Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Mar-2019

اقتل العرب

 الغد-هآرتس

عميره هاس 5/3/2019
 
نحن لا نعرف كم عدد السائقين الفلسطينيين الذين يعبرون حاجز بيت ايل في المدخل الشرقي لرام الله، انتبهوا لكلمتين كتبهما شخص ما بالعبرية على حائط الموقع العسكري. ولا نعرف كم عدد السائقين الذين لاحظوا هذه الكلمات واستطاعوا أيضا قراءتها وفهمها: “الموت للعرب”.
هذه الكتابات، أو بصيغ اخرى مثل “كهانا كان محقا”، مكتوبة هنا وهناك على جدران محطات الحافلات الإسرائيلية، وعلى مكعبات الاسمنت في مناطق الضفة الغربية، يصعب عدم تمييزها. الكتابات التي توجد على الحائط في موقع الفحص في حاجز للجيش الإسرائيلي، تحت النافذة التي توجد في الزاوية، في يوم السبت، كانت توجد علبة حمص، تقريبا مخبأة بين الادوات.
حروفها لا تقطر باللون الاحمر، وليست مرفقة بالإضاءة التي تظهر القصد لمن لا يعرف اللغة العبرية. من كتب هناك “الموت للعرب” بحروف طباعة صغيرة جدا لم يكن يقصد تحدي المارين. هو ببساطة عبر عن موقف شخصي وعن افتراض عملي أو رغبة ودية لا تعتبر محرمة. وهذا الشخص هو جندي مسلح من الجيش الإسرائيلي، جندي يقف بضع ساعات كل يوم مع بندقية مصوبة وجاهزة للاطلاق أمام آلاف الاشخاص الذين يخرجون من قفص رام الله أو يدخلون اليه.
لا يوجد من يقوم بمحو شعارات الكراهية بالعبرية في محطات السفر للمستوطنين، ولا يوجد من يبحث عن متهمين بكتابتها، بحيث يمكن اتهامهم بالتحريض العنصري – كطريقة للإشارة إلى الجمهور بوجود تصريحات غير شرعية. اذا كان مشروعا للإدارة المدنية منع الارتباط بالمياه المتدفقة والعمل على هدم قرى، واذا كان مشروعا طرد اشخاص من بيوتهم واراضيهم واعطائها لجمعيات مستوطنين تقطر مالا، فما الحاجة إلى الصراخ بسبب بضع كلمات كتبت على الاسمنت؟ كتابات الكراهية بالعبرية لا تحتسب في أي مرجع للنشاطات اللاسامية التي يجب التحذير منها، وأن وجودها أمر سيصل إلى العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الاجنبية.
العين اعتادت عليها مثل الاسلاك الشائكة القبيحة التي توجد على جدار الفصل، وعلى اعلانات القرصنة للاعمال التجارية في المستوطنات، ومثل العمال المكتظين على الحاجز في الساعة الخامسة صباحا، إلى هذه الدرجة تعتاد العين، حيث كان الاغراء كبيرا لتجاهل كلمتين تمت كتابتهما على الجدار في موقع عسكري. هل حقا. هناك شاب ابن 18 لا يفهم حياته كان مالا ونحن نعمل من ذلك قصة.
مع ذلك، العنوان الموجود على الموقع العسكري له عنوان، الجيش. يمكننا ارسال استجواب. في صباح يوم الاحد طلبت “هآرتس” رد على ما كتب هناك. وفي مساء نفس اليوم أجاب المتحدث بلسان الجيش “هذا الامر لا يتفق مع قيم الجيش. الكتابة التي يدور الحديث عنها تمت ازالتها”.
من غير المعروف اذا كان المسؤول عن الكتابة شارك صباح أمس في اقتحام قرية كفر نعمة في غرب رام الله. ومن غير المعروف اذا كان بين الجنود الذين توقفوا على جانب الشارع بسبب عطل في الجيب، وذلك بعد أن اقتحموا البيوت وايقظوا الناس بطرق مخيف على الابواب والصراخ، أخذوهم من أسرتهم واعتقلوهم حسب تقارير فلسطينية.
ولكن توجد علاقة بين الصورة الطبيعية التي رشت فيها الكتابات على جدار الموقع العسكري وبين الرد التلقائي للجنود، الذين اصطدمت بهم سيارة فلسطينية. حسب اقوال الجيش: هذه عملية. السائق والركاب في السيارة حكمهم واحد وهو الموت. بصورة تلقائية كان رد للمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: “عملية”. وبصورة تلقائية ردت وسائل الاعلام الإسرائيلية: “ارهابيون”.
احتمال أن سائق السيارة والركاب الآخرين فيها لم يعرفوا أن جيب عسكري تعطل على جانب الشارع في مكان غير متوقع، وأن السائق فقد السيطرة في منعطف حاد – الذي حسب اقوال السكان في كفر نعمة تحدث فيه حوادث كثيرة، والضباب الكثيف يصعب الرؤية، لا توجد في مجموعة السيناريوهات التي عليها يدربون الجنود والمراسلين. هنا قيم الجيش الإسرائيلي. الدولة والمجتمع في إسرائيل يقولان بوضوح: أولا، اقتل العرب.