Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Aug-2018

كفانا "إستراتیجیات" وتنظیرا - صالح القلاب
 
الراي - "خطوة عملية واحدة خير من دزينة من التنظير" هذا الكلام كان قاله فلاديمير ايليتش لينين قبل نحو قرن كامل وكانت النتيجة أن غرق الإتحاد السوفياتي في "دزينات" من التنظير وسقط سقوطاً ذريعاً وانتهى نهاية مأساوية كما هو معروف وها هي روسيا الإتحادية بقيادة فلاديمير بوتين تحاول إستعادة مكانة القطب الثاني في المعادلة الدولية الجديدة وإن بـ"السلبطة" وإنتهاز فرص وفرتها له الأوضاع التي غدت متردية في سوريا ورادءة إداء هذه الإدارة الأميركية والإدارة التي سبقتها.
وحقيقة أننا الآن ونحن نقف عند هذا المنعطف الخطير بالفعل ونواجه كل هذه التحديات الضاغطة الفعلية لسنا بحاجة إلى مزيد من"التنظير"الفاضي ولا إلى المزيد من"الإستراتيجيات"الكلامية الإنشائية، التي إمتلأت بها أدراج مؤسساتنا وغدت تشكل عبئاً ثقيلاً على هذه المؤسسات وعلى الدولة كلها بكل أجهزتها، بل إلى خطوات عملية وفعلية متلاحقة كل خطوة منها تكمل ما سبقها وتؤسس للخطوة اللاحقة.
إنه لابد من تقدير الجهود الخيرة التي تقوم بها بعض مؤسساتنا وبعض الكفاءات التي نعتز بها فعلاً لكن علينا كلنا أن ندرك أن الأهم من التنظير ومن كل هذه "الإستراتيجيات"، التي أصابها الإصفرار وهي تنتظر في الأدراج المقفلة، البدء ولو بخطوة تنفيذية واحدة.. ثم ويجب أن نأخذ بعين الإعتبار ذلك المثل الأردني القائل: "إن من يكبِّر حجره لا يضرب" وهذا يعني إنه علينا أن نكتفي بكل ما "انتفخنا" به من مجلدات تنظيرية وأنه على كل واحد منا ومن موقعه أن يقف إلى جانب هذه الحكومة، أعانها االله، التي غدت مطالبة ولو بخطوة عملية بدل كل هذه الحركات الإستعراضية التي باتت، فوق أنها غدت"مضيعة"لوقت ثمين، غير مقنعة للأردنيين الذين في مثل هذه الظروف يريدون أفعالاً وليس المزيد من التنظير والكلام الذي إنتفخوا به حتى بات يخرج من أنوفهم!!.
وهنا فإن المفترض أن تسمع الجهة لا بل والجهات المعنية كلها ما يقوله الأردنيون الطيبون عن كل هذا القصف الثقيل الذي يتعرضون له من كل هذه المراكز والهيئات والمؤسسات"الإستراتيجية"التي تتحفهم يومياً بعشرات صفحات التنظير في صحفنا اليومية والأسبوعية والشهرية وفي الكتب المجلدة الغالية الثمن التي لا يقرأها أحد والتي تستخدم كـ"زينة"على رفوف مكتبات تستخدم للإدعاء والتباهي وليس للقراءة.
ولعل الأغرب الذي يجب التوقف عنده هو أن أحد مصانع"الإستراتيجيات"التي غدت أكثر من الهموم التي تعاني منها قلوب الأردنيين قد خرج علينا قبل أيام بـ"فُنعة"مضحكة – مبكية طالب فيها بأن"يفرَّخ"هيئة لمراقبة أداء الحكومة وكأنه لايعرف أن هناك مجلساً نيابيا"عرمرميا"مهمته الأولى والأساسية مراقبة الأداء الحكومي وأن الإستجابة له تعني ضرورة شطب هذا البرلمان ومع العلم أن هناك أحزاباً فعلية وشكلية وهيئات نقابية وصحف وصحافة تشارك في هذه المهمة التي من حق كل أردني المشاركة فيها لكن بدون هيئات وإستراتيجيات.. وأيضاً بلا أعباء مالية تستنزف موازنة الدولة أكثر مما هي مستنزفة..واللهم إشهد..اللهم إشهد!!.
alanbat_press1@hotmail.com