في يوم الأرض لا يعني أن نسير بشوارع العواصم العربية المصابة بالنعاس والتعب وأمراض أخرى، فقد يقلق نومها صراخ الأطفال وصوت اليافعين

 

وهم يركضون باتجاه متاريس الجنود.

 

أو أن ندفع بأطفالنا وبناتنا إلى الموت المجاني ثم نحصي عدد القتلى وينعى القادة الكثر على شاشات الفضائيات: اليوم سقط عشرون شهيدا – طبعا أبناؤهم لا يشاركون لأنهم في أرض أخرى – في ذكرى يوم الأرض.

 

في يوم الارض علينا أن نسأل عن حجم الخراب والإحباط وخداع الإخوة والأصدقاء.

 

في يوم الأرض علينا أن نعيد الوعي للوعي الميت فينا وليس بالكلام والبلاغة المهزوزة، أن نعيد للأرض جاذبيتها المسروقة، يوم الأرض.. حين يسقط شهيد بشكل يومي، حين يهدمون بيت عربي فلسطيني في تلك الارض والعالم كله يرى ويسمع ولا يفعل شيئا.

 

حين يقتلع حقد جندي أتى من بلاد بعيدة شجرة زيتون مسالمة عمرها يتجاوز عمر جده ولا يفهم قداستها ورمزيتها للفلسطيني الذي ورثها عن جده الكنعاني.

 

حين يعتدي جنود الاحتلال القادمون من إثيوبيا وأوروبا على مسجد ويخنقون صوت الأذان أو يكسرون أجراس الكنائس دون إبداء رأي.

 

حين تكون الأرض أوسع من القصائد وأوضح من صوت الشعراء وأنقى من مياه البحار العربية التي تلوثت بالدم وأشياء أخرى. أقول لا حاجة لكل هذا الكلام ...نحن لا نعرف عن الأرض شيئا

 

هم فقط من يعرفون سر الأرض وترابها وزيتونها وجبالها ومنحدراتها وتاريخها وحاراتها وسجونها وأعراسها وأفراحها.