Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Apr-2021

ساعر هو المسؤول الرئيسي

 الغد-هآرتس

 
بقلم: الوف بن
 
بنيامين نتنياهو سجل لنفسه انتصارا آخر: بعد أسبوعين على الانتخابات فان التفويض لتشكيل الحكومة موجود بحوزته، رغم أنه لم يحصل على الأغلبية في صناديق الاقتراع. ربما هو لن ينجح في مهمته وإسرائيل ستذهب إلى انتخابات خامسة في الخريف المقبل. ولكن في هذه الاثناء لا يوجد شخص آخر يمكن أن يحل محله، ونتنياهو سيبقى. فقد بقي رئيسا للحكومة ولديه المقر في بلفور والقافلة المحمية والسيطرة على الدولة.
هناك مسؤول واضح عن إنجاز نتنياهو وهو جدعون ساعر الذي رفض التوصية بيئير لبيد لتشكيل الحكومة، وضمن بذلك منح تفويض الرئيس لنتنياهو. ساعر وعد بـ “أمل جديد” وتحدث عن تغيير الحكم باعتبار ذلك المهمة الوطنية الأكثر أهمية. أمله صمد أسبوعين بالضبط. وفي لحظة الحقيقة انهار. ورغم أنه لم يستجب بعد لمغازلة نتنياهو ودعوته له بالعودة لليكود، لم يتجرأ على الانتقال الى الطرف الآخر واعطاء المفاتيح لكتلة اليسار برئاسة لبيد. ساعر لم يعشق فجأة رئيس الحكومة، وهو بالتأكيد لا يشتاق إلى الاهانة التي تعرض لها من قبله، لكن الاشمئزاز من نتنياهو غير كاف لسياسي يميني، ومن يصوتون له من اليمن، للوقوف في نفس الجهة مع القائمة المشتركة.
نفس الشيء حدث بعد انتخابات أيلول (أيلول) 2019. أحزاب “فقط ليس بيبي” حصلت في حينه على أغلبية ساحقة، 65 مقعدا، لكنها لم تنجح في ترجمة نتائج التصويت إلى إنجاز سياسي لأن افيغدور ليبرمان خشي من الارتباط مع القائمة المشتركة. والى أن قام ليبرمان بتليين موقفه في انتخابات آذار (مارس) 2020، هذه الاغلبية تقلصت والمنشقون وسارقو الأصوات حطموا المعسكر وانضموا لنتنياهو. من هذه الأحزاب يمكن استخلاص عدة استنتاجات:
1- لا يوجد شيء يسمى “كتلة التغيير” أو كتلة “فقط ليس بيبي” أو أي اسم آخر يخترعونه له، بل توجد مجموعة من الاحزاب التي تتحفظ من نتنياهو، لكن من المهم لها تمثيل مبادئها وناخبيها أكثر من استبدال الحاكم. في الوضع السياسي في إسرائيل لا يمكن الربط بين القائمة المشتركة واحزاب اليمين. الاشمئزاز المشترك من نتنياهو لا يكفي من اجل جسر الفجوة الكبيرة التي توجد بين هذين الطرفين السياسيين. حتى تقلص القائمة المشتركة في الانتخابات الاخيرة من 15 مقعدا الى 6 مقاعد، لم يغير النتيجة السياسية وهي أن اعضاء راعم الاربعة اوضحوا مسبقا بأنهم لن يقوموا بالتوصية بلبيد. ولكن تمت مواجهتهم بمعارضة صريحة للتعاون فقط من الصهيونية الدينية. واحزاب اليمين الاخرى حافظت على ضبابية بالنسبة للحركة الإسلامية.
2- لا توجد أي أهمية للحب والكراهية بين السياسيين. هذه الأمور توفر العمل والاهتمام للصحفيين والمستشارين والمتحدثين والمساعدين ورجال الإعلانات في هذه الأحزاب وموظفي لجنة الانتخابات المركزية المسؤولين عن طباعة بطاقات الاقتراع. في لحظة الحسم الايديولوجيا هي التي تقرر وليس الاحاسيس. لا يوجد أدنى شك بأن رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، لا يطيق نتنياهو، وهو يعارض ما يمثله رئيس الحكومة ويعبر عنه. مع ذلك، في لحظة الحسم ريفلين فضل الامتثال لمبادئه والعمل طبقا لما هو مكتوب في القانون واعطاء التفويض بسرعة لنتنياهو، بدلا من أن يستقيل احتجاجا أو الاعلان عن الرفض واحداث ازمة دستورية. العقوبة كما يبدو لرئيس الحكومة، الذي حصل على التفويض بدون التقاط الصور في مقر الرئيس، لا تغير أي شيء. بالاجمال، وفروا على نتنياهو موقف غير ضروري.
3- لا توجد لنتنياهو اغلبية في أوساط الجمهور، لكنه لا يحتاج إلى أغلبية كي يحكم. تكفيه اقلية متكتلة تقف من خلفه من أجل البقاء في بلفور. وفي كل مرة يمكنه أن يمد فترة وجوده على رأس حكومة انتقالية أو “حكومة خاصة” قام بتشكيلها مع بني غانتس. ساعر ترك الليكود وشكل حزبه مع وعد بتغيير هذا الواقع، لكنه فشل. والآن انتهى الاحتفال وبقيت فقط المناورات المؤذية التي تكمن لنتنياهو، اذا فشل في تشكيل الحكومة وتم اعطاء التفويض لبينيت أو لبيد.