Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2022

جدعون ليفي: عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في إسرائيل (1 – 3)

 الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة

 
جدعون ليفي – (تقرير واشنطن عن شؤون الشرق الأوسط) عدد أيار (مايو) 2022
 
ألقيت هذه الكلمة في المؤتمر الذي عقده “الاتحاد التعليمي الأميركي” في 4 آذار (مارس) 2022 في “نادي الصحافة الوطنية”. وقد عُقد المؤتمر تحت عنوان “تجاوز اللوبي الإسرائيلي في الداخل والخارج” Transcending the Israel Lobby at Home and Abroad، واستضاف عدداً من المتحدثين الذين تناولوا مختلف العناوين حول إسرائيل واللوبي الإسرائيلي. وصدرت أوراق المؤتمر في طبعة خاصة من مجلة “تقرير واشنطن عن الشرق الأوسط” في أيار (مايو) 2022. وفيما يلي كلمة الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي.
 
* *
ديليندا هانلي: سوف تركز الكلمة الرئيسية لجدعون ليفي على طبيعة الديمقراطية وحقوق الإنسان في إسرائيل. وجدعون ليفي كاتب عمود في صحيفة “هآرتس” اليومية الإسرائيلية التي انضم إليها في العام 1982. وهو يعد على نطاق واسع عميد الصحافة الإسرائيلية، وكذلك الرجل المكروه أكثر ما يكون في إسرائيل، لأن تعامله مع الفلسطينيين باعتبارهم ضحايا والتعامل مع الجرائم التي تُرتكب بحقهم على أنها جرائم يعد خيانة. وقد شاهدتُ مقاطع فيديو لزيارات ليفي إلى سرادقات العزاء العائلية لفلسطينيين قتلوا برصاص قناصة إسرائيليين. وكان تعاطفه وإنسانيته واضحين.
تُقرأ أعمدة ليفي وتُناقش على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. ونحن، في “تقرير واشنطن”، نجد تحدياً في اختيار أي مقالاته هي التي نعيد نشرها في مجلتنا وفي مستلة “أصوات أخرى”. صدر كتابه “معاقبة غزة” في العام 2010.
شكرًا لك، سيد ليفي، لأنك تجشمت عناء السفر كل هذه المسافة مرة أخرى للتحدث في مؤتمرنا.
* *
جدعون ليفي: شكرا جزيلًا لك. أعتقد أن أفضل شيء يمكنني فعله، بعد مثل هذه المقدمة، هو الصمت. من دواعي سروري البالغ أن أعود إلى هنا وأرى التفاني والروح الطيبة والاستعداد لمواصلة النضال، الذي هو محبط إلى حد ما، كما يجب أن نقول؛ الذي هو طويل بالأحرى وليس في أفضل حالاته الآن. ولكن، ربما يكون هناك بعض الأمل، وسوف أحاول أن أتحدث عنه اليوم.
لا يمكننا بدء هذا الحديث من دون الرجوع إلى ما يجري في أوكرانيا. لكل حرب عنصرها الكوميدي الذي يخفف من وطأة المأساة، وحتى هذه الحرب لها عنصرها الكوميدي. كان ذلك، على ما أعتقد، في اليوم الثاني من الحرب عندما أدان وزير خارجية إسرائيل، يائير لبيد، انتهاك النظام الدولي. وينبغي الاعتراف بأن لهذا الرجل نوعا من حس الدعابة لأنه، بخلاف ذلك، ما الذي كان يقصده بالضبط بانتهاك النظام الدولي؟ هل يستطيع وزير إسرائيلي التحدث عن، أو حتى إدانة، أي نوع من انتهاك النظام الدولي؟ ماذا عن أطنان الزبدة التي على رأسك أنت؟
لكنَّ ذلك مَر، وكان لدى إسرائيل إعلان في غاية الشجاعة. مرة أخرى، نحن في هذه المرحلة التي لا يرى الإسرائيليون فيها أنفسهم. أعتقد أن المجتمع الإسرائيلي ربما يكون المجتمع الذي ينطوي على أعلى معدل من الإنكار -إنكار الواقع. لكن الحرب في أوكرانيا كشفت جانبا ما؛ بعض عناصر إسرائيل التي رأيتموها، لأن هذه الظاهرة الدرامية أصبحت عارية فجأة. قبل كل شيء رأينا القومية الإسرائيلية، ويمكنني قول، العنصرية، في الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع هذه الحرب.
المرحلة الأولى كانت -وهناك فرق بين إسرائيل الرسمية والرأي العام- التزام إسرائيل الرسمية الصمت لأيام عدة لأننا، كما تعلمون، نريد التحليق فوق سورية وقصف سورية. نحن في حاجة إلى الروس ولا نستطيع أن نضايقهم. كان ذلك مناقضاً لأحد الاتهامات الأخلاقية الرئيسية التي توجهها إسرائيل إلى العالم: لماذا التزمتُم الصمت؟
لقد صنعت إسرائيل ثروة من خلال استغلال العالم والتلاعب بعواطفه لأنه التزم الصمت. ما رأيكم في أنه، في أوقات أخرى -في الثلاثينيات، في الأربعينيات- لم تكن هناك دول أخرى لديها نوع من المصالح التي أجبرتها على الصمت، أو ألزمتها به؟ ما رأيكم في أن الدول التي حاربت أو وقفت ضدها لم تدفع الثمن؟ الأمر يتعلق كله بالمصالح؟ الآن، رأى الإسرائيليون ذلك، وأعتقد أن المواطنين في هذه الحالة، وفي هذه الحالة فقط، كانوا أكثر حساسية من الحكومة لأنهم أدركوا أنه: أي عار هو هذا؟ كيف نبقى ساكتين؟
ثم جاءت عملية الإنقاذ الضخمة التي نفذتها إسرائيل، والتي كشفت عن وجه آخر لإسرائيل؛ الوجه العنصري. لا توجد دولة في العالم فعلت مثل هذا القدر -أنا متأكد تقريبًا. لم أتحقق من ذلك، لكنني على يقين من عدم وجود أي دولة في العالم فعلت هذا القدر من أجل إنقاذ مواطنيها من أوكرانيا. عمليات وزارة الخارجية، الحافلات -وإنما للإسرائيليين فقط.
ثم كانت هناك أيضًا عملية، ما تزال جارية، لإنقاذ اليهود. ولكن في الوقت نفسه، حتى هذه اللحظة على الأقل، أصبحت الأمور تتغير الآن؛ ولكن، حتى هذه اللحظة بالذات لا توجد دولة تغلق أبوابها أمام كل الآخرين مثل إسرائيل. وها هو الواقع لديكَ مرة أخرى. كيف يمكن لإسرائيل أن تغلق أبوابها؟ الآن يطلبون 10.000 شيكل، أي حوالي 3.000 دولار، وديعة من كل لاجئ لدفع النقود في المطار، حيث عليه أن يلزم نفسه بالمغادرة في غضون شهر.
هذه دولة أقيمت على الاتهام، على لوم العالم على التزامه الصمت في الثلاثينيات، وعدم القيام بما يكفي؛ على إغلاق أبوابه، والإشادة بالسويد والدنمارك وإدانة كل الآخرين الذين لم يسمحوا لأحد بالدخول.
والدي، الذي غادر يوغسلافيا، بقي نصف عام في قارب للاجئين في البحر. لم يستطع الوصول إلى فلسطين. لم يَسمَح لهم البريطانيون بالدخول. كان هناك 600 شخص على متن قارب، قارب صغير جدًا. وأخيراً نُقلوا إلى مركز احتجاز في بيروت. وفقط بعد نصف عام وصلوا إلى فلسطين. كيف لنا نحن أبناء وأحفاد هؤلاء أن نغلق أبوابنا؟
لكنّ هذه ليست نهاية القصة. كيف سيرى الإسرائيليون الآن المقاومة الأوكرانية؟ إنهم يرون كل هذه الزجاجات من المولوتوف التي يتم تحضيرها هناك، ويُحَيُّونها. رائع. يا له من شعب شجاع. انظر إليهم وهم يقفون أمام الدبابات ويرمون زجاجات المولوتوف. وفي اليوم نفسه بالضبط، يُقتل شبان (فلسطينيون) رميًا بالرصاص، ليس بأقل من إطلاق النار عليهم حتى الموت، بسبب إلقائهم زجاجة مولوتوف -أو حتى حمل زجاجة مولوتوف.
كيف يمكنهم جَسر هذا التناقض؟ إنك تثني على الأوكرانيين لموقفهم وسلوكهم الأخلاقي والشجاع. الأسلوب نفسه، نفسه تمامًا، السبب الأخلاقي الذي يجعلك تحارب المحتل من أجل حريتك، من أجل حقوقك الإنسانية، من أجل إنفاذ القانون الدولي. الشخص نفسه تطلق النار عليه ولا أحد يهتم. الجميع يبرر.
أعتقد أن 90 % من الإسرائيليين سيقولون إن أي شخص يلقي زجاجة مولوتوف على دبابة أو على مركبة عسكرية (إسرائيلية) يجب أن يُقتل بالرصاص. ولا أحد هناك لمحاولة إظهار التناقض، لمحاولة إظهار هذا الإنكار. كل هذا يقودنا للأسف، وليس من السهل علي أن أقول ذلك، لكن كل هذا يقودنا مرارًا وتكرارًا إلى النقطة نفسها. والنقطة هي الإيمان بالتفوق اليهودي.
هذا هو جوهر الصهيونية. ما يزال هذا الشعور بالـ”شعب المختار” متجذرًا بعمق في إسرائيل. والنتيجة هي أن كل ما يشير إلى أي دولة أخرى في العالم لا يشير إلى إسرائيل. إننا حالة خاصة. يجب تطبيق ذلك القانون الدولي في كل مكان، لكننا حالة مختلفة؛ أن زجاجة مولوتوف تستخدم ضد جندي يهودي ليست مثل زجاجة مولوتوف تُستخدم ضد جندي روسي لأننا مختلفون، لأننا مختارون، بسبب هذا التفوق اليهودي اللعين.
وعندما يتحدث الناس عن هذه الحكومة الحالية، التي تحدثت عنها حنان عشراوي هذا الصباح، فإن الجميع عصبيون وقلقون بشدة بشأن الإبقاء على هذه الحكومة، التي تتكون من العديد من الأحزاب، متماسكة. كل هذه الفجوة الأيديولوجية الكبيرة بينهم وبيننا ونريد الإبقاء عليهم متماسكين فحسب. أنا أدعي أن الاختلافات طفيفة. بشكل أساسي، تؤمن جميع الأحزاب الإسرائيلية تقريبًا بهذه السيادة اليهودية، وتؤمن بالصهيونية. والعواقب -لا أستطيع حتى مجرد وصف مدى تدميرها عندما يعيش المرء بهذه الطريقة في التفكير. عندما يعود كل شيء إلى هذا مرارًا وتكرارًا، فإن الحياة اليهودية تكون أكثر أهمية. ولا يوجد شيء رخيص مثل حياة الفلسطينيين.
تعلمون أنه في اليومين الماضيين، الأيام الثلاثة، قُتل شاب فلسطيني كل يوم تقريبًا من أجل لا شيء. لكن حقاً من أجل لا شيء. لم يكن ذلك لوجود نوع من التهديد، ولكن حقاً من أجل لا شيء، ولا حتى زجاجة مولوتوف، يحدث هذا بوضوح يومًا بعد يوم ولا أحد يهتم. لذلك، من ناحية، كشفَت الحرب في أوكرانيا -من وجهة نظري- الطبيعة الحقيقية لإسرائيل، الطبيعة الحقيقية لنا نحن الإسرائيليين. إنها ليست الدولة فقط. إنها كل واحد منا لأننا جميعًا نؤمن بها حتى لو لم نعترف بذلك. إننا نرضعها فيحليب أمهاتنا. نحن مختلفون. نحن أفضل. هم أسوأ. هم ليسوا بشراً مثلنا. لقد ولدوا ليَقتلوا وهم يريدون قتلنا.
تخدم الحجج نفسها الدعاية الروسية والدعاية الإسرائيلية. إنهم ينكرون وجود شعب أوكراني. وتنكر إسرائيل وجود الشعب الفلسطيني، أو على الأقل ينكر جزء من الإسرائيليين وجود شعب فلسطيني. إنهم مجرد بدو أتوا من الصحراء. من هم من الأساس؟ إنهم هناك منذ 500 عام فقط. ومن الواضح أننا هنا منذ 2000 عام.
لذلك، من ناحية، كشفت الحرب هذه الطبيعة التي تميز إسرائيل. لكنني أعتقد أن الحرب في أوكرانيا، وأنا حريص للغاية هنا، ربما تكون أيضًا مصدر أمل بالضبط لما تناضلون من أجله. لأنها قد تكون لصمت إسرائيل ذاك؛ لحقيقة أن إسرائيل لم تقف مع الغرب في البداية، قد يكون لهما نتيجة إيجابية.
إنكم تسمعون الأصوات الأولى حتى في هذا البلد (أميركا). لقد سمعتُ بالأمس فقط مقابلة كريستيان أمانبور مع وزير الدفاع (الأميركي) السابق، (ويليام) كوهين. كان ذلك واضحًا جدًا في ما قاله كريستيان بشكل أساسي، ولكن أيضًا من خلال إجابته. هل هذا حليف؟ هنا ننفق كل هذه الأموال. هنا ندعم، بشكل تلقائي، كل قرار في الأمم المتحدة؛ نستخدم حق النقض فقط للدفاع عن إسرائيل بصورة تلقائية، وبشكل أعمى. ثم عندما نحتاج إلى صوتهم مرة واحدة، فإنهم يديرون لنا ظهورهم. ربما يكون هذا شيئًا يجمع نوعاً من الزخم. سوف يبدأ الناس في هذا البلد في طرح الأسئلة على أنفسهم، ما الذي يحدث هنا؟ لم يحدث ذلك حتى الآن، لكنه قد يفعل.
في الوقت نفسه، ربما يستيقظ العالم أيضًا ويدرك أنه لا فرق بين الاحتلال الروسي لأوكرانيا والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. هناك اختلاف واحد، يتعلق بالوقت. هذا احتلال عمره عشرة أيام الآن، أو أسبوع واحد. وهذا احتلال عمره 50 عامًا. أو إذا أردتُم 70 عاماً. أو إذا أردتُم 100 عام. لكن كلاهما احتلالات. ربما سيكون هذا دعوة استيقاظ للعالم. وربما أيضًا يتكشف هذا النفاق وازدواجية المعايير التي تتعلق بإسرائيل بطريقة ما في العالم الذي يسمح باحتلال ويدين آخر.
سبق أن ذُكر مسبقاً أن المحكمة الجنائية الدولية ICC أصبحت على الطريق إلى التحقيق في جرائم الحرب التي ارتُكبت في أوكرانيا بعد أسبوع واحد. كم من الوقت انتظرنا حتى تستيقظ هذه المحكمة وتحقق في جرائم الحرب الأكثر بساطة ووضوحًا، جرائم الحرب اليومية التي تحدث في واقع روتيني للغاية لأكثر من 50 عامًا؟ وهكذا، ربما سيقول العالم أيضًا، لا، لا، لدينا احتلال آخر لنتعامل معه. إنه ليس الاحتلال الروسي فقط. هذا المزيج من خيانة إسرائيل، بطريقة ما، للغرب، مع إدراك أن الاحتلال خطأ هنا وهناك. الاحتلال مخالف للقانون الدولي هنا وهناك. الاحتلال لا يمكن أن يستمر هنا وهناك.
احتلال مؤقت أم دولة
تفرقة عنصرية؟
الآن يجب أن تكون نقطة التحول الحقيقية، بالنسبة لنا؛ اللحظة التي يدرك فيها كل منا أن الاحتلال الإسرائيلي ليس ظاهرة مؤقتة. أعتقد أن معظم الناس، إن لم يكن جميعهم، يفهمون أن هذا الاحتلال موجود ليبقى. لم تكن لدى إسرائيل أدنى نية لوضع حد له. كل الجهود كانت تهدف إلى تضليل الغرب والحفاظ على الاحتلال. كل هذا كان أطول عملية سلام في التاريخ، والتي لم تؤد قط إلى أي مكان، لم يكن الهدف منها أن تؤدي إلى أي مكان. كل هذه الجهود كانت فقط من أجل تضليلكم وتمكين الاحتلال من النمو، بما في ذلك “أوسلو”.
وهكذا، حتى “أوسلو” كانت فخًا. يمكننا أن نتجادل فيما إذا كانت فخًا مخططًا له أم أن المطاف انتهى بها إلى أن تكون فخاً فقط، لكنها كانت فخًا. كل الجهود الأخرى لإنهاء الاحتلال لم تكن تهدف في الحقيقة إلى إنهاء الاحتلال. لأنها لم تكن هناك أبدًا حكومة في إسرائيل، لم تكن هناك أبدًا أبداً -بما فيها تلك الفائزة بجائزة نوبل للسلام- لم يقصد أي منها حقًا وضع حد للاحتلال. لقد قصدت جميعاً إلى جعل الاحتلال أسهل وأكثر راحة -وقبل كل شيء أكثر قابلية للحياة. وقد صدقنا ذلك جميعاً ووقعنا جميعًا في هذا الفخ. ولكن، الآن انتهى الأمر. هذه الحفلة التنكرية، على ما أعتقد، قد انتهت.
لا أحد يستطيع أن يزعم أنه احتلال مؤقت. لا توجد مؤشرات من أي نوع على الإطلاق على أن إسرائيل تخطط لوضع حد للاحتلال. تنتقدني كاترين (أورمستاد) دائمًا على أنني لا أترك أي مجال للأمل. يجب أن أقول هنا إنه قد يكون هناك مصدر آخر للأمل لأن أشياء كثيرة في التاريخ حدثت بعد أن كانت غير متوقعة على الإطلاق. لذلك ربما لا نرى ما سيأتي قريبًا. ربما يكون هناك أمل كبير في أن الاحتلال على وشك الانتهاء فقط. مثل، لم نكن نرى سقوط الجدار الألماني. لم يستشرف ولم يرَ أحد سقوط روسيا السوفياتية. لم يرَ أحد نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
لكنك إذا نظرت إلى الأمر بطريقة منطقية، بطريقة معقولة، يجب أن تدرك أنها لا توجد مؤشرات على أن الاحتلال على وشك الانتهاء، على الإطلاق. هذه نقطة تحول لأنه في اللحظة التي ندرك فيها أن الاحتلال جزء من إسرائيل، فإننا يجب أن ندرك العواقب. العواقب هي أن إسرائيل دولة فصل عنصري. لا يمكنك تعريفها بأي طريقة أخرى غير هذا.
لأنه طالما كان الاحتلال مؤقتًا، فإنه يمكن لإسرائيل أن تدعي بأننا ديمقراطية. عرب إسرائيل، كما نسميهم، هم مواطنون إسرائيليون، يمكنهم التصويت للبرلمان ويمكنهم أن يكونوا أطباء وكل شيء. هذا ليس فصلاً عنصرياً. ولدينا هذا الفناء الخلفي المظلم حيث الأشياء ليست لطيفة كثيراً، وإنما هي كذلك فقط إلى أن نجد الحل.
لقد اعترفتِ (يا إسرائيل) بأنها ليست لديك النية؛ اعترفتِ بأن الأراضي المحتلة هي جزء من إسرائيل. لم يعد يترتب علينا أن نتحدث بعد الآن عن حل الدولة الواحدة، أو عن الدولة الواحدة، لأن الدولة الواحدة موجودة الآن، منذ أكثر من 50 عامًا. إنها دولة واحدة ذات أنظمة عديدة، فيها مجموعتان من القوانين واللوائح والأنظمة، لليهود وللفلسطينيين. بأي شيء آخر يمكن تسمية هذا إن لم يكن الفصل العنصري؟ أعني أنه يبدو حقًا مثل الفصل العنصري. إنه يتحدث مثل الفصل العنصري. إنه يتحرك مثل الفصل العنصري. وإلا بأي شيء آخر يمكنك تعريف نظام يكون فيه، في جزء من الأراضي على الأقل، فصل واضح جدًا -في القانون، في الميزانيات، في الحقوق، وفي كل شيء؟ (يُتبَع)
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Keynote Gideon Levy: Democracy and Human Rights in Israel
(1) ديلندا هانلي Delinda Hanley: المديرة التنفيدية ومحررة الأخبار والإعلان في تقرير واشنطن عن شؤون الشرق الأوسط.
(2) بدأ صدور صحيفة “تقرير واشنطن عن شؤون الشرق الأوسط” في العام 1982 كرسالة إخبارية مؤلفة من ثماني صفحات تُنشر كل أسبوعين، واليوم هي مجلة مؤلفة من 76 صفحة وبالألوان الكاملة. يُعترف بها في جميع أنحاء العالم كرائدة في مجالها، حيث تنشر مجموعة واسعة من الآراء من الشرق الأوسط وحوله بقلم كتّاب مسلمين ويهود ومسيحيين، يعيش الكثير منهم في المنطقة أو سبق أن عاشوا فيها. وتصدر المجلة عن الاتحاد التعليمي الأميركي، الذي تأسس في العام 1982 مشكلًا مؤسسة غير ربحية في العاصمة واشنطن بحكم المنظمة 501 (سي) 4، على يد ضباط متقاعدين من السلك الخارجي، من ضمنهم أندرو كيلغور، الذي كان سفيرًا للولايات المتحدة في قطر عندما تقاعد من الجهاز الخارجي للولايات المتحدة في العام 1980، وريتشارد كورتيس، الرئيس السابق للدائرة العربية في وكالة صوت أميركا، الذي كان كبير مفتشي وكالة الإعلام الأميركية عندما تقاعد من السلك الخارجي للولايات المتحدة في العام 1980. كيلغور هو الناشر، وكان كورتيس هو المحرر التنفيذي حتى وفاته في العام 2013. وتشغل ديلندا سي هانلي، ابنة كورتيس، منصب المحرر الحالي. شملت لجنة السياسة الخارجية في الاتحاد التعليمي الأميركي سفراء أميركيين سابقين، ومسؤولين حكوميين، وأعضاء من كونغرس الولايات المتحدة، بمن فيهم السيناتور الديمقراطي الراحل جاي. ويليام فولبرايت والسيناتور الجمهوري تشارلز بيرسي، وقد شغل كلاهما منصب الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. لا يتلقى أعضاء مجلس إدارة اللجنة وأعضاء اللجان الاستشارية أي أجور مقابل خدماتهم.