Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Feb-2018

مبادرة التكامل الأمني - د. فايز بصبوص الدوايمة

الراي -  إن تجربتي في العمل في اطار السلك القضائي والخبرة المكتسبة من العمل العام في مؤسسات المجتمع المدني وفي اطار عائلتي وعشيرتي ومن خلال المساحة الزمنية والتي جاءت صعبة ومعقدة على الصعيدين الذاتي والموضوعي وفي خضم مايشهده اردننا الحبيب من ضغوط متزايدة على كل الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية واعني به ما أنتجته التحولات السياسية في منطقتنا والذي مس كل دول الجوار و أدى إلى صراع غير مسبوق بين القوى الإقليمية والمحلية

الطائفية والعرقية وبروز الفكر المتطرف و الإرهابي والتدخل الخارجي المباشر وغير المباشر في أزمات المنطقة، والتي مازالت تداعياته تعصف في المنطقة، واخرها قرار الاعتراف الأميركي بان القدس عاصمة للدولة الصهيونية و الذي أدى الى مضاعفة الضغوط مما انعكس بشكل مباشر على الخطط التنموية والاقتصادية للمملكة
ووضع اردننا الحبيب أمام تحديات لم يعهدها من قبل، وطال تأثيرها كل مواطن وكل
مؤسسات اردننا الحبيب ومع استمرار الأزمة وتفقمها أزاد ثقل الضغط على مواردنا
البشرية والطبيعية وهذا بدوره أضاف عبئا ثقيلا على كل من يتصدر العمل العام
والذي يتطلب مضاعفة الجهد من اجل تلبية احتياجات المواطنين الفردية والاجتماعية
والخدمية، كل ذلك تطلب مني موازنة دقيقة بين هذه الاحتياجات المطلبية المشروعة
مع الاحتياجات الكبرى والاستراتيجية والتي تفرضها علينا مصلحة الوطن العليا.
لقد كنت دائما من خلال موقعي في السلك القضائي والعمل العام كمواطن وكأب
لأسرة، انطلق في عملي والحمد الله من خلال مفهوم التكامل ما بين هذه الاحتياجات
بشقيها، مقدما مصلحة الوطن العليا على أي مصلحة أخرى، وعملت وسأعمل دائما
من اجل تطوير الواقع المعيشي والتنموي لأبناء منطقة عمان عامة والدائرة الثانية
خاصة وسأكون الرقيب الحسيب على كل المؤسسات الرسمية والشعبية في
منطقتي إذا أخطأت والسند العنيد لها إذا أنجزت. من منطلق المواطنة الفاعلة
والحرص على التطوير والتحديث والارتقاء الى الأفضل في ظل كل ذلك.
لم أستطع أن أستكين أو أتقاعس أبدا مستمدا قدرتي من االله عز وجل أولا وأخرا،
ومستلهما من الطاقة الخلاقة والمبدعة والتي لم ولن تهدا أبدا لجلالة الملك عبد االله
المفدى والذي اعتبره المحرك الجبار لشحذ همم كل مواطن ومواطنة وكل مؤسسة
رسمية وغير رسمية وعلى مساحة جغرافيا وطننا الحبيب.
أما ما أعنيه على الصعيد الذاتي، فهو ما يمر به الوطن في مرحلة تحول جذري على
الصعيد الداخلي والبنيوي من اجل استكمال مهام الإصلاح الشامل ابتداءً من الوعي
والفكر مرورا بالتنمية المستدامة وصولا إلى الإصلاح السياسي و الديمقراطية
المنشودة والناجزة، والذي يقودها باقتدار وحنكة القائد العارف بكل تفاصيل
الفسيفساء المكونة لبناء وطننا الحبيب جلالة الملك عبد االله المفدى، والذي رسخ
المفاهيم الديمقراطية في وعي الشعب الأردني القائمة على الوئام والتجانس
المجتمعي والديني والتكامل البيني والمرتكز على العدل والمساواة والتعدد
والوسطية والاهم من ذلك هو توسيع دائرة المشاركة الشعبية في صناعة القرار
والذي يجب أن يتجلى في تطبيق قانون اللامركزية من خلال الإدارات المدنية المنتخبة
حديثا والتي قدم لها جلالة الملك المفدى خريطة طريق يضمن نجاحها ويضمن تطوير
أدائها، ففي لقائه مع طلبة العلوم السياسية في الجامعة الاردنية أوضح جلالته ان
تطبيق هذا المبدأ سيجعل النائب نائب وطن وليس نائب منطقة او جهة ويتطلب
ذلك تقليصا لمجلس النواب وان ذلك سيؤدي الى تطوير الأداء الإداري ويساهم في
توسيع دائرة المشاركة الشعبية في صنع القرار لان الوطن يتعرض في هذه المرحلة
لضغوط هائلة لإجباره على التخلي عن موقفه السياسي الخاص في القضية
الفلسطينية ورفض الأردن رفضا قاطعا لمخطط تهويد القدس ونزع الوصاية
الهاشمية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية تمهيدا لمسح الهوية العربية عن
مدينتنا المقدسة.
إن كل هذا الواقع قد وضعني أمام أسئلة عميقة وهي اين نحن من كل ذلك ولماذا
تعمل الحكومة على رفع الأسعار رغم علمها بان الأردن مستهدف ليس سياسيا
واقتصاديا بل مستهدف باستقراره الأمني وان الابتزاز السياسي ممكن ان يتحول الى
ابتزاز امني. من هنا فقد قررت البدء بعمل مؤسسي يرتكز على التطوير الذاتي
والعمل مع مؤسسات المجتمع المدني من اجل الوصول الى توافق يوضح ويثقف كل
اردني وكل مؤسسة وكل اسرة وكل عشيرة حول المخاطر المحيطة في الوطن في
هذه المرحلة الحساسة وذلك باطلاق مبادرة عنوانه «التكامل الأمني» من الفرد مرورا
بالأسرة والعشيرة وصولا كل الشعب الأردني الحبيب. إنني على يقين بان جمهوري
الصديق ومؤازري يثمنون هذه الخطوة لأنهم على يقين بأنني سأكون عينهم
الساهرة على مصالحهم العامة والشخصية إذا لم تتناقض ومصلحة الوطن العليا
إنني سأكون دائما جنديا في سبيل تحصين جبهتنا الداخلية من كل براثن فكر
التطرف والإرهاب والتكفير والابتزاز المعيشي بغض النظر عن تلاوين الضغوط
واشتقاقاتها واساليب تنفيذها وادواتها.