Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2018

نعم..يوجد لنا شريك في غزة - رام كوهن

 

إسرائيل هيوم
 
الغد- منذ قرار حكومة إسرائيل عدم الخروج إلى حرب في غزة، اشتدت خيبة الأمل على طول الطيف السياسي من اليسار وحتى اليمين. قلة يتجرؤون على الاعتراف بانه في الحرب مع حماس لا يوجد أي أمل. يحتمل أن يُقتل المئات وربما الآلاف من المقاتلين والمدنيين الغزيين. واستنادا إلى حروب الماضي، معقول أن يقتل بضع عشرات من الجنود والمواطنين الإسرائيليين. إذا لم يكن عدد القتلى هو المقياس، فما الذي سيعتبر انتصارا؟
أحد لا يفكر بجدية بانه يمكن احتلال القطاع، طرد حماس، اقامة نظام عسكري أو تتويج أبو مازن كدمية إسرائيلية. فليتفضل وزير التعليم، الذي يطالب بان يعين وزيرا للأمن، ويشرح ما هو الحل، ناهيك عن الشعارات الفارغة المتمثلة بـ "دعوني ودعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر".
في الحرب مع غزة سيخسر من له ما يخسره. هذا تفهمه القيادة العسكرية والمدنية عندنا أكثر من أي وقت مضى، وعليه فإنها لا تدفع نحو مواجهة عسكرية. أما الغزيون، بالمقابل، فليس لهم ما يخسرونه. المجاري تتدفق في الشوارع، لا توجد مياه للشرب؛ لا يوجد مصدر رزق وعيش بكرامة؛ كل ما تبقى هو القتال حتى قطرة الدم الأخيرة من اجل مستقبلهم. ومثلما قال في نهاية الأسبوع، في تصريحات التبجح والنصر، زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار: "نحن تواقون لكسر الحصار ومنح حياة كريمة لشعبنا".
في المقابلة مع الصحيفة الايطالية "لا ريبوبليكا" في شهر تشرين الأول قال: "من لديه الإرادة للصدام مع أربعة مقاليع قبالة قوة عظمى نووية؟ وإذا كنا لا نستطيع أن ننتصر، فبالنسبة لنتنياهو هذا اسوأ من الخسارة. لان هذه ستكون الحرب الرابعة. وهي لا يمكنها أن تنتهي مثل الثالثة، التي سبق أن انتهت مثل الثانية، التي انتهت مثل الأولى. سيتعين عليهم أن يحتلوا غزة من جديد. وأنا لا اعتقد أن نتنياهو كان يريد مليوني عربي آخر. لا، في الحرب لا يحققون أي شيء". يحيى السنوار صرح في تلك المقابلة بانه جاهز للمفاوضات مع إسرائيل.
إسرائيل تفهم بانه لا يوجد حل عسكري للواقع البشع في غزة: فلا يمكن الانتصار على مدينة معظم سكانها مدنيون. نحن نحاول منذ أكثر من عقد أن نكسر روح زعماء غزة ولا ننجح، لأنهم مدعومون من سكان حياتهم مريرة وقاسية. وبالتالي يجب أن نرحب بقرار الكابينيت الا ينجر هذه المرة إلى مغامرة عسكرية اخرى.
الحل السياسي وحده يؤدي إلى انهاء مصيبتنا ومصيبتهم. مع كل الصعوبة العاطفية، يحيى السنوار، زعيم حماس، هو شريك للمفاوضات. يقال إنه له دم على الايدي؛ في نظر الفلسطينيين لبيني غانتس أيضا يوجد دم على اليدين. هذا واقع حياتنا.
ينبغي أن يعين في الحكومة التالية وزير لشؤون السلام مع غزة والشرق الاوسط، وعدم السير أسرى خلف وعود عابثة للتواقين لان يعينوا وزراء حرب.