Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2018

طھران – واشنطن: "عض ٍ أصابع" أم تدحرج نحو "حرب َ م َ فتوحة"؟ - محمد خروب

 

الراي - اليوم...مع بدء المرحلة الاولى من العقوبات الاميركية على ايران، تدخل المنطقة مرحلة جديدة ومفتوحة من الترقّب,المحمول على توتُّر وتراشُقٍ إعلامي ودخول على خط الأزمة المُتدحرِجة,من قوى اقليمية معظمها صاحبة مصلحة في إسقاط النظام الايراني,الذي اتّخذ خطوات وإجراءات,وارسل رسائل في كل الاتجاهات وبخاصة لواشنطن,بانه لن يكون لقمة سائغة في فم رموز"حزب الحرب"المتحكِّم بالقرار الاميركي, والذي يُمثّله على نحو اكثر بروزاً مستشار الامن القومي جون بولتون,صاحب الدعوة الصريحة وفي وقت مبكرقبل تسلّمه منصبه, الى "تغيير نظام طهران بالقوة,عن طريق القصف الجوي كطريقة وحيدة لعدم حصول ايران على سلاح نووي" فيما يُسانده في هذا الشأن (شن حرب على ايران) وزير الدفاع جيمس ماتيس،الذي وإن أبدى حذرا ازاء الخيار العسكري مع كوريا الشمالية,الاّ انه في"المسألة الايرانية" التي ستأخذ طريقها الى مقدمة المشهدين الدولي والاقليمي,وخصوصا بعد الرابع من تشرين الثاني القريب,بما هو موعد "النبضة"الثانِية والاكثر خطورة في العقوبات الاميركية, والتي تحمل عنوان "صفر نفط"اي الحؤول دون ايران وتصدير اي برميل من نفطها، فانه (الجنرال ماتيس)يقف مُؤيداً وإن بشكل اقل تطرّفا من داعية الحرب.. بولتون.
العقوبات الاميركية التي بدأت اليوم (بتوقيت الشرق الاوسط)والتي تطال قطاعات مؤثرة في الاقتصاد الايراني,مثل السيارات والسِجاد وخصوصاً منع ايران من شراء الدولار الاميركي،تأتي في وقت حرج بالنسبة لطهران,حيث يرتفع سعر الدولار في سوق الصرف الايراني مقارنة بالريال,على نحو دفع السلطات الايرانية لِاتخاذ اجراءات وقائية تحول دون مزيد من التدهور في سعر الريال.منها السماح بإدخال اي كميات من الدولار والعملات الصعبة الاخرى بلا قيود,وتشديد الرقابة على الصرّافين بل واعتقال مساعد مدير البنك المركزي لشؤون العملات الاجنبية.وسط حديث عن تواطؤ او تقصير او مشارَكة وتلاعُب اسهمت في تدهور الاوضاع الاقتصادية.
ما من شك بان طهران تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه,وخصوصا منذ انسحاب ترمب في ايار الماضي من الاتفاق النووي,وبروز ضعف اوروبي في مواجهة التلويح الاميركي بفرض عقوبات على "اي دولة او شركة او كيان لا يستجيب للعقوبات الاميركية على طهران.الدور"الأوروبي"الذي عوّلت عليه لكنه لم يكن بالقوة والتأثير الذي راهنت عليه,وايضاً مجموعة (4+1 (المشاركة في التوقيع على الاتفاق النووي,التي ابدت رفضها للقرار الاميركي واستعدادها للمضي قدماً في الالتزام به ما دامت طهران ملتزمة.فان ايران ليست في طريقها للاستسلام بسهولة ورفع الراية البيضاء,اقلّه في هذه المرحلة "التجريبية" التي تسمح لها بمراقبة ردود الفعل ومدى وعمق الاضرار التي ستلحق بها,وكيف سيرد الاتحاد الاوروبي على الاجراءات الاميركية,بعد ان كان اتّخذ إجراءات بحماية المصالح الاوروبية وعدم الإضرار بالشركات الاوروبية في علاقاتها مع طهران,ناهيك عن الموقفين الروسي والصيني وخصوصا ان بيجين اعلنت رفضها الصريح للطلب الاميركي بعدم شراء النفط الايراني,وإن كانت قبِلَت طلبا اميركيا بعدم زيادة مشترياتها.
لدى ايران من "الاسلحة" ما يُمكِنها من الرد على العقوبات الاميركية, وبخاصة عدم الاعتماد على "الدولار" في معاملاتها التجارية, وهو ما لجأت اليه روسيا والصين ودول اخرى عبر اعتماد العملة المحلِية في التبادلات التجارية,فضلا عن اللجوء لـِ"المقايضة" التي شقّت طريقها بين دول عديدة,تعرّضت للعقوبات اميركية,او واجهَت صعوبات في توفير العملات الصعبة.
من السابق لأوانه قيام بعض دول العربية وخوصوصاً إسرائيل بـ"الإحتفال"مع بدء دوران عجلة العقوبات الاميركية على ايران.فالاخيرة لديها من طول النَفَس والدهاء السياسيوإتقان ألاعيب سياسة ودبلوماسية "حافة الهاوية",ما يحول دون دخولها في مغامرة غير محسوبة على الطريقة العربية المعروفة,والتي قد تؤدي الى سقوط نظامها بواسطة الآلة العسكرية الاميركية الباطشة. الامر الذي قد تَصْدق فيه توقّعات احتمال حدوث لقاء بين الرئيسين الاميركي والايراني,على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة,والظهور بمظهر "القبول الايراني"بدعوة ترمب لروحاني للالتقاء به دون شروط مُسبَقة,رغم انها – طهران – سارعت الى رفض الدعوة,مُشترِطة التراجع عن الانسحاب من الاتفاق النووي وإبداء الاحترام للايرانيين.ناهيك عن تقديم موعد مناوراتها البحرية السنوية التي جرت تحت عنوان "ضبط وحماية امن الممر المائي الدولي"، والمقصود هنا مضيق هرمز، الذي هدَّدت باغلاقه.
"اللعبة"ما تزال في بداياتها,والمنطقة مشحونة ومتوتِّرة,وبعض العرب مُتحفِّزون(إقرعاجزون),والاحتمالات السوداوية كما المفاجآت... مفتوحة, والكُل"محكوم" بالانتظار.. فـ"القرار" كالعادة.. لدى "غير" العرب.
kharroub@jpf.com.jo