Tuesday 1st of April 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2025

في الجيش لا يتحدثون عن الأهداف الحقيقية للمعركة المتجددة بغزة

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
  من يوآف زيتون  23/3/2025
 
رغم أن استئناف الحرب في غزة يبدأ هذه الأيام على خلفية الضجيج، انقسام خطير في الشعب بدلا من الاجماع الوطني الذي ساد بعد 7 تشرين أول (أكتوبر).
 
 
مؤشرات تدل على رفض الخدمة في الجيش؛ في ظل سن قانون يتيح للحريديم التملص من الخدمة؛ ثورة قضائية؛ واحتجاج متعاظم ضد الحكومة، في هيئة الأركان الجديدة يبقون على غموض شاذ حول الأهداف الحقيقية للمعركة المتجددة (في غزة)، رغم اثمانها الباهظة التي تلوح في الأفق.
تلميحان لما سيأتي تلقيناهما في ملاحظات جاءت تقريبا بالمناسبة في نهاية الأسبوع الماضي من وزير الدفاع إسرائيل كاتس وممن كان حتى بضعة أيام مضت رئيس الطاقم الهجومي في قيادة المنطقة الجنوبية العميد احتياط ايرز فينر.
في بوست على الفيسبوك دحرج فينر روايته لحدث الوثائق السرية التي فقدها قبل نحو شهرين في موقف السيارات في برج مكاتب في رمات غان. 
وكانت القضية انكشفت الأسبوع الماضي في "يديعوت احرونوت" وفي "واي نت" وهكذا أيضا علم بها رئيس الأركان ايال زمير وقائد المنطقة الجنوبية الجديد ينيف عاشور اللذين نحيا فينر من الخدمة فورا.
ويقول فينر "يحزنني أنه بعد سنة ونصف من "دفع العربة" في الصعود إلى الجبل، وبدا أخيرا أننا وصلنا إلى السطر الأخير والقتال سيلقى الآنعطافة (التي كان مطلوبا حصولها قبل سنة)، فاني لن أكون قرب الدفة"، وضمن أمور أخرى كما يبدو كتلميح لما هو الجيش كفيل بأن يفعله في الأشهر او في السنوات التالية في قطاع غزة.
في وظيفته على مدى 500 يوم من الحرب كان فينر مؤتمنا، بما في ذلك في الأسبوع الأخير، على تخطيط الخطوات الهجومية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بمعانيها التكتيكية وبتداعياتها الإستراتيجية بعيدة المدى. كما أن فينر لم ينفِ اتصالاته، ظاهرا، بخلاف الأوامر مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على مدى أشهر الحرب، التي في أثنائها يدفع سموتريتش المرة تلو الأخرى نحو إقامة حكم عسكري في قطاع غزة.
قيادة الجيش السابقة ووزير الدفاع السابق يوآف غالنت، عارضتا ذلك بسبب اثمان الخطوة: آلاف الجنود الذين سيعملون في جهاز سلطوي – عسكري جديد في القطاع يعرضون حياتهم للخطر في توزيع الطعام وإدارة الحياة اليومية للغزيين. ولهذا فقد اوصوا بالدفع قدما بحكم فلسطيني آخر في القطاع، ليس حماس، حتى وان كانت أجزاء منه متماثلة مع السلطة الفلسطينية وطالما كان لهذا تشجيع أميركي، ورعاية مصرية وتمويل خليجي.
في تلميح إضافي نشر وزير الدفاع إسرائيل كاتس بيانا كتب فيه ما بدا كسياسة استيلاء على مناطق جديدة تنتهجها الحكومة: "وجهت تعليماتي للجيش الإسرائيلي للاستيلاء على مناطق أخرى في غزة، في ظل اخلاء السكان وتوسيع المناطق الأمنية حول غزة في صالح حماية البلدات الإسرائيلية وجنود الجيش. 
كلما واصلت حماس رفضها تحرير مخطوفين فإنها ستفقد المزيد فالمزيد من الأرض التي ستضم إلى إسرائيل".
الكلمات الأخيرة في بيان كاتس، التي اقرت بطبيعة الأحوال لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليست أقل من مذهلة: حسب هذه السياسة، فإن خطوات التقدم البطيئة لقوات الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة إلى مزيد من مقاطع الأرض في القطاع، لا تستهدف بالضرورة القتال ضد حماس بل احتلال تلك الأماكن وإعادتها على ما يبدو مقابل المخطوفين – واذا واصلت حماس الرفض، فانها ستضم إلى دولة إسرائيل. بكلمات أخرى: الأرض مقابل الدم. حتى الآن اتخذوا في إسرائيل جانب الحذر من التلميحات بإعادة الاستيطان في قطاع غزة كجزء من القتال الطويل، وذلك أيضا لأجل مواصلة التمتع بشرعية دولية للقتال في زمن طويل بهذا القدر.
في هذه اللحظة لا يتضمن الاستيلاء على الأرض قتالا بل احتلال واحتفاظ فقط وفي مناطق ضيقة في القطاع: مثل مواقع حول ما كان ممر نتساريم الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي قبل نحو شهرين والآن يتواجد فيه مقاتلو الاحتياط للواء 16 مرة أخرى، وهكذا أيضا في شاطئ بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع، وفي اجتياح مكرر بحي الشاغورة في غزة.
في الجيش لا يتحدثون، وتمهيدا للخطوة الجديدة في الجيش يقلون من شرحها للجمهور الذي سيدفع اثمانها الباهظة. الناطق العسكري (حتى الآن) العميد دانييل هجاري، لا يخرج إلى الكاميرات ليشرح للجمهور ما سيحصل في القطاع بشك يقلل الشكوك بعض الشيء، وفي الجيش بشكل عام يستصعبون شرح أهداف الخطوة باستثناء شعار "تشديد الضغط على حماس" التي من جهتها لا تبدي مؤشرات انكار، في الوقت الذي يذوي فيه عشرات المخطوفين في الآنفاق.
صاخب للغاية صمت رئيس الأركان الجديد زمير. الخطوة "الاستفزازية" الوحيدة التي تجرأ على أن يقوم بها في الأسبوع الأخير هي تأييد رفيقه الذي على شفا التنحية، رئيس الشباك رونين بار، من خلال صور نشرها في وسائل الاعلام، له ولبار، مرتين، يديران معا استئناف القتال في الجنوب. هذه الصور هي اكثر من بث العمل كالمعتاد، في العمل المشترك بل ترمز إلى اعراب عن تأييد صامت لبار.
في خطابه الأول كرئيس اركان، قبل ثلاثة أسابيع، اصدر الفريق زمير قولين هامين. "علينا أن نستعد لحرب استنزاف متعددة الساحات"، قال، و "حماس لم تهزم في الحرب". 
معنى القول الثاني – حيال نتنياهو، كاتس، ورئيس الأركان المنصرف هرتسي هليفي الذين جلسوا على يمينه – لا يحتمل الوجهين: إسرائيل والجيش الإسرائيلي فشلا في محاولة هزيمة حماس التي ليس فقط لم تقوض بل أعيد بناؤها مع كتائبها، وحسب الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مع اكثر من 20 ألف نشيط مسلح.
القول الأول تلقى تعبيرا منذ نهاية الأسبوع: لم يخدش أي إسرائيلي، جسديا على الأقل، لكن في غضون اقل من يوم واحد اطلقت إلى إسرائيل، من المطلة عبر تل أبيب وحتى عسقلان، تنقيطات صواريخ ومقذوفات صاروخية من لبنان، من غزة ومن اليمن.
النار من لبنان، التي أطلقت أول من امس حوالي الساعة 7:30 صباحا هي الأولى بعد ثلاثة اشهر ونصف. 
وانطلقت الصافرات في المطلة والجيش اعلن عن اعتراض ثلاثة صواريخ اجتازت نحو أراضي البلاد. اغلب الظن ثلاثة صواريخ أخرى اطلقت لم تجتاز إلى أراضي إسرائيل. صحيح أن حزب الله نفى أول من أمس في بيان رسمي كل صلة بإطلاق الصواريخ نحو المطلة، لكن سلاح الجو هاجم فورا ردا على ذلك عشرات الأهداف لحزب الله في جنوب لبنان، وانطلق إلى جولة هجمات أخرى أيضا. 
"لن نسمح لواقع إطلاق نار من لبنان على بلدات الجليل. وعدنا بالأمن لسكان الجليل وهكذا بالضب سيكون"، أوضح وزير الدفاع كاتس. "حكم المطلة كحكم بيروت". حسب الجيش فإنه على مدى نهاية الأسبوع هاجم في سورية، في لبنان، في القطاع اكثر من 200 هدف.
في هذه الأثناء في الجيش لا يعربون عن تخوف من بوادر رفض الخدمة العسكرية التي برزت في الأسبوع الماضي في أعقاب الثورة النظامية، والتي ضمت مساعد طيار قتالي في سلاح الجو وضابط احتياط من وحدة 8200 توقفا عن الخدمة كاحتجاج على خطوات الحكومة، ونحيا. التخوف الكبير في قيادة الجيش هو من الرفض الصامت، القاتم.فعلى أي حال الاف عديدة ممن يستدعون لا يمتثلون إلى الخدمة – كذلك واساسا في وحدات قتالية كالكتائب والألوية لاسباب أخرى ومعروفة من التآكل النفسي والجسدي، العبء المتطرف وأزمات في البيت، في العائلة وفي العمل.
كل رجل احتياط يمكنه ان يستخدم هذه الأسباب كي يتلقى اعفاء من الامتثال للاستدعاء لخدمة الاحتياط القريبة، وربما أيضا لتلك التي بعدها دون أن يتهم بالرفض حتى وان كانت هذه عمليا ليست الأسباب الحقيقية لطلبه. ويقول ضابط التجنيد في أحد الالوية أن "لن يكون للجيش أي سبيل في مواجهة هذا الرفض الصامت بسبب نطاقه وطبيعته".