Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2018

و للشّكر...منافع أخرى!! - م. باهر يعيش

 الراي - الشّكر هو تعبير بالإمتنان يخرج على لسان الممتنّ إلى المشكور لقاء قول أو فعل صدر عن

الآخر بما يستحقّ الشكر.
 
كانت علامة الشّكر في السابق تصدر بحشرجة من حنجرة إنساننا الأوّل تجاه آخر شرس عفّ عفا عن أن يجزّ رقبته لنازع غير مفهوم,أو بنظرة من عيون ناعسة حزينة تصدر عن وجدان بوهيميّ تلقائي صادق إليه،أوعن حركة تلقائيّة بدائيّة, من يد بضمّها إلى الرّأس أو إلى الصّدر أو الشفاه. المعروف المفهوم والمتعارف عليه فعليًّا واقعيا إنسانيا منذ أن خُلِقَ هذا التعبير بداية,إزجاء المديح والامتنان والشّكر فقط لمن يستحقّه،بلا مداهنة أو تمسّح بأذيال المشكور وذلك لقاء عمل فعل قول شعور أحساس أتى به وأدّى ألى منفعة ماديّة أو معنويّة لفرد أو مجموعة أو وطن.هكذا بدأت الأمور.
 
تطوّرنا تعلّمنا تثقّفنا عرفنا الدهاليز الأنفاق المسارب والمشارب,عرفنا سبل سلوك دروب الرّمال المتحرّكة ذات التّشكّل والأشكال المتغيّرة دومًا،أسأنا إستعمال شكرا وعفوا وأسفا وشعورا وأحاسيس أستثمرناها في التّزلّف التّقرّب المداهنة بشكر بمديح أنسان بما لا يستحق وبما ليس فيه: نشكر نمدح نتغنّى بطول قزم في عمله يناطح...نخلة باسقة،ونشكر آخر(لا فضّ فوه)أبكم أخرس لا يميّز الألف من كوز الذّرة ينطق عن الهوى والغوى,ينضح منه تفاهة القول الفعل والفكر بما لا في سقراط من حكمة و ما في جهابذة لسان العرب من فصاحة.بتنا نستعملها لكلّ إمّعة لا رأي لا فكر لا كلمة لا فعل،هباءً في كلّ شيء،في الحضور في الغياب هو لا...شيء...لا شيئ.
 
المأزومون المحرومون المظلومون المقهورون قليلو الحيلة الناقدون الحاقدون على الخطأ ولا مقدرة لديهم على الفعل يستعملونها دومًا للسخريّة بواقع داوها بالتي كانت هي الدّاء.هم يقاسون يتجرّعون يمارسون(مرارة الشّكران)كتعبير ساخر عن رفضهم وعجزهم عن التّعبير.منهم من يقول شكرًا من باب جلد الذّات لمن أخطأ بحقهم بما قد ينهي وجودهم,عدوّا اغتصب أرضا أو حقّا وآخرين عتاة وقفوا معه ساندوه في غيّه,بدعوى أنّ الفعل اللعين المعيب المزلزل قد أيقظ صحّا النائمين الحالمين و(يعودون للنوم).الكثيرون يستعملون(الشّكر والتّشكّرات) للتزلّف والبعض لإثارة جمع غفيرعلى خصمٍ في إنتخابات في منافسة على مشروع على خطبة فتاة على أيّ مغنم مادي أو معنوي. ولها أغراض ومنافع أخرى كالتهديد الوعيد السّخريةوالرّفض وما دون ذلك:
أحدهم يخطئ قد يشتم آخر فيجيبه الآخر ملوّحا بيده..شكرا بمعنى(بورجيك).أخر يعرض بقيّة من حقًّ بعد سلب معظمه أو يعرض عطاء مُهِينًا معيبًا لذي كرامة وأنغة وشمم فيجيبه «شكرًا إلك,متشكّر»و..يمضي بدون أن يأخذ شيئا.أحيانا يفرض على أمرء قصير الباع التنازل عن منصب عن دور عن حقّ له,يالترغيب بالضغط بالوعيد فينصاع صاغرا ليتلقّى الشكر الجزيل من الخصم على كرم أخلاقه وتضحيته للصالح العام ولينال عاصفة من تصفيق ترافقه ألى حد النسيان.خطيب مرشّح لمقعد لمنصب,مفوّه هو,يشكر الحضور على تلبية دعوته لتناول خطاب كلام لا...غداء. بعد الفوز في الإقتراع,تختفي(شّكرا)من قاموسه لتعود في المواسم القادمة.في المقابل يتنطّع كثيرون لتقديم واجب الشّكر والعرفان لخطيب على أفعال لم يفعلها بطولات كرامات حكم مقولات حكيمة نابغة لم تصدر عنه ولا يعرف تركيب حرفين منها.
 
الشّكر سيّداتي سادتي يزجى يقدّم فقط لمن عمل عملا يستحقّ الشّكر عليه,لمن أبدى شعورا مشاركا بفرح بحزن بألم تجاه من هم بحاجة ماسّة أليه.الشّكر كلمة مهمة رائعة ذات قيمة كبيرة بل وفي منتهى الخطورة في دلالتها في مفهومها لا يستحقها إلّا فارس من فارس آخر يقدّرها ويعنيها,في بذلها جزافا أمتهان لها لكرامتك لشخصيّتك لمكانتك بين الخلق ممّن يقدّرون الكلمة حقّ قدرها.أنّ تقديم الشّكر في غير محلّه أو المبالغة فيه يكشف زيفه وزيف قائله.فلا تفرّط في الكلمة(شكرا).أستعملها فقط في موضعها معزّزة مكرّمة لمن يفهم يفقه دلالتها ومعناها وقيمتها فيثّمن لك كلمتك,يفتخر بها يحفظها لك يحترمها
ويحترمك فأحترامها من...أحترام ذاتك.
mbyaish@gmail.com