Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2019

لماذا.. لا نكرهكم ؟!*صالح القلاب

 الراي-والمقصود هنا ليس الشعب الأميركي الطيب وإنما سفير الولايات المتحدة وكل من هم على شاكلته والأصح سفير دونالد ترمب في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي هو أكثر صهيونية حتى من ثيودورهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية في عام 1897 والذي من المفترض أن يكون زعيماً لحركة «كاخ» أو رئيساً لحزب «الليكود» وليس سفيراً لأميركا التي لها كل هذه المصالح الحيوية و«الإستراتيجية» في هذه المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي وفي الكرة الأرضية كلها.

 
فهذا الصهيوني أو المتصهين لا فرق الذي هو من دفع دونالد ترمب إلى اتخاذ قرار نقل السفارة في تل أبيب إلى القدس وضم هذه المدينة المقدسة إلى السيادة الإسرائيلية وأغلب الظن أنه هو أيضاً وراء قرار وضع هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة دولة إسرائيل وكهدية إلى بنيامين نتنياهو الغارق في الفساد والموبقات السياسية والاقتصادية حتى أذنيه.
 
إن آخر «فضائع» سفير دونالد ترمب في القدس المحتلة الذي هو ديفيد فريدمان هو أنه قال في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز»، التي من المفترض أنها أميركية، إن دولة إسرائيل تملك الحق في ضم جزء من أراضي الضفة الغربية المحتلة وهكذا وكأنه ليس سفيراً لدولة لديها سفارات ومصالح كثيرة في الدول العربية والإسلامية كلها وإنما رئيساً لأحد الأحزاب «التلمودية» المتطرفة ويحق له أن يزاحم بنيامين نتنياهو على زعامة حزب «الليكود» الذي يسعى الآن للخروج من أزمته الخانقة ومن المستنقع النتن الذي بات يغرق فيه بالتمادي كثيراً في إطلاق المزيد من التصريحات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وحقيقة ضد العرب كلهم.
 
لقد قال فريدمان في حديثه لـ «نيويورك تايمز»: «إن آخر ما يحتاجه العالم هو دولة فلسطينية فاشلة» ويقيناً أن الأصح هو إن آخر ما يحتاجه العالم هو هذه الدولة الإسرائيلية التي أُصطنعت اصطناعاً والتي أنشئت في لحظة تاريخية مريضة والتي من المؤكد، مادام أن وكيلها هو هذا الذي من المفترض أنه سفير للولايات المتحدة وليس ناطقاً باسم اليمين الإسرائيلي والحركة الصهيونية أنها لن تعيش أكثر من كل هذه السنوات التي عاشتها وهذه هي تجارب التاريخ السابق واللاحق تؤكد هذا والمعروف أن «الفرنجة» الفرنسيين قد احتلوا فلسطين وأجزاءً من هذه المنطقة العربية وبقوا فيها أكثر من قرنين من الأعوام لكنهم بالنتيجة قد غادروها هروباً وهم يصفعون بالأحذية والكرابيج على أقفيتهم.
 
إنه لا يجب السكوت على هذه التصريحات التي دأب على إطلاقها هذا الذي من المفترض أنه سفير للولايات المتحدة، التي لها جيوش ومصالح كثيرة في المنطقة العربية، وليس زعيماً صهيونياً يزايد بصهيونيته حتى على هيرتزل وبنيامين نتنياهو ومناحم بيغن.. إنه لا يجوز السكوت على ما يفعله ويقوله ديفيد فريدمان وأيضاً على ما يقوله ويفعله دونالد ترمب الذي عليه أن يضع في اعتباره أنه يواصل الحديث عن حرب مع إيران وعليه أن يدرك أنها إنْ هي اندلعت بالفعل فإنها لن تكون هينة وعلى الإطلاق وأنه سيكون بحاجة إلى من يعتبرهم «أصدقاءه» العرب أكثر من حاجته إلى الإسرائيليين الذين يشكلون عبئاً ثقيلاً سابقاً ولاحقاً على الولايات المتحدة الأميركية وعلى العالم بأسره!!.