Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2017

الأردن يعلي الاصلاح والديمقراطية - فيصل ملكاوي
 
الراي - لم يتعامل الاردن مع الاصلاح والديمقراطية كحالة ترف او مجرد شعار بل اعتمدهما خيارين استراتيجيين يمثلان نهج حياة لا حيدة عنه ولا تردد فيه حتى لو كانت المنطقة ولادة ازمات وصراعات وحروب من حولنا، بل ان النموذج الاردني لم يقبل في أي وقت وأي مرحلة أن تكون انواء المنطقة شماعة وذريعة للنكوص أو التراجع انما الاصرار على الامساك بزمام المبادرة والتقدم في خطوات الاصلاح وتعميقها واشراك الاردنيين كافة في هذه المسيرة الواثقة بروح
 
المسؤولية العالية والحرص على الثوابت التي اثبت الجميع الحرص عليها والايمان المطلق بها والدفاع عنها وتحصينها بمباديء الامن الشامل الذي يعد الاصلاح والديمقراطية ركائز اساسية له.
 
خلال الايام الماضية كان الاردن مجددا محط تركيز العالم واحترامه وهو يرقب جولة جديدة من الجولات الاصلاحية الاردنية وترجمتها الى حقائق على ارض الواقع، ووضعها في اطار مؤسسي ديمقراطي يعتمد احترام ارادة المواطنين وخياراتهم المنبثقة عن الاحتكام الى صناديق الاقتراع والتقدم الى العمل والمشاركة في صنع القرار الوطني الشامل، الذي اضاف اليه برنامج الاصلاح الشامل في هذه المرحلة مجالس المحافظات.
 
هذه المجالس ولدت ورأت النور من رحم التجربة الاردنية الواثقة وباتت حقيقة على ارض الواقع لتصبح مؤسسة دستورية وطنية جديدة وحيوية ستضع في الايام المقبلة كتفا الى كتف مع كافة المؤسسات الوطنية في تحمل امانة المسؤولية في خدمة الوطن والمواطن في اطار من التكامل والتعاون والشراكة المثمرة.
 
واليوم الاردن هو الذي فاز بارادة ابنائه وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي وضع منذ توليه امانة المسؤولية الاولى برنامج الاصلاح وتعزيز الديمقراطية في صلب رؤيته الملكية السامية، بل وكان جلالته متابعا عن قرب وبشكل مباشر في كافة الظروف والمراحل ليبقى الزخم كاملا في مسارات الاصلاح كافة، وكان على الدوام المبادر الى ارقى انواع الحوار والنقاش الصريح مع ابنائه من الاردنيين والاردنيات في كافة مواقعهم يصل اليهم ويستقبلهم، ويعزز فيهم ارادة التقدم الى الامام لانجاح التجربة وترسيخها وابقائها حالة حية ونهج حياة قابلا للتطور المستمر وايضا المراجعة اذا لزم الامر لأجل مزيد من الحيوية والتفعيل والمراكمة التي تعظم الايجابيات وتتجاوز السلبيات في اي موضع وجدت فيه.
 
خلال الاعوام الماضية، كانت المنطقة تزداد عصفا وضعفا وكان الاردن يزداد ثقة ومنعة، والتهمت الحرائق نماذج كثيرة وضاعت الحلول ولم يتم الاصغاء لنداءات الاصلاح والديمقراطية، فانزلق العديد من حولنا الى اتون الصراعات المدمرة والحروب الاهلية الطاحنة ولغة الدمار والدم، وكان الاردن يتجاوز هذه العاصفة الهوجاء ويتلافى تداعياتها الى ادنى حدودها، بوصفته الذاتية التي اعتمدت اعلاء كرامة الانسان وتقدير مكانته ودوره واحترام ارادته وفتح كافة الابواب والفرص له ليكون شريكا اساسيا في صنع مستقبل الوطن والاصرار على ثقافة الامل والانجاز مهما بلغت التحديات من تعقيد ومهما ولد الاقليم من صراعات وحروب وازمات.
 
تردد صدى رسالة الاردن في الايام الماضية في اجواء الاقليم والعالم، بان الخيار الاردني شديد الثبات والصلابة في التمسك بنهج الاصلاح والديمقراطية، بل والمراكمة في كل مرحلة لبنة جديدة في هذا الاطار، وهي الوصفة القويمة الصادقة والواثقة التي حصنت النموذج الاردني، ومكنته من احالة التحديات الى فرص، بل والانطلاق الى المبادرة الفاعلة في الدور الحيوي في محاولة انقاذ الاقليم من الحالة الصعبة التي يمر بها، وهو النموذج الذي استوعب الشقيق ومد يده للانسانية وكان ملاذا لهم ولصون كرامتهم وانسانيتهم التي طالتها السنة اللهب التي اجتاحت بلدانهم.
 
هذا النهج الاصلاح والديمقراطي، الذي رعاه جلالة الملك عبدالله الثاني ووفر له الارادة السياسية العليا للمضي به قدما بكل ثقة، اثمر تنفيذ استحقاقين هامين ووفر الفرصة لمئات الاردنيين والاردنيات لتحمل امانة المسؤولية في المجالس البلدية ذات التجربة العريقة، ومجالس المحافظات التي تشكل حالة راقية من الثقة بابناء الوطن وبناته في قدرتهم على تحديد اولويات مناطقهم واحتياجاتها واتخاذ القرارات الصائبة حيالها في اوسع حالة من المشاركة في صنع القرار الوطني الشامل.