Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2018

الفلسطينيون .. والإتجاه الصحيح !! - صالح القلاب

 الراي - يستحق الاداء الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة حقاً الإشادة والتقدير إذْ بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإهداء الإسرائيليين ما لا يملكه إلى من لا يستحقونه ساد إعتقاد لدى بعض كبار المسؤولين العرب، الذين لا يؤمنون بقدرة الشعوب المكافحة وفي طليعتها الشعب الفلسطيني على السباحة ضد أقوى تيار التحديات، أن القيادة الفلسطينية سوف ترفع يديها عالياً وتستسلم وأنّ الفلسطينيين سينهارون وأنّ بعضهم سيغادرون وطنهم الذي لا وطن لهم غيره وعلى غرار ما حصل في مراحل مريضة سابقة مثل ما بعد كارثة عام 1948 وهزيمة عام 1967.

 
والمفترض أنَّ هؤلاء المتشائمين قد أخذوا العبرة الحقيقية من عهد التميمي بما أبدته من شجاعة نادرة في مواجهة ذئاب ووحوش الجيش الإسرائيلي وأدركوا أن شعباً أنجب هذه البطلة الصغيرة، التي هناك في فلسطين المحتلة مثلها الألوف لا بل عشرات ومئات الألوف، سيبقى متمسكاً بوطنه وأنه على استعدادٍ لتقديم ألف شهيد وأكثر دفاعاً عن كل ذرة تراب فيه وهكذا فإن «الهجرة» والمغادرة أصبحتا صفحة مطوية وأن الصمود هو القرار الذي لا قرار غيره هو المواجهة والإستمرار بالمواجهة .. كل أشكال المواجهة إنْ بالسلاح إذا إقتضى الأمر و إن بالتشبث بالأرض بالأيدي والأسنان وإن بالاداء السياسي الراقي والمميز .
 
ولعل ما تجدر الإشارة إليه وتقديره والإعتزاز به هو أن القيادة الفلسطينية قد جسدت الصفعة التي وجهتها عهد التميمي إلى «سحنة» الجندي الإسرائيلي بصفعة سياسية وجهتها إلى وجه بنيامين نتنياهو ممثِّلاً لحكومته ولغلاة التطرف والعربدة من الإسرائيليين عندما حققت كل هذه الإنجازات التي حققتها على هذا الصعيد وحيث وقفت «129 «دولة من بينها أربعٌ عظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ضد ترامب وقراره وحيث هناك إنتظار لمواقف شجاعة وفي هذا الإتجاه للعديد من الدول الأوروبية وللعديد من دول العالم من بينها دول حركة عدم الإنحياز والدول الإسلامية .. والعالم الثالث بأسره اللهم باستثناء بعض الحثالات الهامشية والصغيرة .
 
الآن بعد إتخاذ القيادة الفلسطينية، الممثلة بالمجلس المركزي وبالهيئة التنفيذية لمنظمة التحرير وبحكومة السلطة الوطنية، قراراً بتجميد «الإرتباط» بإسرائيل وتجميد الإعتراف بها هناك توجه وُضِعَ قيد التنفيذ بتحويل هذه السلطة تدريجياً من سلطة تحت الإحتلال إلى دولة فعلية تحت الإحتلال وفقاً لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة.. وهذا سيكون المضمون الرئيسي للخطاب الذي من المنتظر أن يلقيه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) من فوق منبر الهيئة الدولية في العشرين من آذار (مارس) المقبل .
 
وهنا فإن ما يجب أن يدركه «الأخوة» في حركة «حماس» أنَّ حلَّ السلطة الوطنية، كما طالبوا، هو أكبر هدية من الممكن تقديمها إلى دونالد ترمب وإلى بنيامين نتنياهو وحكومته وإلى كل المتطرفين والقتلة في الأحزاب الإرهابية الإسرائيلية فالإقدام على هكذا خطوة إنتحارية هو تخلٍّ مجانيٍّ عن كل الإنجازات العظيمة فعلاً التي تم تحقيقها بدماء الشهداء وبكفاح الشعب الفلسطيني وأيضاً عمّا سيتحقق على أرض الواقع في فلسطين وفي المجال الدولي الواسع والرحب في الأيام المقبلة... إنه على الإخوة في «حماس» الّا ينظروا إلى مصالح شعبهم المجاهد العظيم لا من ثقب الإبرة الإيرانية ولا من ثقب إبرة أي دولة عربية.. إن المتوقع منهم في هذه المرحلة الواعدة رغم صعوبتها وقسوتها.. وأيضاً ورغم ظلاميتها أن يتخلوا عن إنعزاليتهم وأن يبادروا إلى الإلتحاق بمنظمة التحرير وبكل مؤسساتها وأن يصبحوا شريكاً فاعلاً في هذه «السلطة» التي بات معترف بها دوليّاً : «دولة تحت الإحتلال» .