Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2018

اليمن: الجنوبيون والقوات اليمنية يتقاسمون السيطرة على عدن بعد يوم دام

 

عدن -عاشت مدينة عدن امس يوما داميا بعدما اندلعت مواجهات بشكل مفاجئ بين  الجنوبيين الراغبين بالاستقلال والقوات الموالية للسلطة، قتل فيها 15 يمنيا على الاقل واصيب عشرات، في تطور ينذر بفصل دام جديد في البلد الغارق في نزاع مسلح وازمة انسانية متفاقمة.
واتهم رئيس الوزراء احمد بن دغر الجنوبيين بقيادة انقلاب في عدن، داعيا دول التحالف العربي، وخصوصا السعودية والامارات، الى التدخل "لانقاذ" الوضع في المدينة التي تتخذها الحكومة عاصمة موقتة لها.
لكن الجنوبيين سرعان ما حملوا رئيس الوزراء مسؤولية تدهور الاحداث، متهمين اياه بتوجيه قواته لاطلاق النار على متظاهرين مناهضين للحكومة ما ادى الى تدخل عسكري من قبلهم "لحماية شعبنا".
واندلعت المواجهات بين القوات الحكومية من جهة، والقوات المؤيدة للانفصاليين المعروفة باسم "الحزام الامني" من جهة ثانية، بعدما حاولت وحدات تابعة للقوات الحكومية منع متظاهرين انفصاليين من دخول وسط المدينة للاعتصام.
ويحتج هؤلاء على الاوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يمثلهم سياسيا، مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد.
وحذر المجلس في بيان الاسبوع الماضي من أنه اذا لم يقم هادي بتغييرات في حكومته، فان الانفصاليين سيستخدمون الشارع لإسقاط هذه الحكومة المعترف بها دوليا. وانتهت المهلة الزمنية صباح الاحد.
ويقود محافظ عدن عيدروس الزبيدي الحركة الجنوبية في الجنوب. وفي 12 أيار (مايو) الماضي، شكل الجنوبيون سلطة موازية "لإدارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج" برئاسته.
وبحسب مصادر أمنية في عدن، فإن قوات "الحزام الامني" المؤيدة للجنوبيين تمكنت في خضم المواجهات من السيطرة على مقر الحكومة واسر عشرات من العناصر الموالية لسلطة هادي.
مع بداية المساء، تراجعت حدة المعارك. وذكرت المصادر الامنية ان قوات "الحزام الامني" باتت تسيطر على المدخلين المؤديين الى منطقة كريتر التي تضم القصر الرئاسي حيث يقيم رئيس الوزراء واعضاء حكومته.
وبات الطرفان يتقاسمان السيطرة على احياء المدنية، وفقا للمصادر الامنية.
وبحسب احصاءات اربعة مستشفيات في عدن، قتل 15 شخصا واصيب 33 بجروح في الاشتباكات. والقتلى هم ثلاثة مدنيين و12 مسلحا من الطرفين، فيما تشمل حصيلة الجرحى تسعة مدنيين و24 مسلحا.
من جهتها، أعلنت منظمة "اطباء بلا حدود" ان اربع جثث وصلت الى مستشفى يتبع لها في عدن، وانها عالجت 50 مصابا.
وقال شهود إن المطار توقف عن العمل، والمدارس اغلقت ابوابها، وكذلك المحال التجارية، وسط حال من الشلل التام في المدينة.
وأفادت مصادر أمنية في عدن ان قوات التحالف العسكري التي تدعم الطرفين، لم تتدخل في المواجهات. وأضافت ان طائرات التحالف تحلق في سماء المدينة من دون ان تقصف أي هدف.
وبعد ساعات من المعارك، طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي من قواته وقف إطلاق النار فورا والعودة الى ثكناتها. وافاد بيان رسمي صادر عن رئاسة الوزراء ان طلب وقف اطلاق النار يأتي بناء على محادثات أجراها هادي مع قيادة التحالف.
ويذكر ان هادي يقيم في الرياض ويقوم بزيارات تفقدية لعدن.
تتلقى قوات الحكومة دعما عسكريا من قوات التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة السعودية. كما تتلقى قوات "الحزام الأمني" دعما مماثلا من التحالف، وخصوصا من الامارات التي تدرب وتجهز عناصرها.
وتقاتل القوات الحكومية وقوات "الحزام الأمني" معا المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون منذ سنوات على مناطق في أفقر دول شبه الجزيرة العربية وبينها العاصمة صنعاء.
وبعيد اندلاع الاشتباكات في عدن، اتهم رئيس الوزراء في بيان الانفصاليين بالانقلاب على السلطة المعترف بها دوليا. وقال "هناك في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وهنا في عدن يجري الانقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية".
ودعا التحالف الى التدخل، قائلا ان على السعودية والإمارات خصوصا "التعامل مع الأزمة التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة"، معتبرا ان هذا التدخل "شرط لإنقاذ الموقف" في عدن.
ورد المجلس الانتقالي بالقول في بيان أن رئيس الحكومة وجه قواته بالتدخل ضد المتظاهرين صباحا و"بإطلاق النار على شعبنا الذي خرج سلميا للتعبير عن مطالبه العادلة في العيش الكريم".
وأضاف "فوجئنا فجر اليوم بإنتشار قوات عسكرية تابعة لحكومة بن دغر الفاسدة وقد قامت بإغلاق الشوارع وإطلاق النار على المحتجين سلمياً وهو الأمر الذي دفع بالشعب ومعه قوات الأمن الى التدخل لحماية المواطنين المحتجين سلمياً ضد فساد وفشل الحكومة".
وحمل حكومة بن دغر "المسؤولية الكاملة عما حدث"، مؤكدا في الوقت نفسه "متانة شراكته" مع التحالف بقيادة السعودية.
وطالب المجلس الرئيس هادي "بإقالة حكومة الفساد قبل ان يخرج الامر عن السيطرة".
وعشية محاولة التظاهر التي تلتها الاشتباكات، دعا التحالف في بيان الى التهدئة، بينما حذرت وزارة الداخلية اليمنية من التظاهر.. وتعمق الأحداث في عدن النزاع وتهدد بفصل دام جديد وبتفاقم الازمة الانسانية حيث يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة.
وتأتي الاحداث في عدن في وقت تشن القوات الحكومية حملتين عسكريتين تستهدفان التقدم نحو مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين على ساحل البحر الاحمر، وفك طوق المتمردين عن مدينة تعز في جنوب غرب البلاد.-(أ ف ب)