Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Aug-2017

الابتسامة الصادقة نعمة الله للبشر - د.اسمهان ماجد الطاهر
 
الراي - قليلاً من الصدق والتواضع والرضا بما قسم الله تحدث فرقاً في إحساس الإنسان بما يمر به من الاحداث والظروف. اعتاد الناس أن يشعروا بالخجل عند التعبير أو التحدث عن المحبة ولكن لم يشعر البعض بذات الخجل عند إظهار الكراهية أو عند ارتداء ثوب الكذب والزيف.
 
ما الذي أحدثه التطور التكنولوجي في البشر، كيف حول كل شيء حقيقي الى افتراضي حتى الإبتسامة اصبحت ترسم على وجوه باهته ينقصها الألق.
 
أين هي الكلمة الطيبة التي كانت كالشجرة التي أصلها ثابت وفرعها بالسماء. أين نحن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده».
 
لماذا فقدنا بوصلة الصفاء والنقاء الروحي وأصبح البعض قادرا على الكذب والغيبة والنميمة وتحميل ضميره وزر الكثير من البهتان؟.
 
قد تفاجأ باهتمام وانشغال البعض في أدق تفاصيل حياة غيرهم. ما أسهل أن تسمع كلمات تنقل على أشخاص وهم أخر من يعلم. البعض منهمك في تتبع أخبار الناس وتجارته الوحيدة هي الإساءة للغير.
 
لا أدري كيف يرتضي البعض لنفسه أن يضيع الكثير من عمره ووقته في لغو القول والعمل. تلك الشخصية التي تحاول تشويه كل ما حولها وتدميره لتبلغ شعور أنها الأفضل لن تحقق شيئاً في الحياة. الأصل بالحياة أن تحب لإخيك ما تحب لنفسك وأن تنوي الخير لتجد الخير أمامك.
 
مهما حاول المزيف من البشر أن يتأنق وينسق هندامه سيبقى مهملاً، ومهما حاول المبتلى بداء النميمة الإقتراب من البشر من خلال تجارة الكلام سيبقى بعيدا عن القلوب بل سيحذر معظم البشر منه.
 
والمؤسف أنه إذا أصابتك الدهشة من تلك التصرفات توصف بالطيبة، وهي في المجتمع الحديث لم تعد مطلوبة فالبعض يعتقد أن البقاء للثعالب والدهاة.
 
أما أنا فأقول الطيبون هم من يعمرون الأرض ومن يُصدق البشر يفعل لأن نفسه لم تعرف الكذب ومهما وصفت الطيبة بأوصاف غريبة عليها سيكون البقاء لها وهي مكسب لمن يملكها ليس فقط في الدنيا بل في الآخرة وهي خير وابقى.
 
إن النفس البشرية بالفطرة تميل نحو الصدق وهدوء النفس وتنجذب الأرواح والقلوب نحو من يمتلك إبتسامة حقيقية تشع من العيون حاملة باقات فرح قادرة على نشر طاقة إنسانية إيجابية وطيب الكلام. أن أشهر اطباء الاسنان لن يستطيعوا صناعة إبتسامة صادقة إذا كان القلب أعمى فالإبتسامة تعاند المزيف وتهجره والفرح دائماً صديق الطيب الودود من البشر.
 
كم نحن بحاجة إلى أن ينظر كل شخص الى مرآة روحه بصدق مطلق ليرى الأشياء والحقائق كما هي لا كما يصورها الخيال عندها فقط لن يحزن البشر على خسارة شيء.
 
إن الأعتراف بالخطأ هو ما يساعد البشر على تخطي وتجاوز الألم المصاحب لكل حدث صعب يمر بحياتنا. ليس هناك بالكون أجمل من أن نتعلم قول الحقيقة كما هي. علينا أن نسامح أنفسنا فكما تعلمنا المدارس والجامعات دروسها نتعلم الكثير أيضاً من دروس الحياة لنصل لمستوى يليق بأحلامنا ويرتقي لكل الأهداف الإنسانية السامية النبيلة التي نستحق بلوغها.
 
وأن الإحساس بنعم الخالق التي نمتلكها يجعل أرواحنا مليئة بالطمأنينة والرضا ويعيد الصفاء الى نفوسنا لنشعر بالفرح من أبسط الأشياء وتشع الإبتسامة من العيون قبل الشفاه.
 
A_altaher68@hotmail.com