Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2017

تحويل 6 اطباء الى المدعي العام.. حدث تاريخي - د. محمد بشير شريم
 
الراي - عنوان هذا المقال، هو جزء من عنوان خبر غير مسبوق طالعناه في الراي الاحد 1/10/2017 يقول (تحويل 6 اطباء و8 مراجعين الى مدعي عام الزرقاء بسبب التدخين داخل المستشفى) وهذا سلوك مخالف لقانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الاماكن العامة. هذا ما افاد به مدير المستشفى د.محمود زريقات ربما - والله اعلم - يصبح هذا التاريخ مناسبة وطنية يحتفل بها!
 
*هؤلاء الزملاء تم ضبطهم بجرم التدخين بسبب وجود (300) كاميرا مراقبة. وماذا عن المستشفيات والمراكز الصحية (العامة والخاصة) التي لا تمتلك مثل هذه الادوات ولا مثل هذا المدير؟
 
* الزملاء الاعزاء، يعرفون جيدا ما يعرفه كل البشر- بل واكثر طبعا - عن اضرار التدخين الفادحة حسب بيانات منظمة الصحة العالمية. فوباء التدخين أكبر مسبب مفرد يؤدي للوفاة والعجز. في القرن (21). فعدد ضحاياه (6) ملايين قتيل سنويا. منهم (600) الف ضحية من غير المدخنين (بسبب التدخين الاجباري). (28%) من هذه الوفيات هم من الاطفال. وهذا هو المؤشر المؤلم والاكثر حساسيية.
 
*وهم ايضا الاعرف بان 95% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين. وان 33%من جميع حالات السرطانات سببها التدخين.. للمقارنة؛ ان ضحايا التدخين تزيد عن مجموع ضحايا (حوادث السير + الايدز + السل +وفيات الامومة +الانتحار +جرائم القتل). وماذا بعد؟ انه يسبب الجلطات/ العقم/الضعف الجنسي/انقطاع الطمت المبكر / تشوهات الاجنة/الاجهاضات....
 
*ضحايا الوطن من هذا الوباء بلغ(29) وفاة اسبوعيا.اي (1566) وفاة سنويا. يعني–للمقارنة – ضعف ضحايا حوادث السير.
 
الوطن يحرق سنويا (602) مليون دينار كاش لشراء منتجات التبغ= القيمة النقدية) حسب تقارير دائرة الإحصاءات لعام 2016.
 
* هذا حدث تاريخي رائع. حتى ولو جاء متأخرا. الا انه يقودنا الى تساؤل لماذا يدخن الناس؟ على راس قائمة اسباب انتشار عدوى هذا الوباء. تقليد القدوة؛ الاباء والامهات والاطباء والمعلمين ونجوم السينما والمسلسلات [غير المسلسلات التركية؟!] وحيث الاطباء والكوادر الصحية يدخنون في معاقلهم وفي عقر ديارهم؟. الى حيث يأتي المرضى طلبا للشفاء وليس لنقل عدوى هذا الوباء اليهم. او تعزيز الادمان عليه. حيث يقول المدخنون جملتهم المشهورة (اذا الاطباء انفسهم بدخنوا..!) وكمان في المستشفيات والعيادات وفي.... وهنا تذكرت الحديث الشريف « اذا بليتم فاستتروا.» وها انا استتر !!) وهذا ايضا يذكرني بالمثل (اجيت يا عبد المعين تعيني لاقيتك يا عبد المعين بدك مين يعينك)
 
وهنا يتكامل نموذج القدوة !! وللكاميرات منافع كثيرة....
 
*اصلا التعامل مع وباء التدخين كسلوك شخصي فقط، نظرية عفى عليها الزمان. فهذا الوباء هو مشكلة وطن وهو يماثل مشاكل الفقر والبطالة والتلوث البيئي ونقص الماء وسلامة الغذاء وغش الدواء والامراض المعدية والامراض المزمنة.
 
*ولهذه فمسؤولية التعامل مع هذا الوباء هي واحدة يفرضها شعور الانتماء والمواطنة. ولا فرق بين مواطن مدخن ومواطن غير مدخن فكلنا في خندق واحد.
 
*مقولة دخن عليها تنجلي عفى عليها الزمان والعلم. واصبح شكلها الحضاري: دخن عليها تنجلي صحتك ؟! وكذلك، اسأل مجرب ولا تنسى الطبيب؟
 
* بالمناسبة الاطباء في انجلترا كان لهم دور رائع جدا في مكافحة وباء التدخين لاتخاذهم موقفا وطنيا انسانيا ايجابيا. وهذا الحدث التاريخي يستنهض همم ومسؤوليات بيوت الخبرة الوطنية، النقابات المهنية وعلى رأسها نقابة الاطباء، وما اجمل مضمون قانون النقابة والدستور الطبي.
 
* فعملية (جرجرة) الاطباء والكوادر الصحية و..و.. الى المدعي العام بسبب سيجارة (بتقشعر البدن). فرحلة الف ميل تبدأ بمدعي عام واحد... اولويات الوطن اكثر بكثير من خسارة (602) مليون دينار حق سجائر في سنة.
 
ايها الزميل ؛انت يا من تعالج المرضى، لا تكن وسيلة عدوى.
 
Dr.shriem@gmail.com