Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Aug-2018

مداهمة أمنية لوكر خلية إرهابية بالسلط وعمليات التمشيط تتواصل فجرا
الغد - موفق كمال وطلال غنيمات - لم تكد تمضي عدة ساعات على إعلان وزارة الداخلية صباح أمس عن أن حادثة تفجير دورية قوات الدرك الجمعة كانت عملا إرهابيا جرى بعبوة ناسفة "بدائية"، حتى نفذت الاجهزة الأمنية مداهمة لعمارة استحكم فيها إرهابيون مشتبه بهم بالضلوع بالعملية الإرهابية، حيث أسفرت المداهمة عن استشهاد ثلاثة شهداء من الأجهزة الأمنية، وإصابة عدد آخر، فيما اعتقل 3 من أعضاء الخلية الإرهابية.
واستمرت عملية المداهمة والاشتباك الأمني مع الخلية الإرهابية التي تحصن أفرادها في عمارة بمدينة السلط حيث قاموا بتفخيخها بالمتفجرات وتفجيرها جزئيا خلال المداهمة، ساعات طويلة، فيما أعلن عن إصابة عدد من أعضاء الخلية الإرهابية، وعدد من المدنيين بالموقع.
ونفذت المداهمة من قبل قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية المختلفة، بحسب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات.
وأوضحت غنيمات أن المشتبه بهم رفضوا تسليم أنفسهم "وبادروا إلى إطلاق نار كثيف تجاه القوة الأمنية المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى الذي يتحصنون به، والذي كانوا قد قاموا بتفخيخه في وقت سابق، ما أدى إلى انهيار أجزاء منه خلال عملية المداهمة".
وأوضحت غنيمات في تصريح لها بعد وقت قليل من بدء المداهمة بأن القوة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة من أعضاء الخلية الإرهابية. فيما أصيب عدد منهم، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين".
وتمت المداهمة بناء على بيانات ومعلومات بعد عمليات استخبارية حثيثة ودقيقة من الأجهزة الأمنية.
وعند منتصف ليلة أمس أعلنت غنيمات أن العملية الأمنية في السلط "دخلت مرحلة ثانية بتخطيط عالي الحرفية، وبخطوات مدروسة للسيطرة على الموقع، والتأكد من عدم وجود مدنيين مهددين من جانب المشتبه بهم". حيث شرعت القوة الأمنية بعمليات التمشيط بالموقع ومحيطه.
وتم نقل عدد من المصابين بعملية المداهمة إلى مستشفى الحسين بالسلط، فيما تم نقل مرتبات الاجهزة الامنية من المصابين إلى مدينة الحسين الطبية بعمان لتلقي العلاج. فيما تدافعت أعداد كبيرة من المواطنين إلى مستشفى السلط الحكومي للتبرع بالدم لمصابي الأجهزة الأمنية، وسط استنكار شعبي واسع للعمل الإرهابي الجبان.
وحتى وقت متأخر من فجر اليوم الأحد، استمرت عمليات التمشيط والإجراءات الأمنية بموقع المداهمة للخلية الإرهابية وفي مناطق أخرى قريبة، وسط تكتم أمني حول العديد من التفاصيل. فيما أشارت مصادر رسمية إلى أن من بين المصابين خلال المداهمة نساء وأطفال وقعوا ضحية التفجير الإرهابي للمبنى.  
وكان تم أمس تشييع جثمان الشهيد الرقيب الدركي علي قوقزة بمسقط رأسه في محافظة جرش بجنازة عسكرية مهيبة.
واستشهد قوقزة خلال استهداف دورية لقوات الدرك أول من أمس الجمعة، وأصيب فيها ستة آخرون من الدرك والأمن العام، تراوحت اصاباتهم بين السيئة والمتوسطة.
التفجير تم، بحسب بيان لوزارة الداخلية بعبوة ناسفة "بدائية" استهدف حافلة متوسطة للدرك كانت تقف ضمن الوظيفة الرسمية بمنطقة الفحيص.
وقالت وزارة الداخلية في بيانها صباح أمس "إنه وعلى إثر حادثة الانفجار التي وقعت مساء أول من أمس الجمعة لدورية مشتركة لقوات الدرك والأمن العام بمنطقة الفحيص، قامت الفرق الأمنية المختصة بالتحقيق وجمع كافة الأدلة المتوفرة من موقع الحادثة، وخلصت بتحقيقها إلى أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة، بدائية الصنع".
وذكرت الوزارة أن "التحقيقات أشارت إلى أن العبوة الناسفة تم زرعها أسفل موقع اصطفاف الدورية المشتركة، قبل وصولها للقيام بواجبها الاعتيادي كنقطة غلق في الطوق الخارجي لموقع مهرجان الفحيص، الأمر الذي أدى إلى استشهاد الرقيب علي عدنان قوقزة وإصابة ستة من أفراد الدورية (أربعة من قوات الدرك واثنين من قوة الأمن العام)".
وبحسب البيان فإن هذه العمل الجبان لن يزيد الأجهزة الأمنية إلا عزما وإصرارا على أداء واجبها المقدس في الحفاظ على أعراض وأموال وأرواح المواطنين.
وتوعدت وزارة الداخلية بملاحقة "الزمرة الجبانة الفاعلة والاقتصاص منها بشدة، شأنها شأن كل من حاول أو يحاول العبث بأمن الوطن".
وتعهدت بأن "الأجهزة الأمنية الأردنية وبالتعاون مع القوات المسلحة الباسلة، ستظل على الدوام وكعهدها، الحارس الأمين على أمن الوطن، الواقفة على حماه بعزم لا يلين، نهجها البذل والتضحية والعطاء، في ظل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله وحفظ الوطن واحة للأمن والاستقرار، وحصناً منيعاً شامخاً في ظل الراية الهاشمية، مع الدعاء للباري عز وجل بأن يسكن شهيدنا البطل في عليين مع الصحابة والأبرار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأن يكتب الشفاء العاجل للمصابين".
يشار الى أن هذه أول حادثة ارهابية تتعرض لها المديرية العامة لقوات الدرك منذ تأسيسها العام 2008. كما هي العملية الإرهابية الأولى التي تقع في المملكة منذ نحو عامين، حيث وقع في النصف الثاني من العام 2016 اعتداء على مكتب مخابرات البقعة، واستشهد في تلك العملية الإرهابية خمسة من مرتبات المخابرات، وبعدها بـ15 يوما من الحادثة الأولى، تعرضت وحدة لقوات حرس الحدود في منطقة الركبان المحاذية للحدود السورية، لعملية إرهابية بواسطة سيارة مفخخة نفذها انتحاري من تنظيم داعش الإرهابي، وأدت إلى استشهاد سبعة من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
ويرجح من ضمن سيناريوهات التحقيق لدى الأجهزة الأمنية، ان يقف خلف العملية تنظيم إرهابي ربما يرتبط بصلة تنظيمية أو فكرية مع تنظيم داعش الإرهابي، في وقت يعتبر فيه الأردن من الدول الناشطة والمتميزة في مكافحة الإرهاب.-