Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Aug-2017

دولة عنقودية - بقلم: جدعون ليفي
 
هآرتس
 
الغد- دولة إسرائيل تريد قتل أكبر عدد من الابرياء. وهي لا تريد الانتماء بأي شكل من الاشكال إلى الدول المتحضرة. لا توجد طريقة اخرى لفهم النبأ الذي تحدث عنه غيلي كوهين في هآرتس بأن الاجهزة الامنية والعسكرية قررت تفضيل راجمة اسرائيلية لم يستكمل تطويرها على الراجمة الالمانية، فقط لتجاوز القيود الدولية على القنابل العنقودية. أكثر من مئة دولة وقعت على ميثاق منع استخدام القنابل العنقودية، وإسرائيل كالعادة ليست واحدة منها. فما شأنها بالمواثيق الدولية والقانون الدولي والمؤسسات الدولية – كل ذلك شيء مزعج لا لزوم له. وتشاركها في الرفض كالعادة روسيا والباكستان والهند والصين والولايات المتحدة، التي هي الدولة الأكثر سفكا للدماء في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. هذا هو المجتمع الذي تريد إسرائيل أن تكون فيه، هذا هو النادي الذي تنتمي اليه.
القنابل العنقودية هي سلاح فظيع بشكل خاص، قنبلة واحدة تتحول إلى عدد كبير من القنابل، تنتشر على مسافة كبيرة، تقتل وتصيب بلا تمييز، وقد تنفجر بعد اطلاقها بسنوات. وليس صدفة أن العالم يتحفظ من هذا السلاح التدميري. العالم وليس اسرائيل. نحن، كما هو معروف، حالة خاصة مسموح لنا كل شيء. لماذا؟ لأننا نستطيع. والبرهان على ذلك أننا استخدمنا القنابل العنقودية في حرب لبنان الثانية، والعالم صمت. وفي العام 2002 شاهدت ملعب لكرة القدم في غزة أطلق الجيش الاسرائيلي عليه قنبلة ألحقت الضرر بجميع الاطفال الذين لعبوا فيه. وفي مرة اخرى رأيت آلاف المسامير التي اخترقت جدران المنازل في غزة. لا يصعب تخيل ما الذي يمكن أن تفعله هذا المسامير في جسم الانسان.
نحن داود مقابل جوليات، أقلية مقابل أغلبية، ضعفاء وعلى حق مقابل أقوياء سيئين، نحارب من اجل وجودنا. لهذا مسموح لنا استخدام القنابل العنقودية وغيرها. نحن نحارب على وجودنا أمام الجيش المتقدم في جمهورية غزة وجيوش الضفة الغربية وسلاح الجو في بلاطة والاسطول في الدهيشة، وبشكل خاص نحن نحارب "الفظاعة" الفلسطينية. لذلك، نحن نحتاج كل سلاح وبأكبر كمية ممكنة دون أي قيود.
القنبلة العنقودية زرعت الدمار في كوسوفو ولاوس وافغانستان والعراق. وإسرائيل تريد ذلك ايضا. حقول القتل في الحرب القادمة ضد الاحتلال، التي ستندلع بالتأكيد، ستشبه الحقول التي كانت في لاوس، وإلا فما حاجتنا للقنابل العنقودية؟ أليس هناك ما يكفي من السلاح المسموح؟ القنابل العنقودية توجه في العادة الى المناطق المأهولة المكتظة. فهناك يمكنها القتل بشكل ناجع، لهذا يريدها الجيش الاسرائيلي.
 في المرة القادمة عندما تجربون الادعاء بأن العالم كله ضدنا، وأن انتقاد اسرائيل لا ينبع من افعالها، تذكروا القنابل العنقودية. إسرائيل تقوم بابعاد نفسها بنفسها عن أسرة الشعوب. وتلتقي مع الدول السيئة وتدير ظهرها للقرارات الدولية. وبعد ذلك تشتكي من كره العالم لها بدون سبب. في المرة القادمة التي ستقولون فيها إن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الأكثر اخلاقية في العالم، فكروا بالقنابل العنقودية.
 إن فضيحة القنابل العنقودية لا تقل خطورة عن فضيحة الغواصات، لكنها لا تثير أي اهتمام في إسرائيل. الغواصات تعني المال والمشبوهين والشهود الملكيين والاهتمام بها هو أمر مغر. أما القنابل العنقودية فهي تتعلق بحياة الابرياء وصورة الدولة الاخلاقية، ولا أحد يهتم بذلك. الغواصات تفسد والشعب ضدها، والقنابل العنقودية لا تهم أحد في اسرائيل. ومن يقف من وراء الصفقتين هي المؤسسة الامنية والعسكرية المتعفنة – فساد معين في الغواصات، وفساد من نوع آخر في القنابل العنقودية. ولكن الجهاز العسكري والأمني يمكنه الهدوء: لن تتم محاكمة أحد بسبب استخدام القنابل العنقودية.