Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jan-2018

يوم الدستور والملك - رومان حداد

الراي -  يصادف يوم 30 كانون الثاني مرور 66 عاماً على إقرار الدستور الأردني من قبل مجلس الأمة، والذي تم في مبنى البرلمان القديم القائم في منطقة جبل عمان/ الدوار الأول، يمر هذا التاريخ مرور الكرام كل عام دون الاحتفال به، كيوم عيد وطني اسمه يوم الدستور. فاحتفالنا بيوم الدستور احتفال يؤكد إدراكنا كم من الصعاب كان على هذه الدولة/ المملكة تجاوزها للوصول إلى ما وصلنا إليه، وبالتالي فنحن جاهزون للاحتفال بالإنجاز، وهو احتفال يقصد منه إعادة الروح الإيجابية للمواطن الأردني حين يرى أين يقف اليوم.اليوم أرى أنه من الضرورة الاحتفال بالدولة الأردنية وبما أنجزته، فكما  أننا نوجه النقد للأخطاء التي نراها لا بد علينا من الاحتفال بمنجزنا

الحضاري وعلينا الاحتفال بدولتنا/ مملكتنا، هذا الاحتفال الذي يمثل لنا جرساً لنصحو ونقدر على التفريق بين ما نمارسه من نقد إيجابي
وما نمارسه من جلد للذات وللوطن، فما يحدث اليوم من حالات انتقاد يتداخل فيها الأمران، لا بل صار جلد الذات أظهر وأوضح، مما أدخل
المواطن الأردني في نفق (نفسي) معتم، وأثر على حالته المعنوية، فلم يعد قادراً على الرجوع إلى الضوء والخروج من النفق وفي الوقت
ذاته لم يعد يطيق البقاء في العتمة.
في مثل هذا الوقت المفصلي لا بد للدولة أن تأخذ عدة خطوات لرد الروح الإيجابية للشعب الأردني، وأرى أن من أبرز الخطوات هو إعادة
الهيبة للمناسبات الوطنية، وضرورة الاحتفال بها، ولنبدأ من يوم 30 كانون الثاني، هذا اليوم الذي يجمع ذكرى إقرار الدستور الأردني
وعيد ميلاد الملك عبد االله الثاني، فهو يوم وطني بامتياز، وليكن هذا اليوم مناسبة وطنية تحت عنوان (يوم الدستور والملك)، فهو
تأكيد على أهمية الدستور ورفعته، وتقدم الدولة عبر احترامها لدستورها، واحتفال بعيد ميلاد الملك عبد االله الثاني لأنه رمز الدولة
وحافظ الدستور، وضامن تنفيذه.
الاحتفال يجب أن يكون بهياً في (يوم الدستور والملك) فهو احتفال دولة بذكرى إقرار الدستور والاحتفال بعيد ميلاد جلالة الملك، هذا
الملك الذي أبى إلا أن يتوج حكمه بتعديلات دستورية حضارية أعادت بث الروح في الدستور عبر إزالة اعتوارات أصابته لم تكن من صنع
يدي عبد االله الثاني وأعادت الدستور إلى مكانه الطبيعي أباً للقوانين كلها وروحاً للدولة/ المملكة، واستطاع بجرأة المؤمن وشجاعة
الفارس وحكمة الملك أن ينتصر للوطن الأردن والمواطن الأردني عبر انتصاره للدستور، فمن أحق من هذا الملك بأن يحتفل بعيد ميلاده
مع الاحتفال بالدستور في يوم واحد يجمع روح الوطن وحافظها وحارسها؟
في الأردن نعترف جميعنا أننا كأردنيين نتاج علاقة نادرة وزواج مقدس بين سلالة من أشرف السلالات وأرض من أقدس ما وطأها إنسان، وحين نحتفل (بيوم الدستور والملك) فإننا نحتفل بمكمن قوتنا وهو أننا على مختلف مشاربنا الفكرية والعقيدية، وعلى اتساع طيفنا الاجتماعي والسياسي، متأكدون أن العرش الهاشمي هو الضمانة الوحيدة للشعب والدولة، بل هو القيمة المضافة الحقيقية للدولة الأردنية، وأن الجميع، دون استثناء، يرى دائماً أن الإصلاح يبدأ حين يطلقه العرش ويتبناه، فهو قائد الحراك الأردني وضابط إيقاعه، وهو الملجأ الأول والأخير للأردنيين.
إذن أيها الأردنيون لنحتفل معاً بالإنجاز في (يوم الدستور والملك).