Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Oct-2017

مخاطر الألعاب الالكترونية بين التخدير والتحذير -

 

الراي - باتت الألعاب الإلكترونية ظاهرة ترتبط بحياة الأجيال الجديدة «الجيل الخامس» بشكل شبه يومي لافت، ولها تأثيرات كبيرة في الجوانب التربوية والسلوكية للجيل الجديد، ولم يقتصر انتشارها وتداولها في منطقتنا العربية وحسب، بل في معظم أرجاء العالم، حيث ان الساعات التي يقضيها الاطفال والمراهقون أصبحت تشكل مصدر قلق للاهل وللمجتمع بأكمله.

 
وهذه الالعاب الالكترونية تضمن رسائل مشفرة يقوم بإرسالها «المرسل» بهدف تحقيق اغراض وغايات قد تكون دينية او سياسية او ثقافية او نفسية – سيكولوجية، كما وتفرض قواعد الالعاب الالكترونية على المستخدمين اكانوا اطفالاً ام مراهقين الإنغماس فيها، وبالتالي انغماسهم في حرب ثقافية او أيدولوجية او فكرية من خلال انتقال اللاعب او المستخدم لها من الواقع الذي يعيشه وتقريبه الى عالم الخيال، ما تؤدي به الى صراع داخلي نفسي ما بين الخيال والواقع محاولاً تطبيق قواعد تلك الالعاب الخطيرة على حياته اليومية بحيث تصبح نمطاً من انماط سلوكياته اليومية ليحقق بذلك رغبات صانعي هذه الالعاب وأهدافهم.
 
والجدير ذكره في هذا الاطار، ان توفر الهواتف الذكية وسهولة استخدامها فتح المجال بشكل كبير من حيث استخدامها من قبل الاطفال والمراهقين من دون مراقبة، ومن دون الحاجة الى معرفة تطبيق الكومبيوتر.
 
وتعمل هذه الالعاب على غسل الادمغة والتنويم المغناطيسي، اضافة الى شحن اللاعبين بأفكار سلبية خطيرة، مثل: فقدان الامل، والضياع، والهروب، وقتل الطموح، وبث روح الكراهية والعدوانية تجاه انفسهم وتجاه الاخرين، عدا عن الالعاب التي قد تدفعهم الى قتل انفسهم والانتحار بخاصة مع توفر الهواتف المحمولة بين الاطفال والمراهقين، وسهولة استخدامها في اي مكان وفي اي وقت.
 
وهناك العاب كاللعبة « سبينر» والتي تعمل على مبدأ تدوير الاصابع حيث يقول مروجون لها إنها تساعد في معالجة التوتر، وتهدئة الأعصاب، إلا أن علماء نفسٍ نفوا ذلك، وأوضحوا أن كثرة الانشغال فيها لوقت طويل تصيب مستخدميها بالهوس بها الذي قد يصرفهم عن دروسهم، مؤكدين أن اللعبة ليس لها علاقة بتهدئة الأعصاب والتحكم فيها كما يدعي البعض، إلا أن الانشغال لبعض الوقت بها يؤدي إلى الابتعاد عن التفكير بالضغوطات النفسية.
 
وبحسب مؤسسة المواصفات والمقاييس فان هناك بضائع تأتي للمملكة يتم ادخالها مع مسافرين عائدين للمملكة وبمقدار لعبة واحدة أو لعبتين كحد أعلى، لكن اصحاب تلك الالعاب يقومون بالترويج لها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتؤكد المؤسسة على تقوم بمراقبة ومتابعة أي شكوى تردها حول ترويج تلك الألعاب، وانها لن تسمح بإدخالها للمملكة وبيعها بالأسواق.
 
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاطار! هل يكفي مبدأ المراقبة والمتابعة من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس؟ ام اننا الان في امس الحاجة الى اجراءات او قوانين تحصر وتحظر اي شخص من الترويج والاعلانات لمثل تلك الالعاب اضافة لبعض الالعاب الالكترونية الخطيرة التي باتت تشكل خطورة خاصة على الاطفال والمراهقين والتي تقوم فئة بالترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث باتت تلك الالعاب مسرحاً ومتنفساً للكثيرين لترويج اي مادة او اي لعبة او اي سلعة تسبب خطورة على افراد المجتمع اكانوا أطفالاً أم مراهقين أم بالغين. لذا من الضروري النظر الى ايجاد قانون يحصر أولاً تلك الالعاب ويحظر الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الالكترونية الاخرى.
 
وهنا نتساءل: اين دور الاسرة في مراقبة ابنائها؟ وأين دور المدرسة في الجانب التثقيفي لخطورة هذه الالعاب؟ فليس بالضرورة ان يقتصر دور المدرسة فقط على اعطاء الطلاب المناهج المخصصة لهم، بل يجب ان يكون للمدرسة دور تثقيفي فيما يتعلق بمخاطر تلك الالعاب ومخاطر الهواتف الذكية وغيرها من الامور الاخرى التي تسبب اضراراً نفسية او جسدية او فكرية عليهم، لان المدرسة ( تربية اولاً من ثم تعليم). وايضاً اين دور الإعلام التوعوي والتحذيري لتلك المخاطر؟.