ديما محبوبة 

عمان –الغد-  تسعى مؤسسة ولي العهد إلى عقد حلقات نقاشية شبابية تهدف إلى تفعيل دور الشباب، إذ تكون هذه الجلسات نموذجا بسيطا يجمع بينهم وبين صناع القرار، والتوصل إلى نتائج إيجابية وصناعة فكر تنويري.

ولأجل هذا الهدف، نفّذت مؤسسة ولي العهد الأسبوع الماضي في نادي الملك حسين، بالشراكة مع مجلس الإمارات للشباب حلقة شبابيّة حملت عنوان "قوتنا بشبابنا"، ناقشت التحديات التي تواجه الشباب على صعيد العمل التطوّعي والخدمة المجتمعية، في إحداث التغيير الإيجابي وعكس قوة الشباب.

من مميزات هذه الجلسة، كان حضور وزيرة الدولة لشؤون الشباب في الإمارات شمّا بنت سهيل المزروعي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ولي العهد الدكتور فواز حاتم الزعبي، ومشاركة 30 شابا وفتاة من المستفيدين من مبادرات مؤسسة ولي العهد، وتحديدا من جامعة الحسين التقنية ومبادرة مسار الهادفة إلى إطلاق أول قمر صناعي أردني مصغر، ومبادرة حقق.

تخلل الجلسة نقاشات قيمة وحوار إيجابي، إذ تحدث شباب مبادرة حقق حول حب الوطن والانتماء إليه، والتأثير الإيجابي في المجتمع.

ومبادرة حقق، هي مبادرة أطلقها ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بهدف تنمية مهارات الفرد والجماعة للوصول إلى أعلى مستويات الاحترافية في التعاون والعمل المشترك، وذلك من خلال جهد تنظيمي مخطط يهدف لتسهيل اكتساب الفريق للمهارات والمعارف والأعمال التطوعية، وتجهيز الفرد للعمل المثمر الذي يساعد على تحسين الأداء، والعمل بروح الفريق لبناء جيل فتي متكامل متجانس، وإيجاد علاقة فعالة بين الشباب، قائمة على الاحترام والانضباط والمحبة.

الطالبة أريج علوان والمنتسبة لمبادرة حقق، تقول إن ما تعلموه في "حقق"، يتجلى بزراعة الشباب الأردني بداخله حب الوطن والمجتمع والأعمال التطوعية، إذ جعلت هذه المبادرة وأعمالها التطوعية الشخص منتميا لبلده عامة، منصهرة فيه عصبية الفئوية، وناسيا هو ابن أي محافظة فهو ابن الأردن فقط.

علي أيضا من مبادرة حقق، واستفاد منها أن جعلته هو وغيره من الشباب يعملون على التنمية المستدامة وتحقيقها، وذلك من خلال استغلال العلم، وإفادة المجتمع به من خلال إعطاء دورات تطوعية للأطفال، تساعدهم على إيجاد مستقبل واع وجعل الأردن أنموذجا يحتذى، مستقبلا.

أما محمد بن نصر فكان رأيه بمبادرة حقق وما أعطته إياه "جعلت مني شخصا مؤثرا في مجتمعي، وجعلتني شبكة علاقات عامة في الأردن ككل، ما جعل العنصرية والفئوية شيئا لا يخطر بالبال، وجعلت العمل التطوعي له أثر كبير على الشخص ذاته قبل تأثيره على من حوله".

أحمد فارس من مبادرة مسار، يتحدث عن فكرة جديدة للأعمال التطوعية، وهي مبادرة مسار، التي تهدف إلى إنشاء أول قمر صناعي أردني، في الوقت الذي تعتقد فيه دول كثيرة أن هذا الأمر بحاجة لميزانيات ضخمة ودول عظمى لإطلاق القمر الصناعي للفضاء.

ويضيف "اخترعنا نحن مجموعة من الطلاب والشباب القمر الصناعي بأقل التكاليف"، إذ يعملون تطوعيا بعيد عن الخدمة المجتمعية المباشرة على حد تعبيره، مركزين على رفع اسم الأردن عاليا في العلم وبين العلماء والاختراعات التكنولوجية المتطورة.

ويبين الطالب ليث البرماوي من جامعة الحسين التقنية أن مبادرات مؤسسة ولي العهد تعطي القيمة المستحقة، فابتسامة صغيرة في وجه شخص من الممكن أن تؤثر على يومه بالكامل بالايجاب، ما يعني أن عملا بسيطا وغير مكلف، ومن الممكن ألا يكون بالحسبان، ولكن قد يكون له أثر كبير جدا في المجتمع.

الطالبة في جامعة الحسين التقنية  لجين خصاونة من ناحيتها تؤكد "العمل والعلم يمهد الطريق لأردن جميل وحياة سهلة لأطفالنا، فلا يعانون من أي صعوبة، لتكون الحياة الجميلة بانتظارهم".

ناصر العابدي أحد طلاب جامعة الحسين التقنية ويدرس تخصص علوم الحاسوب، يروي عن حبه الشديد لعلم البرمجة، ومدى رؤية هذا العلم وأهميته في المستقبل. في حين تحدث ناصر مقتنعا أن التطوع والتفكير بالآخرين يدخل في مختلف نواحي الحياة، لذا أوجد لنفسه حصصا مخصصة لمجموعة من الأطفال وتعليمهم علم البرمجة من خلال الألعاب أو ما يسمى بـ"gaming lab". ويتحدث باسل مقرش المنتسب لمبادرة حقق، عن عمله التطوعي من قبل حقق، الذي كان صعبا رغم حبه الكبير له، حتى أن والديه لم يعتبرا عمله في السابق أمرا مهما، لكن بعد انتسابه للمبادرة التي أوجدت فرصا كثيرة، جعلت العمل منظما وممنهجا.

ويشير إلى أن مبادرة "حقق" علمتهم كيفية متابعة الأعمال التطوعية، وتطويرها والتأكد من سير العمل بها على أكمل وجه. 

ويتوافق أحمد الحمدان من مبادرة حقق أيضا، بأثر المبادرة الإيجابي التي علمتهم أن ثمار أي عمل تطوعي قد لا يقطفونه مباشرة، بل الأجيال المقبلة، مستخدما مثالا "زرعوا فأكلنا، وزرعنا فيأكلون".

وبعد أربعة أعوام من العمل مع مبادرة حقق، يتفق منتسبوها على أهمية المبادرة من ناحية التوعية والدعم، وإرشادهم إلى الطرق المثلى لبناء استراتيجية للعمل التطوعي.

ويشير المشاركون إلى أن مبادرة "حقق" تعمل في البداية على توعيتهم بأهمية العمل التطوعي، وتشبيكهم بعلاقات تساعدهم في العمل فكل فكرة لها أهميتها الخاصة، ومن ثم تبدأ مرحلة الدعم وتبني استراتيجيات، وبعدها يتم تحفيزهم لتبني استراتيجيات مدروسة.