Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2017

أميركا أصبحت دولة «محتلة»! - صالح القلاب

 الراي - عندما يقرر دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة بحجة الإعتراف بـ»الأمر الواقع» وبأن هذه المدينة «الموحدة» كانت عاصمة اليهود قبل ثلاثة ألاف سنة فإنه قد حول الولايات المتحدة عملياًّ إلى دولة محتلة مثلها مثل هذه الدولة الصهيونية التي أقيمت بالأساس ليس كمشروع ديني وإنما كمشروع إستعماري وذلك لأن الحركة الصهيونية قد أنشئت بالأساس في نهايات القرن التاسع عشر كحركة إستعمارية .

نحن، والمفترض وغيرنا، لا يحكمنا الهذيان التاريخي الذي بدأ يتمسك به هذا الرئيس الأميركي سياسياًّ وليس دينيا ولا الخرافات التي مع مجيئه، ليس نتيجة «ألاعيب» المخابرات الروسية فقط وإنما أيضاً نتيجة المس�'غبة «الشراهة» المالية التي غدت تحكم البيت الأبيض ولهذا وعندما تقوم الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى المدينة المقدسة وعلى أساس أنها «موحدة» وعاصمة أبدية لإسرائيل فإنها بكل الأعراف والقوانين الدولية تصبح دولة محتلة مثلها مثل الدولة الإسرائيلية .
 
ولذلك ولأن أميركا غدت بعد هذا الذي فعله ترمب ومعه هذه الإدارة البائسة دولة محتلة، تحتل أرضاً فلسطينية – عربية، ولأن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هو أحد مهندسي هذه الجريمة التاريخية فإن المفترض ألا يُفتح له أي باب عربي وألا يستقبل في أي عاصمة عربية وبغض النظر عمّا سيقال لتسويق إستقباله.
 
ولعل ما يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار في هذا المجال هو أن العالم كله يقف الآن مع الشعب الفلسطيني ومع العرب والمسلمين وإن ترامب وبنيامين نتنياهو يقفان الآن وحيدين في الكرة الأرضية كلها، والطيور على أشكالها تقع، والمجرم لا يرافق إلا مجرماً وهذه هي حكم التاريخ وليس ذلك «الهراء» الذي يردده الرئيس الأميركي الذي من الواضح أنه مصاب بكل عقد التاريخ قديمها وجديدها .
 
إننا كعرب، مسلمين ومسيحيين، نعتبر الشعب الأميركي شعباً صديقاً وأنه أبتلي بهذا الرئيس الذي ثبت أنه لا يعرف عن العالم إلا جَل�'ب الأموال وهذايانات التاريخ ولذلك فإنه لا بد من الحرص كل الحرص ألا يتم إستهداف أي مواطن أميركي وبأي طريقة من الطرق وحقيقة أنَّ الأكثر تطرفاً من بين الإسرائيليين وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو سيسعون إلى دفع بعض المُغرَّر بهم أو المأجورين لا فرق إلى إستهداف بعض المواطنين الأميركيين وهذا هو ما يريده ترمب ليقول للشعب الأميركي أن العرب والمسلمين كلهم إرهابيون.
 
وهكذا فإنه علينا أن نكون شديدي الحرص وأن لا نضع في أيدي عنصريي الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية الأسلحة الإعلامية والسياسية التي يريدونها لتبرير هذه الجريمة، التي هي من أسوأ جرائم التاريخ بالفعل، فإستهداف أي مواطن أميركي يجب أن نعتبره جريمة مثلها مثل الجريمة التي إرتكبها دونالد ترمب.. وهنا فإنه علينا أن نضع في إعتبارنا ومنذ الآن أن بعض التنظيمات الإرهابية المشبوهة قد تستهدف بعض الأميركيين كمواطنين وكالعادة بحجة الدفاع عن فلسطين والقضية الفلسطينية !!.