Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Nov-2018

التفافة كحذوة حصان - يوسي فيرطير

 

هآرتس
 
الغد- يتصرف الوزير نفتالي بينيت مؤخرا كشخص يتخبطه الشيطان. بين يوم الخميس الماضي ويوم الأحد ركض، وربما وعد أو هدد: حقيبة الأمن الآن أو انتخابات الآن! وقد جر معه إلى هذا التهديد وزيرة القضاء أييليت شكيد التي بسبب اخلاصها له اضطرت للتعاون. كل بضع ساعات قاما برفع مبلغ الرهان، بعد انذار شخصي، سمعنا منهما الفهم المؤسف بأن الحكومة ليست حكومة يمينية، لذلك فإن اسقاطها لا يعتبر خيانة للمعسكر، بل حتى هو انقاذ له.
أول من أمس ليلا وبعد خطاب ناري لنتنياهو، التقى بينيت وشكيد في تل ابيب. لقد أدركا عمق المشكلة "وكأن أبواب جهنم قد فتحت"، قال المقربون منهما. وقد قصدا تسونامي التوجهات والتهديدات من كبار الصهاينة المتدينين للوزيرين بعدم تنفيذ التهديد بالاستقالة. لقد تحدثا نصف ساعة وقررا النزول عن الشجرة.
تعلم بينيت درسا آخر، لم يكن جديدا تماما عليه، لكن في هذه المرة قوته أدهشته حتى هو نفسه: إلى أي درجة "القطاع" الديني الوطني هو أسير لنتنياهو. رئيس الحكومة يقول جمل "اسقاط" حكومة اليمين في 1992 و "عملية اوسلو" – وفي كل تلال الضفة الغربية يسود الذعر، من الشاطئ إلى الشاطئ. نتنياهو عرف على أي وتر عليه العزف في خطابه في وزارة الأمن. 
لن نسقط عن الكرسي إذا تبين أنه يمكنه الاستعانة ببحث ما مثل كلب الرعاة المدرب الذي ارجع إلى الحظيرة الخروفين الضالين من القطيع بعملية شاملة من استعراض القوة. صباح أمس، بعد ليلة غير هادئة مليئة بالضغوط والمساومات من العديد من الحاخامات، جاء مشهد التراجع الذي كان أحد المشاهد المحرجة التي تم عرضها هنا. لقد هددوا بالانتخابات أو الحصول على حقيبة الأمن، ولم يحصلوا على أي واحد من الأمرين.
إن تعبير "أبناء الصفعات" لم يكن مناسبا أكثر مما هو مناسب لهذين الشخصين. ومثل الواعظين في حركة بني عكيفا هم نقلوا للسامعين ساعة تعليم في الصهيونية التهكمية. هذا الالتفاف بـ 180 درجة لرؤساء البيت اليهودي تجسد لنا شيئا ما تعلمناه منذ زمن: نتنياهو هو شيء مختلف تماما. في خطابه "بعد قليل حرب" أول من أمس في وزارة الأمن في تل ابيب، نصب لهم شركا، نثر حولهم حقل الغام وتركهم يتعرقون بسبب ذلك اثناء الليل. 
لقد كان خطابا رائعا، متهكما، محسوبا، حادا ومركزا مثل السكين اليابانية. هو لم يخضع بينيت وشكيد فقط، بل أيضا وزير المالية موشيه كحلون الذي منذ فترة غير بعيدة كان رئيس الداعين إلى تبكير الانتخابات. في شهر آذار القادم، لا أحد يعرف لماذا. عندما أدرك كحلون في أي اتجاه تهب الرياح تراجع في الوقت المناسب. 
استفتاء السلوك السياسي المتقلب والفضيحة الكبرى في الحدث في الكنيست كانت انقضاض بينيت الهستيري على المدعي العسكري. يمكننا أن نفهم الاحباط، لا يجب محاكمة شخص في وقت انسحابه، لكن القول إن المدعي العسكري الأول والمستشار القانوني للحكومة هما المسؤولان عن فقدان الأمن بسبب تعليماتهما للقادة والجنود، هذا يمثل تجاوز فظ للحدود التي تدل على نفاد الصبر. من المفهوم أنه لم يكن متوقعا من وزيرة القضاء قول كلمة دفاع عن رجلي القانوني، الخلاص لن يأتي من شكيد. 
الانتخابات تم تأجيلها الآن تقريبا إلى موعد غير معروف، أو على الأقل إلى حين أن لا يقرر نتنياهو مرة أخرى بأنه يروق له الذهاب إلى صندوق الاقتراع. مبدئيا، ائتلاف بيبي الذي يتملكه الخوف يمكنه المواصلة حتى عيد الفصح في نهاية شهر آذار.
في اللعبة السياسية يوجد الآن منتصر واحد ووحيد فقط هو نتنياهو. بينيت وشكيد هما خاسران. ليبرمان الذي اعتقد أن استقالته ستسرع الانتخابات، خرج مثل فارس. يائير لبيد وآفي غباي لم يشعر بهما أحد. في حين ان الورقة القوية للانتخابات القادمة، خزان المقاعد الذي يمشي، بيني غانتس، أصيب أول أمس في اللقاء الذي ألقى فيه خطاب باهت وغير قيادي، لم يقل فيه أي شيء باستثناء شعار عن المسؤولية وما شابه. بعد عدة خطابات كهذه، هذا الخيار أيضا سيظهر لمن يتنبأون باسقاط حكومة نتنياهو بأنه أمر غير وارد.