Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2018

كلام يجب أن يقال!! - صالح القلاب

الراي -  المفترض، وقبل اللجوء إلى هذا الإستنفار العشوائي والتراكض في كل الإتجاهات وإضاعة وقت ثمين في هذه المرحلة التي هناك إجماع على أنها صعبة وقاسية وخطيرة، أن تكون هناك وقفة مراجعة فعلية وحقيقية عند هذا المنعطف الخطير لتحديد ما الذي نريده بالضبط ولنتفق على ما هو المهم وما هو الأهم ولنضع الشخص»الكفاءة»الملائم في المكان الملائم وكل هذا على أن نبتعد نهائياً عن إضاعة الوقت بالقفزات الهوائية وعن»فوارد»التجوال في بوادينا وأريافنا الأردنية لإقناع أنفسنا وإقناع شعبنا الطيب بأننا نحقق إنجازات عظيمة وحتى وإن كانت غير ملموسة وغير مرئية.

وهنا وحتى لا نضيف أعباءً ثقيلة على أعباء هذه الحكومة التي لا ذنب لها أنها وجدت نفسها في هذا الوضع الذي لا تحسد عليه فإنه علينا كشعب أردني أصبح عمر كيانه مئة عام أن نتخلص من عادات بائسة قديمة وهي»أنْ لا يعجبنا عجبٌ ولا الصيام في رجب»وهي أيضاً أنْ نعتبر التسامح ضعفاً وأن يرخي بعضنا أعنة ألسنتهم ويمعنون بالشتم والتطاول وعلى نحو يتجاوزعاداتنا وأخلاقياتنا التي من المفترض أن نحافظ على نبلها وكما ورثها الآباء عن الأجداد وكما يجب أن نورثها للأبناء والأحفاد.
إنها ليست بطولة ولا رجولة وأنه تدنٍّ بالقيم الأخلاقية حتى الحضيض أن يستغل البعض تسامح وطيبة وسعة صدور من هم في مواقع عليا، من المفترض أن نجلها ونحترمها جميعنا وأن لا نسمح لا لنا ولا لغيرنا بالمس بها، ويلجأون، إسغلالاً لمرحلة داخلية صعبة ولظروف إقليمية ضاغطة، إلى إطلاق ألسنتهم على عواهنها وإلى قول كلام لا يقوله إلاّ جبناء كانوا في فترة ما قبل إنطلاق مسيرتنا الديموقراطية حمالي طبولٍ ودفوف ومسحجين مزغردين لبعض رموز مرحلة ماضية أجمعنا عليها كلنا في عام 1989 بأنها ظلامية!!.
ثم ولعل ما يجب أن يقال، إنْ باللهجة الأردنية التي فيها بعض»الدفاشة»وإن باللغة العربية الفصحى الجميلة أنه إذا كانت حكوماتنا المتلاحقة منذ عام 1989 قد بقيت تعاني من»إعوجاجات»لا بل ومن إنحرافات مخجلة فإنه قد ثبت وعلى مدى كل هذه الأعوام أن»معارضتنا»بكل تشكيلاتها الفعلية والوهمية قد ولدت كسيحة وأنها لا تزال كسيحة وهذا ومع العلم أنه لا يحق للكسيح سياسيا وتنظيمياً بأن يأخذ على الحكومة التي يعارضها بأن مشيتها ليست مستقيمة ولا صحيحة.
وعليه وفي حين أننا نأخذ على هذه الحكومة أنها تضيع وقتاً ثميناً بحركات وجولات إستعراضية فإننا نأخذ على هذه المعارضة التي تجاوز عدد تنظيماتها الفعلية والوهمية الثلاثين تنظيماً أنها مستمرة في مضغ شعارات مستهلكة قديمة وأنها مستمرة في الدوران في الحلقات المفرغة وأن وجوهها وقياداتها هي..هي وكأنه على الأردنيين أن يبتلوا بها «من المهد إلى اللحد».
إنَّ بلدنا الأردن يواجه ظروفاً صعبة ويمر بمرحلة خطيرة بالفعل وهذا يتطلب أن نكون صادقين وصرحاء مع بعضنا.. بعضاً وأن نقول للأعور أعور.. في عينه وأول كل هذا أن نقول للشتامين الذين يتطاولون أكثر من اللزوم إن عليهم أن يدركوا أن هذا الذي يفعلونه هو إستغلال لظرف عابر وإن عليهم أن يراجعوا ملفاتهم القديمة فنحن فيهذا البلد الصغير  بحجمه الكبير بمكانته نعرف بعضنا بعضاً ونعرف أن هذه المرحلة تقتضي أن نترفع عن الصغائر.. والمعروف أن أصغر الصغائر هي التطاول أكثر من اللزوم على تسامح متسامح وعلى من يكظم غيضه إنسجاماً مع أخلاقه وتلاؤماً مع تحولات ديموقراطية هو الأحرص عليها ويريد لها الإستمرار في طريق تصاعدي قويم.