Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Oct-2017

المقاصف المدرسية المتهمة بالاستغلال - محمد الشواهين

 

الغد- في الآونة الأخيرة كثرت شكاوى اولياء الأمور من سلوكيات استغلالية، من قبل القائمين على المقاصف المدرسية، حالة التذمر جاءت من استغلال اطفالهم، تلاميذ الصفوف الابتدائية، من بعض المقاصف المدرسية، التي تستغل جهل هؤلاء الاطفال بالعمليات الحسابية، من جمع وطرح وتقسيم، فيأخذون كل ما معهم من نقود ومصروف يومي، ويعطون اقل بكثير من قيمة نقودهم!.
بصراحة اذا صحت هذه الادعاءات، فهي عملية نصب بامتياز، نصب على من؟ على هؤلاء البراعم المتفتحة، الذين هم احوج ما يكون الى الرعاية والملاطفة والاهتمام، كي تزداد رغبتهم في مواصلة التعلم والتربية اللتين هما الهدف الأسمى لهذه الغاية.
وجود المقاصف المدرسية، خطوة ممتازة في الاتجاه الصحيح، من شانها حفظ التلاميذ من الخروج خارج اسوار المدرسة، للحصول على حاجاتهم من اكل وشرب وادوات مدرسية، من جهة، وتجنيبهم خطر حوادث السيارات لدى قطعهم الشارع، من جهة اخرى وهي الاهم.
اعتقد ان وزارة التربية والتعليم، فرضت شروطا وتعليمات، تنظم عمل هذه المقاصف، ادارة المدرسة عليها واجب متابعة سير وتصرفات القائمين على المقاصف والعاملين  فيها، من حيث اسلوب التعامل والسلوك، وكذلك النظافة والأمانة وحفظ الحقوق.
ما دام تعددت الشكاوى في هذا الخصوص، اذن نحن امام مشكلة، لا بد من الوقوف عليها، وايجاد الحلول المناسبة لها، مع عدم تكرارها، فنظافة المقصف ونظافة العاملين فيه سواء كانوا من كادر المدرسة، او من قبل المتعهد او المقاول الذي رست عليه مناقصة ضمان المقصف، مع ضرورة الكشف الدوري الصحي على المواد والسلع والعاملين، على حد سواء.
ولأنني لست من العاملين في كادر التربية والتعليم، فانني اجهل دور مدراء التربية، ومدى ايلاء هذا الموضوع الحساس من اهتماماتهم، وهل هذه المهمة متروكة لمدراء ومديرات المدارس، ام انهم يقومون بزيارات دورية او مفاجئة لهذه المقاصف، للتأكد من سلامتها صحيا وسلوكيا. 
ماذا يضير المدرسة، لو كانت ثمة مشاركة تفاعلية، من بعض اولياء الامور،  في الاشراف مع لجنة المقصف، للتأكد من ان أحدا لا يستغل ابناءهم ، وان هذه المقاصف تقوم بواجبها على الوجه الافضل.
على صعيد متصل ان فكرة وجود المقصف المدرسي، كمشروع تجاري صغير، ومساهمة التلاميذ في رأس المال ، مسألة في غاية الاهمية، اذ تشعر التلميذ انه جزء من هذا المشروع الصغير، ما يمنحه حافزا يرسخ فيه ثقافة حب التجارة، وهو في هذا السن، كي يدرك فيما بعد، بأن وظيفة الحكومة، ليست افضل من الانخراط في سلك التجارة، والمرابحة، والتعاون، وتحقيق الذات بعصامية وطموح.