Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2019

لا خاتمة لأحزاننا عليك*محمد داودية

 الدستور

كان توقيت فجيعتنا الوطنية الكبرى على الساعة 11:43 من صباح يوم الأحد 7 شباط سنة 1999. خرج المواطنون إلى الشوارع يعبرون عن لوعتهم وعمق حزنهم على قائد، ولد اكثرهم في عهده، الذي امتد 47 عاما، صنع لنا خلالها وطنا يطاول عنان السماء، وبنى خلالها مواطنا رأسماله الكرامة والعلم وعقيدته السياسية الوحدة العربية والتحرير.
تمكن الحسين الفارس الهاشمي القرشي، ابن أعز قبائل العرب وسادتها من البقاء، رغم هول المؤامرات التي عاشها، وكانت بدايتها وهو في السادسة عشرة من عمره، يوم اغتال المجرمون جدّه، الملك عبد الله الأول مؤسس المملكة، أمام ناظريه، على عتبات المسجد الأقصى المبارك، وهو يهم بدخوله، لاداء صلاة الجمعة في الـ 20 من تموز سنة 1951.
الحسين ابن الحياة والتقدم والفرح والمحبة، جمع عدة هوايات متباعدة متنوعة عبرت عن شخصيته: الطيران والرماية وركوب الدراجات النارية وممارسة سباق السيارات والتزلج على الماء والتنس الأرضي وتصفح الإنترنت ومشاهدة السينما والسفر والرحلات والاتصال بالراديو الذي كان رمزه عليه JY1.
كان الملك الحسين يقود الطائرة الملكية بنفسه عائدا من رحلة العلاج الأولى في تشرين الثاني عام 1992 ولما أصبح فوق عمان، ذرفت عيناه دموع العودة والفرح والشوق والمحبة.
جهز له الديوان الملكي سيارة مصفحة، ليركبها من مطار ماركا إلى قصر رغدان إلى الحمر، مرورا بشوارع عمان الرئيسية. 
كان أول ما فعله أن صلى على أرض المطار ركعتي شكر لله، ثم توجه بموكبه المهيب إلى قصر رغدان وقبَّل يدي ووجنتي الملكة الوالدة في صورة تاريخية، هي الأشهر من بين صور البنوة والأمومة في العالم.
ركب الحسين السيارة المصفحة لكنه خرج من فتحتها وصعد فوقها، يغمره اليقين المطلق ان الحامي هو الله، وانه في قلب عاصمته الأمينة وانه محروس بأفئدة أبناء شعبه الحبيب.
لي مع سيدنا، بعض الذكريات الأثيرة الغالية على قلبي، والعديد من الصور التي هي بمثابة الكنز التي أعتز بها، وهكذا هو الحال مع معظم أبناء شعبنا، وخاصة أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الذين لهم اطيب الذكريات مع هذا القائد الفذ، الذي ظل معنا، بفضل الله، اطول مدة يمكثها زعيم مع شعبه.
اليوم هو يوم الوفاء والبيعة.. نحمد الله الذي وهبنا الحسين وأبا الحسين عبد الله الثاني وارث اسمه وسره وجيناته وقلبه وحكمته. 
يرحم الله الحسين.