Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2019

نتنياهو القاتل الكبير

 الغد-هآرتس

 
رفيف هيخت
 
8/2/2019
 
عوفر كسيف هو النار والكبريت. حتى الانفلونزا التي عانى منها اثناء المقابلة لم تحد الطاقة المتفجرة لديه، هو يتقدم بحماسة ويتقافز في شقته المتواضعة، بحثا عن كتاب لكارل ماركس وبريمو ليفي من أجل أخذ اقتباس منه يدعم أقواله.
كسيف الذي انتخب هذا الأسبوع للمكان الثالث في قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، يتوقع أن يجذب النار إليه، ويكون أحد اعضاء الكنيست البارزين في ولاية الكنيست القادمة.
الهجوم عليه بدأ فور انتخابه من أعضاء في مجلس الحزب، وسائل الإعلام لاحقته؛ وفي “يديعوت احرونوت” بن درور يميني دعا إلى حرمانه من ترشحه للكنيست. من الصعب القول إن هذا لم يكن متوقعا. كسيف هو من اوائل الجنود الذين رفضوا الخدمة في الضفة. اشتهر بفضل عدد من التصريحات الاستفزازية والمشهور منها هو الصفة التي أطلقها على وزيرة القضاء اييليت شكيد، “حثالة نازية جديدة”. 
وفي مناسبة أخرى، سمى اليهود الذين يحجون إلى الحرم بـ “سرطان يجب تصفيته”. في حسابه على الفيس بوك البديل، الذي افتتحه بعد إغلاق متكرر لحسابه نتيجة تقارير متكررة من نشطاء اليمين، كتب أن ميري ريغيف هي قذارة مياه الصرف الصحي المقرف، وأن نتنياهو هو قاتل كبير ورئيس الاركان أفيف كوخافي هو مجرم حرب.
هل نتنياهو قاتل كبير؟
“اجل، كتبت هذا في سياق محدد في يوم محدد كان في غزة، حدثت هناك مذبحة لأبرياء ولن يستطيع أحد اقناعي أن هؤلاء الأشخاص هددوا حياة أحد، هذا معسكر اعتقال، ليس معسكر اعتقال بمفهوم برغن بلزن، ولا بأي صورة اقارن الكارثة بما يحدث”.
هل تسمي ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين ابادة شعب؟
“أنا اسمي هذه ابادة شعب زاحفة. ابادة شعب هذا ليس أخذ أشخاص إلى غرف الغاز. عندما قال يشعياهو ليفوفيتش إن هذا مفهوم اليهودي النازي، سألوه “كيف تقول ذلك؟ هل سنقيم غرف غاز؟ حينها قال أمرين: اذا كان الفرق بيننا وبين النازيين يتلخص في أننا لا نبني غرف غاز فنحن في مشكلة. الأمر الثاني ربما أننا لن نستخدم غرف الغاز ولكن العقلية الموجودة في إسرائيل، وقد قال هذا قبل اربعين سنة، كانت تسمح بذلك. 
أنا اخشى من أنه اليوم بعد اربع سنوات سيئة لحكومة متطرفة جدا يوجد لذلك شرعية أكبر. ولكن هل تعرفين، اتركي إبادة الشعب، يوجد هناك تطهير عرقي. التطهير العرقي هذا يتم أيضا بوسائل القتل وبالأساس بواسطة الإهانة وتنغيص الحياة. سحق كرامة الإنسان. هذا يذكرني بكتاب “هذا إنسان” لبريمو ليفي”.
تقول إنك لا تقوم بالمقارنة، ولكنك تعود المرة تلو الاخرى لمراجع الكارثة. لقد طرحت في الفيس بوك أيضا مشهد من “قائمة شندلر” التي فيها النازي امون غات ذبح اليهود بالسلاح من شرفة بيته في المعسكر. لقد قارنت ذلك بما يحدث على الجدار في غزة.
“اليوم كنت سأجد مقارنة اخرى. كتبت في حينه مقال بعنوان “عن الكارثة وعن جرائم اخرى”، هذا منشور في الشبكة. كتبت هناك بأن كل من يقارن إسرائيل بالكارثة، يقلل من قيمة الكارثة. المقارنة بما كان في الثلاثينيات هو شيء آخر تماما”.
على ضوء اسلوب كسيف ليس كل اعضاء الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة فرحوا من انتخابه، خاصة في اوساط اليهود في الحزب. دوف حنين مثلا رفض اجراء مقابلة معه وقول رأيه عمن حل محله في الكنيست. “من محادثات اجريتها يتبين أن احدا تقريبا من الأعضاء اليهود في المجلس (100 من بين 940 عضوا) لم يؤيد ترشيحه”، قال أحد نشطاء الحزب. 
“هو يُعتبر وعن حق، كمن يغلق الباب أمام نشاطات الجبهة الديمقراطية داخل المجتمع الإسرائيلي. كل واحد من المرشحين اليهود الآخرين عرض سجلا للعمل والنضالات التي قادها. ماذا فعل هو؟ يشتم سياسيين يمينيين في الفيس بوك. لماذا وضعت قيادة الحزب كل ثقلها خلفه؟ اختيار عوفر يعبّر عن انسحاب من الهدف التاريخي لإجراء تغيير في المجتمع الإسرائيلي”.
“لقد اقترحنا على الحزب نوعين من السياسية”، قالت يعيلا رعنان التي تنافست أمام كسيف. “سياسة عوفر هي أكثر احتجاجا وسياستي هي أكثر ربطا وميدانية. رأيي هو انه من الصعب جدا ان تكون يساريا في إسرائيل، لأن كل يساري لا يحتاج إلى من يمثله كيهودي أن يكون مستفزا. ولكن عوفر يمثلنا جميعا وليس فقط اليهود. اذا كان هذا من ناحية الأعضاء العرب مهم أكثر، فأنا احترم ذلك”.
كسيف (54 سنة) يحمل شهادة دكتوراة في الفلسفة السياسية من جامعة ال.اس.اي في لندن، ويعمل محاضرا في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، في كلية سفير وفي الكلية الأكاديمية تل ابيب- يافا. هو يسكن في رحوفوت، متزوج وأب لولد عمره 19 سنة يتجول الآن في أميركا الجنوبية. 
هذه الأيام، يكون كسيف قد أتم عقدا ثالثا، في عضوية الجبهة الديمقراطية، وقد شغل عدة مناصب في الحزب. وكمحاضر يتميز بالجرأة ولسان سليط، تربطه بطلاب من طرفي المتراس. حتى مع طلابه المتدينين يذهب إلى الاستجمام. أحدهم كتب تعليقا عشية الانتخابات دعا مرشحي الجبهة الديمقراطية لانتخابه. طالب مستوطن كتب له عند انتخابه “أنت انسان حازم ومجتهد، ولهذا جاء تقديري لك. آمل أن نلتقي في ميدان العمل والازدهار من أجل نجاح دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية (كنت ملزما بأن أسجل للنهاية قرصة صغيرة ما)”.
كسيف تربى في مناصرة لحزب “العمل” في ريشون لتسيون، هو إبن وحيد لأب محاسب وأم عملت في وظائف مختلفة. منذ طفولته تابع الاخبار، وفي عمر 12 عاما ترشح لمجلس الطلاب. وفي العقد الثاني من عمره، انعطف بحدة نحو اليسار، وتحوّل إلى مؤيد متحمس لماركس والاشتراكية. ويتذكره النائب السابق من حزب “ميرتس”، نيتسان هوروفيتس من ايام دراستهما معا في المدرسة الثانوية. وقال إنه يتذكره كشخص كان يصمم على موقفه بقوة، وكان يساريا جدا، شيوعيا متشددا.
كسيف يطرح بصوت واضح ومبرر مواقف تتحدى الخطاب العام في إسرائيل، هو يفعل هذا بحماسة كبيرة وكاريزما. في الانتخابات في مؤتمر الجبهة الديمقراطية خطب المتنافسون اليهود الاربعة. ولكن عندما صعد كسيف على المنصة سحر الجمهور. فقد قال صارخا: “لن يحل السلام من دون إصلاح جرائم النكبة وحق العودة”، فهتف له الجمهور. 
ماذا تعني عندما تقول حق العودة؟
كسيف: “الأمر الأول هو الاعتراف بالنكبة والظلم الذي فعلته إسرائيل. إذا كنت تريدين قارني هذا بمؤتمرات الحقيقة والمصالحة في جنوب افريقيا، أو المؤتمرات في تشيلي بعد بنوشيه. إسرائيل يجب أن تعترف بالظلم الذي فعلته؛ والاعتراف بالظلم يشمل اعترافا أيضا بحق العودة. السؤال هو كيف نطبقه. هذا يجب أن يتم بالاتفاق. لا يمكنني القول إنه غدا يجب على جامعة تل ابيب أن تتفكك وأن تبنى من جديد قرية الشيخ موّنس. يجب فحص امكانية أن يكون بدل العودة يمكن اعطاء تعويضات مثلا.
ولكن ما هو الحل العادل حسب رأيك؟ 
“أن يستطيع اللاجئون الفلسطينيون العودة إلى وطنهم”.
إذا المغزى هو أن يكون هناك يهود يجب عليهم اخلاء بيوتهم.
“هناك اماكن بصورة قاطعة نعم، يجب القول للناس: “يجب عليكم اخلاء اماكنكم”. المثال الكلاسيكي لذلك هو قريتي إقرث وكفر برعم. ولكن هناك أماكن بالتأكيد تواجه صعوبة أكبر بالنسبة لها. انت لا تحل ظلم عن طريق ظلم آخر”.