Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Dec-2017

آخر أوراق الأسد! - صالح القلاب

 الراي - ربما أن كثيرين لاحظوا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقي «يتقصَّد» لقاء بشار الأسد في قاعدة حميميم

الروسية بالقرب من اللاذقية، على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ولعل الإنطباع الذي ترسخ لدى بعض
المتابعين أن المقصود هو إفهام مضيفه، وحقيقة أنه غير مفهوم من هو المضيف، أنَّ القرار السوري الرئاسي
أصبح في هذه القاعدة التي ستبقى تتحكم بسوريا إلى ما لا نهاية إذا بقي شعار: «الأسد إلى الأبد» مستمراً
ومتواصلاً وهذا يبدو مستحيلاً وغير ممكن وحتى وإنْ لم تكُن هناك ثورة بقيت تتجدد كل سنة منذ أكثر من سبعة أعوام!!.
في المرة السابقة إلتقى بوتين بشار الأسد في منتجع «سوتشي» الشركسي على شواطئ البحر الأسود الجميلة وكانت المدة الزمنية
لتلك الزيارة أربع ساعات (معدودات) فقط ولعل ما أعطى إنطباعاً أن تلك الزيارة كانت إستدعاءً من متبوع إلى تابع أن الرئيس الروسي قد
حرص على أن يكون في قاعة إستقبال ضيفه طابور من كبار الجنرالات وكأنه أراد أن يقول له إن سبب بقاءك حتى الآن هو هؤلاء وإن
عليك أن تنفذ تعليماتنا بحذافيرها وأن لا تذهب بعيداً في مراهنتك على الميليشيات الإيرانية.
والمؤكد أنَّ كثيرين قد شاهدوا كيف أن «التذيُّل» قد وصل ببشار الأسد إلى حدٍّ أنه وضع رأسه على كتف بوتين وربما أنه شهق شهقة
طفل وضع رأسه على كتف أبيه في لحظة إستجداء عاطفية وأنه خلال الأربع ساعات التي أمضاها هناك واصل إستجداءاته بأنْ يبقى
الوجود العسكري الروسي في سورية وأنْ لا يتركه وحيداً لأن الإيرانيين غير قادرين على توفير الحماية التي توفرها له القوات الروسية.
والمهم أنه قد ساد اعتقاد، بالإستناد إلى أن بشار الاسد قد جاء إلى «حميميم» إستدعاءً، أن الحوار بين الضيف والمضيف كان في هيئة
تعليمات وأوامر وأن بوتين قد أبلغ بشار الأسد بأن عليه أن يتوقف عن الألاعيب الصبيانية التي بات يلعبها في الآونة الأخيرة وإنَّ عليه أنْ لا
يراهن كثيراً، وأكثر من اللزوم، على الإيرانيين وأن لا يحاول التمادي بـ»التحرش» بالروس كما أن عليه ألا يلعب لعبة تأخير وفده إلى
مفاوضات جنيف وغير جنيف مرة ثانية.
وهذا يعني، إنْ صحت هذه التقديرات، وهي بغالبيتها صحيحة أنَّ بوتين بعد تأمين قواعد لروسيا في «حميميم» في اللاذقية وفي
طرطوس أيضا.. وإلى الأبد أصبح معنيٌّ أكثر وأكْثر بإستعادة علاقات بلاده السابقة في زمن الإتحاد السوفياتي بمصر وبغيرها من الدول
العربية وأنه أصبح معني بحل كل إشكالات روسيا العالقة وأنه لم يعد قادراً على تحمل تدخل إيران المتمادي في الشؤون الداخلية
للعديد من الدول العربية.. و»تحرشها» المتواصل بإسرائيل.. وهكذا وبالتالي فإن عليه أي الأسد، أن يهيئ نفسه لإدراك أن هناك في
الحلول المطروحة للأزمة مساحة زمنية تم الإتفاق عليها والإتفاق على أنها مرحلة إنتقالية والسؤال هنا هو: هل يا ترى أن هذه الورقة هي
آخر أوراق هذا الرئيس السوري الذي قالت أطراف كثيرة أنه سيكون آخر رئيس «علويٍّ» لهذا البلد سورية؟!.