Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

هيبة الدولة ودور المواطن - غازي خالد الزعبي

الراي -  يقتضي مفهوم الدولة باعتبارها حاضنة للمجتمع وراعية لشؤون افراده , ورابطة عضوية مستمدة من وحدة الرؤيه والمصير المشترك مع مواطنيها , خلق حوار بيني دائم يساهم في ايجاد علاقة صحية ومناخ ايجابي قائم على الثقة والاحترام المتبادل لدعم الاستقرار والسلم الاجتماعي , وترسيخ الانتماء وتعظيم الولاء الذي يتأتى من مصدرين اساسيين هما قيام الدولة بواجباتها , وتجاوب المواطن بالمشاركة الفعالة لتحقيق التنمية الشاملة التي تشمل جميع مناحي الحياة بنهج عقلاني مستنير وبرنامج عملي زمني ناجح.

ودور الدولة يبدأ من تنظيم العلاقات بين المواطنين انفسهم , ومدى مساهمتهم في اغناء وتيرة العمل العام وتجويده على اسسقانونية وضعية مرنة , وعدالة اجتماعية عريضة , وخدمات انسانية  ضرورية في مجالات الصحة والتعليم العالي والنقل وغيرها , ومراقبة الاداء العام الذي يقتضي ايجاد مدونة سلوك وظيفي للعاملين تحترم صيغة المواطنة بما تعنيه من حقوق وواجبات , كما تتضمن خريطة طريق للقطاع الخاص كدليل معرفي وسلوكي للتعامل التجاري والنشاط الاقتصادي يتضمن تحديد الاسعار وهامش ربح معقول مقابل ما يتوفر لهذا القطاع من حرية العمل والاستثمار.
ولما كانت هيبة الدولة من هيبة المواطن والعكس صحيح فأن من واجبات المواطن الاساسية احترام القوانين والانظمة سارية المفعول وتنفيذها , والالتزام بالضريبة المستحقة كمساهمة واجبة تصب في المصلحة الجماعية المشتركة والنفع العام , وممارسة النقد البناء وحرية التعبير من خلال القنوات الشرعية المتاحة بعيداً عن الممارسات العشوائية , وتقدير الظروف الحساسة والمشكلات القائمة التي تمكن الدولة من التعايش معها ضمن الوضع الاقليمي والدولي.
ويلعب اداء المؤسسات الدستورية العاملة والمجالس المنتخبة ووسائل الثقافة والمنابر الاعلامية الرصينة دوراً محورياً ينعكس مباشرة على هيبة الدولة , لانها تعكس الصورة المفترضة كمرآه لتوجهات الدولة والمواطنين معاً تساهم ببلورة صيغة مشتركة تتلاقى فيها الارآء والتطلعات المختلفة للشرائح الرسمية والشعبية لمعرفة اشمل وفهم افضل للواقع والمستقبل , وهو ما يعني بالضرورة حفاظها على زخم العمل المستمر , والجدية الدائمة لتحمل مسؤولياتها الملقاة على عاتقها.
والديمقراطية الاردنية الواسعة الطيف التي فهمها البعض بشكل خاطئ , وسعى الى توظيفها لمنافع فئوية وشخصية , ومحاولة التغول على مكتسبات الدولة وقرارها المستقل , وتعطيل نهجها الاصلاحي الهادف الى تحقيق المصلحة الاردنية العليا , انما يعني خروجاً على الرابطة العقدية لصيغة المواطنة وانتمائها الشرعي , ومناكفة عبثية لممارسة لا مسؤولة بوسائل شتى, وفي المحصلة فأن الجميع الذين يبحرون في قارب الوطن عليهم الحفاظ عليه , والتصدي للعوائق التي تعترض طريقه , من اجل الوصول الى شاطئ الامان والسلام.