Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Sep-2018

شعراء مهرجان عرار أنشدوا للوطن ولعرار وحرائر الحياة
الدستور - عمر أبو الهيجاء
 تواصلت فعاليات «مهرجان عرار الشعري السنوي» في دورته الثامنة مساء أول أمس، في ملتقى سحم الكفارات في إربد، بمشاركة الشعراء: د. يسرى البيطار «لبنان» د. خالد ميّاس، منير وسلاتي «تونس» إيمان العمري، وعلي أبو عجمية «فلسطين»، وأدار مفردات الأمسية الدكتور إبراهيم الطيار بحضور رئيس منتدى عرار وملتقى سحم ورئيس فرع رابطة الكتاب في إربد ومندوب مديرية ثقافة إربد ومندوبا عن بلدية إربد الكبرى، وحشد كبير من المثقفين وأهالي سحم الكفارات.
واستهلت الأمسية بكلمة السيد صالح طوالبة الذي أكد فيها على أهمية الشعر والشعراء ورسالتهم السامية، مشيرا فيها إلى أن العرب أهل ومعرفة وثقافة وتراث عريق، داعيا الأمة العربية والشعراء للحفاظ على اللغة لأنها هي هويتنا وثقافتنا، ومن ثم رحب بالشعراء المشاركين في  الأمسية من عرب وأردنيين.
إلى ذلك استهلت الشاعرة اللبنانية د. يسرى البيطار القراءة الأولى فقرأت مجموعة من القصائد التي تغنت بالأردن ومدنها وقائدها، بلغة موحية ومعبرة عن احساس ومشاعرة صادقة تجاه الأردن وشعبه، كما استذكر شاعر الأردن عرار بقصيدة تحاكي الشاعر ومكانته الشعرية القومية، قصيدة منبرية من طراز عال.
تقول في قصيدة المعنونة «عرار شاعر الأردن»:»في ظلّ بيتك كم نادتني الحجب/ وكم لهت بالهوى النيران واللّهب/ وكم علوت على الأزمان يحملني/ عشق لوجهك حتى غلّت السحب/ دخلت أخشع حيث الكتب تعرفني/ وللخشوع رؤى إن حنّت الكتب/ أقارع الصمت في الجدران يغلبني/ تصغي إلى الصمت تدري ما هو الصخب/ حلمت بالشوق من لبنان أغنية/ رقّت عن الحزن حتى أوهن القصب».
أما الشاعر د. خالد ميّاس قرأ أكثر من قصيدة.
وشارك الشاعر التونسي منير وسلاتي بقراءات شعرية من ديوانه «نسّاج الضوء»، فقرأ «أمينة وردة، لا تعترض سبيل الوردة،إني راحل» قصائد تعبر عن الذات الشاعرة وتأملاته تجاه الحياة والإنسان، شاعر ينهل من فضاءات روحه المشبعة بالتفاصيل الدقيقة لمعاناة الروح، راسما طقوسه الخاصة للمرأة بلغة شفافة لا تخلو من المتوهج الايقاعي في نسج الحروف.
من قصيدته «إني راحل» يقول:»أمرّغ وجهي في وجه غيمة أرسمها/ كي لا يفجىء غصنك اليباس/ وأرسل الريح لواقح في المدى/ كي أشتت قي مداك غيمة يؤوسا/ ألقن السموات سرّ الوميض/ وأطرد الخريف من وجهك العبوس/ هذا الوجه هو لي يا اخي/ أنت لن تحتاجه/ أزرعه في مواسم الرياح يوما آخر/ أنت تحتاج الآن خصوبتي».
من جهتها الشاعرة إيمان صالح العمري، تجلّت في قراءتها الشعرية، فقرأت غير قصيدة من مثل:»للحنين وجه، وحرائر» شاعرة يغلب على شعرها الجانب الصوفي المشغول بعناية فائقة ولغة معطاء تفيض بالوجد الروحي، وتنتصر للحرائر وللوطن المسكون بالتوجعات، شاعرة تصيغ حروفها بماء روحها التواقة للحياة والحرية، وإثناء  قراءتها تفاعل معها الجمهور لملامسة أوجاع الناس وهمومهم.
تقول في قصيدتها «للحنين وجه»: «يا وجه قلبي والحنين قوافي/ والشوق مرّ قد أبى انصافي/ والموج نبضي والحنين مؤرق/ والوجد بات يؤمني بطوافي» ومن قصيدة «الحرائر» نقتطف هذا المقطع:»والشعر يلهب ما استثير بوجدنا/ والجمر يشعله جوى الشهيد يصفو إليَّ الحرف في ظل الدجى/ أحيا به كالنبض منه وريدي».
واختتم القراءات الشاعر الفلسطيني علي أبو عجمية صاحب ديوان «نهايات غادرها الأبطال والقتلة»، فقرأ:» تكوين، عن الحب،أخطاء الشطرنج، أبو عجمية قنّاص للصورة الشعرية التي يستلّها من معطيات الحياة اليومية، ويمضي في ذروة خياله إلى أقصى ما يريد من جماليات اللغة ليرسم لنا بانوراما حزنه وشفافية روحه على مساحات هذا الكوكب، لغة متأملة معنى أن تكشف بذائقة ومخيّال خصب يواكب اللحظة المعاشة برؤى تفيض دهشة، شاعر مضى بنا إلى إيقاعات الروح تفاصيلها وإيقاع الحياة والجسد المتأمل كل هذا الحب والأمل والحرية. من قصيدته «أخطاء الشطرنج» نقتطف منها هذا المقطع حيث يقول:» لا ليس عندي حذاء غير متسخ/ حتى الغبار مع الفرشاة يتفق/ والليل بيتي أنا.. جذعي وزوجته/ البكر تلك/ لها الورّاق والورق/ ولي صديق شرى للجيب محفظة/ لا شيء فيها.. فزادت عنده الخِرق/ وفأسه/ في نهار الملح دامية/ وكوزه في أواني الصيف يندلق/ ضيف أتى بيته المذعور/ منذ أتى/ ما قرّباه إليه الشمع والشبق».
وفي نهاية الأمسية تم تكريم الشعراء من إدارة الملتقى ورئيسها وبعض المسؤولين بتقديم الشهادات التقديرية تقديرا لهم.