Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2018

نريد حلا.. اقترب الصيف !! - محمد كعوش

الراي -  كبرت عمان وكبرت مشاكلها وهمومها ، صار لها مشكلات المدن الكبرى الأجتماعية والخدماتية والبيئية والأقتصادية. نتحدث عن عمان بمناسبة اقتراب الصيف ، فهو فصل العطلات والراحة والأستجمام ، وهذا يعني أن شوارعنا الطافحة بالسيارات ستستقبل المزيد حتى الطوفان ، اذا لم نتدارك الأمر مبكرا ، ونحاول ايجاد الحلول لهذه الأزمة المنتظرة.

عندما يجوب المواطن شوارع العاصمة لا يحتاج الى الكثير من العناء ليكتشف اننا في مواجهة أزمة مزدوجة مرورية واخلاقية تبدأ في الصباح ولا تنتهي في المساء ، وهي مصدر نكد للمواطن والمقيم والضيف ، ومصدر ارهاق لشرطة السير ، في غياب « نقل منظّم «.
صحيح أن عدد السيارات ازداد في شوارع عمان والمدن الأخرى ، ولكن الذي يزيد من استفحال الأزمة هو الجنوح نحو الفوضى ، فالبعض لا يحترم قواعد المرور ولا يلتزم بها ، ولا ينتظر دوره في المسارات والمسارب ، أويقوم بالأصطفاف المزدوج في طرقات ضيقة ، وبعضهم يقود في الأتجاه المعاكس ، رغم وجود شواخص حمراء واضحة تعني « ممنوع المرور « ، كما أن الكثيرين « ذكور واناث « يتحثون على الهواتف المحمولة ، أو يقراون الرسائل النصية خلال قيادتهم سياراتهم او يشعلون السجائر ، فيفقدون التركيز ويتسببون بالكثير من الحوادث على الطرق ، أي انهم يعرضون انفسهم وغيرهم للمخاطر.
هذه الأزمة الناتجة عن الأزدحام وفوضى المرور تستفز الكثيرين فتصيبهم حالة من الغضب وفقدان الهدوء ، وقد يمتزج بحالة احتقان داخلي بسبب الواقع الأجتماعي والأقتصادي ، بحيث يخلق هذا « الواقع المركب « حالة ضاغطة تقود الى سلوك عدائي تجاه الآخرين وتتسبب بنشوب شجار أو اطلاق الشتائم ، وهو سلوك ممجوج مرفوض طارئ في مجتمع كان فيه الصغير يحترم الكبير ، وفيه ما يكفي من التسامح والمحبة. هذا الورم أو الأنتفاخ المروري في الشوارع ، المصاحب بالتمرد على قواعد المرور، تحوّل الى ازمة سير واخلاق وانعدام الذوق ، واعتداء على حق الآخرين وحريتهم ، يعززه الأعتقاد بفقدان روح الجماعة والجنوح نحو السلوك الفردي ، والتفضيل الذاتي ، وتشجيع الأنانية في حب التملك ، حتى في الشارع الذي هو ملك الناس جميعا.
لذلك يجب البحث عن حلول صحيحة ناجحة ناجعة ، ولا اقصد تغليظ العقوبات من اجل الجباية ، بل اجراءات وقائية مقنعة ، تصاحبها حملة توعية وطنية تبدا في البيت ثم المدرسة والجامعة ، وحملة اعلامية متواصلة في بنشر ملصقات في الميادين والشوارع ، ونشر ارشادات في كل وسائل الأعلام ووسائل التواصل الأجتماعي.
قد يكون ذلك غير كاف لحل المشكلة ، وهنا ارى أن على الحكومة البحث في مسألة ساعات الدوام بالنسبة للمؤسسات الرسمية ومؤسسات القطاع الخاص مثل الشركات الأنتاجية والخدمية والبنوك وشركات التأمين والمدارس وجامعات ، وذلك بالتعاون مع النقابات وغرف الصناعة والتجارة والأتحادات العمالية ، واعني خلق جدول دوام تدريجي ، على سبيل المثال أن يبدأ دوام طلاب المدراس والجامعات والمعاهد في الساعة الثامنة صباحا ، يتبعه دوام موظفي المؤسسات الرسمية في الساعة الثامنة والنصف ، وبعده قطاع المصارف وشركات التامين وقطاعات اخرى في التاسعة ، وذلك لتخفيف ازدحام المركبات في الشوارع التي هي ضيقة ، في مدينة واجهت الكثير من الهجرات والنمو غير الطبيعي على صعيد السكان والخدمات واستخدام الشوارع والطرق. واذا قامت الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص والهيئات الشعبية بواجبها تجاه هذه الأزمة ونجحت في احتوائها ، سنقول للجميع :» االله يعطيكم العافية ما قصرتوا « ، اما اذا فشلت الجهود ، لا يسعني سوى قول العبارة التي كان يرددها الممثل الراحل عبد الوارث عسر :» يحلها الحلال « !!