Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2017

ترمب وعقلية القلعة - المخرج فضل يانس

الراي -  مقياس القوة للشخصية عند دخولها بوابة العظماء ليس بمقارنتها بما لدى الشخصيات العالمية الاخرى

بل بما يترتب على امتلاكها من نتائج ومدى مفهوم استمراريتها ودلالاتها وهناك قدرات ومعايير عميقة
تتوافر في بناء وتكوين الشخصية حتى تصبح على سلم شخصيات العالم المؤهلة لان تلعب دوراً مؤثراً
وفاعلاً في نسيج علاقات هذا العالم وقدرتها الحقيقية على توظيف فكرها وامكانياتها في اطار احتياجات
الانسانية والقدرة الفائقة على الموازنة.
وهناك شخصيات تميزت بالقوة لكنها قوة عقيمة وهناك شخصيات متفوقة لكنها غير منتجة وهناك شخصيات حملت رسالة الانسانية
تميزت بمضمون رسالتها وقلبت المعادلات وغيرت وجه التاريخ.
ان الرئيس ترمب الذي يرى الاشياء من زوايا حادة ومتعرجة بافكاره وسلوكه نحو القدس يهدف الى ضمان ما اغتصبته اسرائيل من
الفلسطينيين بقوة السلاح لكن قمة الغفلة ان يعطي صاحب الحق المغتصب شرعية قانونية لما اغتصبه منه وبذلك يتحول الاغتصاب
الى اتفاق له حصانة القانون وشهادة الشهود.
ان الرئيس ترمب يعيش في عقلية انغلاقية لم يستطع تقديم نفسه في حلبة السياسة الدولية بصورة واضحة فليست معروفة
غاياتها، فالهدف من قرار ترمب الضغط لرفض فكرة الاستقلالية للدولة الفلسطينية والدعوة لتنشيط الاستيطان والعمل على تغيير
الواقع القائم في القدس الشرقية والضفة الغربية ولا شك في ان سياسة كهذه لن تكون عاملاً للحفاظ على الاستقرار والأمن، وانما
لزعزعته وهي سياسة سيكون لها آثارها السلبية في المنطقة التي تمتلئ بالقوى التي تتنوع رؤاها السياسية.
لقد تزايد دور وتأثير التيار الديني اليهودي فضلاً عن تنامي الدور السياسي للأحزاب الدينية وهو ما فتح الباب لتنامي الاتجاهات الانغلاقية
وما يرتبط بها من تعصب وعنف للانسان والاراضي والاستيطان وخلق واقع جديد على الارض جعل الفلسطينيين لا يجدون ما يتفاوضون
بشأنه حيث يشكل قرار ترمب بالنسبة للمستوطنين تركيبة ايديولوجية لهم وللكيان الصهيوني الاسرائيلي الذي يحمل بين طياته
فكرة العداء للاخرين والرغبة في التفوق نتيجة الخوف وعدم الشعور بالامان والادعاء بالحق التاريخي واحاطة القدس بطوقين الاول من
المستوطنات والاخر داعم لها مؤلف من الاحياء السكنية الجديدة في محيط المدينة وداخلها لتحقيق اغلبية سكانية يهودية ولوقف
توسيع المناطق العربية المتاخمة لها ومنع اي تواصل بين هذه المناطق وبين المدينة لفصلها نهائياً عن الضفة الغربية.
ان القرار المسؤول هو الذي يفسر ويشرح الاوضاع والاتجاهات والارادة والاهداف والدوافع النفسية، لذلك فهو يكشف اذا كان الرئيس
جاهلاً ومختالاً بنفسه او معتل المزاج فان قدراً كبيراً من سوء الفهم يمكن ان ينشأ وترتكب تصرفات طائشة وضارة من خلال عقم
الحوار وعقم القرار.