https://gco.iarc.fr/today/data/factsheets/populations/400-jordan-fact-sheets.pdf
بالمقابل تظهر البيانات الخاصة بالعالم أجمع أن خطر الإصابة بالسرطان قبل بلوغ الشخص عمر 75 عاما لكلا الجنسين هي 20.4%، وأن خطر الموت بالسرطان قبل بلوغ الشخص عمر 75 عاما لكلا الجنسين هو 10.7%. أي أن أرقام الأردن هي أقل من المتوسط العالمي.
هذا رابط بيانات العالم على منصة المرصد العالمي للسرطان:
https://gco.iarc.fr/today/data/factsheets/populations/900-world-fact-sheets.pdf
دعونا أيضا ننظر مثلا إلى المملكة المتحدة، التي يبلغ خطر الإصابة بالسرطان قبل بلوغ الشخص عمر 75 عاما لكلا الجنسين فيها 30.5%، ويبلغ خطر الموت بالسرطان قبل بلوغ الشخص عمر 75 عاما لكلا الجنسين هو 10.2%. أي أن أرقام الأردن هي أقل أيضا من أرقام المملكة المتحدة.
هذا رابط بيانات المملكة المتحدة على منصة المرصد العالمي للسرطان:
https://gco.iarc.fr/today/data/factsheets/populations/826-united-kingdom-fact-sheets.pdf
دعونا الآن ننتقل إلى بيانات الصندوق العالمي لأبحاث السرطان World Cancer Research Fund International التي تظهر أعلى 50 دولة في العالم من حيث جميع أنواع السرطان، لن تجد الأردن فيها.
هذا رابط بيانات الصندوق العالمي لأبحاث السرطان:
https://www.wcrf.org/dietandcancer/global-cancer-data-by-country/
لذلك يمكن القول، إنه وفقا للأرقام الموثوقة المتاحة حاليا، لا يواجه الأردنيون خطرا أعلى للإصابة بالسرطان عموما مقارنة مع متوسط الخطر العالمي.
ما هو دور الغذاء في السرطان؟
يجب فهم أن السرطان مرض متعدد العوامل، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه تُعزى حوالي ثلث الوفيات (33%) الناجمة عن السرطان إلى تعاطي التبغ، وارتفاع منسوب كتلة الجسم (السمنة)، وتعاطي الكحول، وانخفاض مدخول الجسم من الفواكه والخضروات، وقلّة ممارسة النشاط البدني.
هناك سرطانات يلعب فيها التقدم في العمر دورا كبيرا، وهناك أنواع تلعب فيها الجينات والوراثة دورا أكبر. فالغذاء هو عامل واحد من عديد من العوامل.
فهم هذه النقطة مهم، لأن التركيز الكثير على موضوع دور الغذاء فقط قد يضعف اهتمام الناس بتقليل عوامل خطر أخرى، ذكرتها منظمة الصحة العالمية، مثل قلة النشاط البدني والسمنة. كما ان هناك سرطانات لا ترتبط أصلا بالغذاء.
إذن يجب أن نفهم أن الغذاء يلعب نسبة معينة فقط في خطر الإصابة بالسرطان، وهناك عوامل أخرى، يجب علينا أن نوعي الأردنيين حيالها، وأيضا توعيتهم حول أهمية الكشف المبكر.
مثلا، فيما يتعلق بسرطان الثدي، تقول منظمة الصحة العالمية إن هناك خيارات سلوكية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل الرضاعة الطبيعية المطولة، والنشاط البدني المنتظم، والتحكم في الوزن، وتجنب التبغ، وغيرها. ولكن للأسف، حتى لو أمكن السيطرة على جميع عوامل الخطر القابلة للتعديل، فإن ذلك لا يخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلا بنسبة 30٪ كحد أقصى.
ومن هنا يجب توعية المواطنين بكافة عوامل تقليل خطر السرطان، وأهمية الكشف المبكر، لأن هناك حالات سرطان سوف تتطور حتى لو كان الشخص يتبع التوصيات الصحية ويمارس الرياضة مثلا ويتناول غذاء صحيا.
ما المقاربة الأفضل لمعالجة التصريحات المتعلقة بالسرطان والغذاء؟
يجب دراسة أي تصريح من خبير غذائي، خاصة إذا كان مسؤولا سابقا في إدارة مرتبطة بسلامة الغذاء، مثل الدكتورة قموة، التي كانت مسؤولة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء، والتحقيق فيها بشكل كامل، فقد يكون هناك فعلا مشاكل يجب التعامل معها.
في المقابل أرى أنه من المهم عدم نشر أية مزاعم غير مدعومة بحقائق أو أدلة ذات جودة عالية ومعتبرة حول سلامة الغذاء، لأن المزاعم غير الصحيحة تشوش على المواطنين وتضعف ثقتهم بالمؤسسات الرقابية والصحية، كما تعطي صورة سيئة عن البلد. كما أنها تسيء للمنتوج الغذائي الأردني الذي يصدر للعديد من بلدان العالم، مما ينعكس سلبا على الاقتصاد.
صحة الأردنيين وسلامة غذائهم خط أحمر، ولكن أيضا تخويفهم وإفهامهم أنهم يأكلون قاذورات تسبب لهم السرطان، دون أدلة وتحقق، خط أحمر آخر، وكلا هذين الخطين يمنع تجاوزهما.