Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Oct-2017

مفارقات «النسخة السابعة» من المصالحة الفلسطينية - احمد ذيبان

 

الراي -  الاتفاق الجديد للمصالحة الفلسطينية يطرح تساؤلات حول فرص نجاحه ، بعد أن فشلت الاتفاقات السابقة عبر عشر سنوات: «مكة في العام 2007 ،صنعاء 2008 ،القاهرة 2011 ،والدوحة 2012، ثم القاهرة مرة أخرى 2012 ،واتفاق مخيم الشاطئ للاجئين في العام 2014 ،«وها نحن أمام اتفاق القاهرة 2017 ، وهي اتفاقات تكرر نفسها.

 
ويمكن النظر الى «النسخة السابعة» من المصالحة ، التي ترعاها المخابرات المصرية ، وفق معطيات الحصار الذي وضع حركة حماس أمام سكان قطاع غزة والرأي العام الفلسطيني عموما ، في موقف سياسي وأخلاقي ، دفعها الى تقديم تنازلات سياسية «مؤلمة» ! حيث وصلت أحوال القطاع الى مرحلة لا تطاق. كل أبواب العيش الكريم مغلقة.. أساسيات الحياة غير متوفرة ، فقر وبؤس ربما يكون أعلى نسبة في العالم.
 
اختلط الحابل بالنابل في «المصالحة الجديدة» ، التي تنطوي على مفارقات وغرائب يصعب استيعابها ، حتى اسرائيل كانت حاضرة من خلف الأبواب ، حيث أرسلت وفدا الى القاهرة للضغط على مفاوضات المصالحة، لجهة نزع سلاح حماس والبحث في موضوع تبادل الأسرى، حيث تحتجز حماس بعض الجنود الاسرائيليين أحياء أو جثثهم.
 
وحركة حماس التي اعتبرتها الحكومة المصرية «ارهابية»، ويحاكم الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة التخابر معها، أصبحت في ليلة وضحاها تتمتع بشرعية ، يستقبل قادتها بالاحضان في القاهرة ، ويتم التفاوض معها لإبرام صفقة المصالحة ،أما القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان ،الذي يتمتع برعاية دولة الامارات ، سبق أن طردته حماس من غزة بما أسمته الحركة ب «الحسم العسكري» عام 2007 ،وسيطرتها بالكامل على القطاع. ومع ذلك فقد لعب دحلان دورا بارزا في التفاهمات، التي أبرمت بين حماس والمخابرات المصرية، وقادت الى المصالحة مع فتح.
 
وعندما تم اغتيال القيادي في حماس «محمود المبحوح» في دبي عام 2010 ، كشف القيادي في الحركة محمد نزال، أن الشخصين المتورطين في عملية الاغتيال لصالح الموساد ، كانا يعملان في مؤسسة عقارية تابعة لدحلان في دبي. وسبق أن عملا ضمن الأجهزة الأمنية في غزة عندما كان يديرها دحلان ، والسؤال المحير: كيف يمكن التوفيق بين دحلان المفصول من فتح ، ودوره الجديد من خلال التفاهم مع حماس ؟
 
على هامش دورة الجمعية العامة في أيلول الماضي ، التقى الرئيس الاميركي ترمب نظيره المصري السيسي وأكد دعمه له بقوة ، وأنهما سيعملان معا لمواجهة «الإرهاب» ، كما تحدث السيسي عن « جهود مصر لإحياء عملية السلام، وتحقيق المصالحة الفلسطينية ، كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «. وفي خطابه أمام الجمعية العامة ، بعد لقائه العلني الأول مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، طالب السيسي الشعب الفلسطيني بقبول التعايش مع إسرائيل.
 
من الواضح أن هناك قبولا أميركيا اسرائيليا للمصالحة الفلسطينية الجديدة ، في ضوء ما يشاع عن «صفقة القرن» لتسوية القضية الفلسطينية لكن ذلك مرتبط كما أعتقد ، باندماج حماس في «المشروع السياسي» للسلطة الفلسطينية، القائم على المفاوضات مع اسرائيل ، التي أعلنت بعد توقيع اتفاق المصالحة ، أنها لن تتعامل أو تتفاوض مع أي حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس ، إذا لم تعترف الأخيرة باسرائيل ويتم نزع سلاحها وعليه فإن الخيارات محدودة أمامها.. إما الانخراط في هذا المشروع ، أو العودة الى العمل السري وطريق المقاومة المسلحة ، حتى إذا فازت الحركة في الانتخابات المقبلة ، فإن تجربة فوزها عام 2006 ،وما نتج عنها من حصار وانقسام ماثلة للعيان وقد يكون أنسب الخيارات أمامها ، تكرار تجربة حركة النهضة في تونس، التي تخلت عن الحكم واكتفت بالمعارضة البرلمانية !
 
Theban100@gmail.com