Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jul-2018

لنؤدي التحية لرئيس الاركان - بن درور يميني

 

يديعوت أحرونوت
 
الغد- ذات يوم من شأن هذا أن يأتي. ثمة من يريدون تسريع هذا اليوم. هذا مشروع حياتهم. فهم يرون بجنود وضباط الجيش الإسرائيلي مجرمين، يحاولون ارسالهم إلى كل محكمة في دولة اجنبية أو إلى المحكمة الدولية في لاهاي. هنا وهناك توجد لهم نجاحات صغيرة. اما ضباط الجيش وغيرهم من المسؤولين فقد اضطروا منذ الان إلى تفادي المدعين العامين من دائرة كارهي إسرائيل. بعد اسبوع او اسبوعين، وربما بعد سنة، ستكون مواجهة اخرى مع غزة. ولعلها في بدايتها منذ الان. وعندها سيضغط المدعون العامون على دواسة الوقود. وسيستأنفون مساعيهم.
هناك احتمال جدي في أن تفشل مساعيهم، وهذا سيحصل أيضا لانه بين قادة دولة إسرائيل يوجد في هذه الايام أيضا رئيس الاركان، غادي أيزينكوت. في اليوم الذي يأمر فيه الجنود بفتح النار على الفتيان، فإنه في واقع الامر سيتركهم لمصيرهم. ولكنه يقف بالمرصاد، وهو لا يتحمس. يعرف أن ضبط النفس يكون أحيانا قوة، حتى لو كان يغيظ ويثير الاعصاب. صحيح أن الصاخبين في الشبكات الاجتماعية غاضبون، ولكنه سبق أن صمد قبل الان في اوضاع أصعب.
وبشكل عام، هناك لحظات في حياة الامة يتعين فيها على المواطنين أيضا، وليس فقط على الجنود ان يؤدوا التحية لرئيس الاركان. هذا الاسبوع كانت لنا مثل هذه اللحظة. ليس واضحا اذا كان التسريب الذي نشر من جلسة الطاقم الوزاري للشؤون العسكرية والسياسية "الكابينيت" أول من أمس دقيقا، وهذا أيضا اقل أهمية. الاهم هو أن غادي أيزينكوت يبرز كمنارة الحكمة. فهو لا ينتمي لشرطة الآداب. كما انه ليس سياسيا وليس مرشدا سياسيا في الجيش. ولكنه إذا كان قادرا على أن يسمع موقفا قيميا واخلاقيا – فهو بالتأكيد جدير بالتحية والاكبار، لان الموقف الاخلاقي والقيمي يجعل إسرائيل أقوى وليس أضعف.
لقد نسي بعض من وزراء حكومة إسرائيل أن الجيش يواجه جبهتين. في إحدى الجبهتين يعمل ضد تسلل إيران إلى سورية، ضد حماس وضد كل من يوجه تهديدا حقيقيا لحياة سكان دولة إسرائيل. في الجبهة الثانية تتصدى إسرائيل في حملة اعلامية تحاول جعل جنود الجيش مجرمين. ورئيس الاركان يقف على رأس الذراع التنفيذية للدفاع عن إسرائيل. والدفاع عن إسرائيل يتضمن أيضا دفاعا عن جنود الجيش في وجه اولئك الذين يريدون رفع لوائح اتهام دولية ضدهم. اذا لم يفعل هذا، فإنه سيتهم بإهمال اجرامي لضباطه وجنوده، وعن حق
يعرف رئيس الاركان، مثلما نعرف جميعنا بانه يمكن هزيمة حماس. صحيح أن مصر لا تنجح في عمل هذا لرجال انصار المقدس، وصحيح أن كل القوة الروسية لم تنجح في هزيمة المجاهدين ولا الثوار من الشيشان، رغم الدمار والخراب. ولكن إسرائيل يمكنها، وإسرائيل يمكنها أيضا أن تمحو من على وجه الارض مطلقي البالونات. هذه لن تكون الحملة الاصعب في تاريخها.
وما يزال ينبغي السؤال: هل كل ما يمكن لإسرائيل أن تفعله هو أيضا ما ينبغي أن تفعله؟ فبعد لحظة من تصفية سبعة أو عشرة فتيان من خلايا البالونات ستكون إسرائيل عرضة لهجمة دولية. اولئك الذين يصرخون بان جنود الجيش مجرمون، سيرفعون مستوى الصمت. وسيجندون المزيد والمزيد من الصارخين. في الحملتين السابقتين، الرصاص المصبوب والجرف الصامد، نجحت كتائب الصارخين في المس بقدرة إسرائيل القتالية. فهل يعتقد أحد ما بجدية بانه يمكن المس بالفتيان، حتى لو كانوا متماثلين مع حماس، وان هذا سيمر بلا رد فعل؟
إسرائيل لا تتخذ نهج "القصف المتواصل" لاسباب اخلاقية. وهي لا تمس بمطلقي الطائرات الورقية والبالونات ليس لانها لا تستطيع، بل لاسباب اخلاقية. وهي لا تقصف مناطق سكنية، لاسباب اخلاقية. صحيح أن الجيش البريطاني فعل هذا في برزدين، والجيش الأميركي في طوكيو، وهذا حصل مرة اخرى، تماما منذ وقت غير بعيد، في الموصل. ولكن ليس كل ما يفعله الاخرون ينبغي لإسرائيل أن تفعله. فعلى أي حال سيناكف كارهو إسرائيل ألف مرة ومرة على أن الجيش هو جيش اخلاقي. هذا لا يجعله جيشا أضعف بل بالعكس. هذا يجعله جيشا أقوى. وهذا يحصل أيضا بفضل رئيس اركان يعرف كيف يضع خطوطا حمراء. صحيح ان هذا يثير الاعصاب احيانا، ولكن كل بديل آخر، لضربة واحدة وانتهينا، سيضر أكثر.
هكذا بحيث أنه لا توجد أي حاجة للتأثر بالانتقاد الذي أطلق في الايام الاخيرة على رئيس الاركان. كل من له عينان في رأسه، كل من يحرص على جنود الجيش، يجب أن يتوقف للحظة وان يؤدي التحية لرئيس الاركان.