليحل السلام.