Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2019

الاندفاع نحو تركيا وعنها*فارس بريزات

  الغد-هل سيتغير موقف الرأي العام الأردني تجاه تركيا بعد تدخلها العسكري في شمال وشرق سورية؟.

ينقسم الرأي العام الأردني نحو تركيا؛ مؤيدو تركيا يغضون الطرف عن تدخلها ويبررونه لها، ومعارضوها ينتقدون تدخلها ولم ينتقدوا تدخل إيران وروسيا قبل ذلك. بعض من شركاء تركيا الاقليميين بين 2011-2017 للإطاحة بالأسد، ينتقدونها اليوم بشدة. وبين هؤلاء وأولئك من اللاعبين السياسيين المحترفين يتشكل ويتغير الرأي العام متأثراً بحاصل جمع عواطفه وعقلانيته ولاأباليته وحماسه وتردده.
كشفت دراسة استطلاعية أعدها مركز نماء لاستطلاع الرأي العام بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور، تُنشر اليوم، عدة مؤشرات تعتبر مرتكزات أولية للقياس عليها فيما بعد للوقوف على التحولات التي قد يشهدها الرأي العام الأردني في المستقبل القريب نحو تركيا. إذ يصف 96 % العلاقات السياسية بين الأردن وتركيا بأنها جيدة (47 % جيدة جداً، 49 % جيدة إلى حدما).
نحو ثلاثة ارباع (73 %) مع تعزيز العلاقات السياسية مع تركيا، الأعلى بين 14 بلدا، تتلوها قطر والامارات 62 % لكل منهما. وأعلى بنحو 20 نقطة من الولايات المتحدة، و17 % من السعودية.
أما على صعيد العلاقات العسكرية والأمنية فإن 63 % مع تعزيزها مع تركيا، تليها بريطانيا 53 %، و قطر والامارات 52 % لكل منهما. ويبدو الفرق التفضيلي لتركيا هنا جلياً.
وحلت تركيا في المرتبة الثانية بعد الأردن من حيث رغبة الأردنيين بأن تلعب دورا أكبر في الاقليم، إذ يرغب 90 % من الأردنيين ان يلعب الأردن دورا أكبر، 89 % لتركيا، 79 % للامارات، 78 % للسعودية، 76 % لقطر، 75 % لكل من الولايات المتحدة والصين وبريطانيا،
و74 % لمصر.
ويبرر الذين يرغبون ان تلعب تركيا دورا أكبر في المنطقة ذلك بالأسباب التالية؛ قوتها الاقتصادية 31 %، دولة مسلمة 15 %، قوية 14 %، بسبب أردوغان وحكومته 10 %، 7 % بسبب علاقاتها الجيدة، 4 % قوتها العسكرية.
أما على صعيد الدعم الاقتصادي للأردن فذكرها 1.6 % فقط بأنها أكبر داعم اقتصادي للأردن، وسبقتها بذلك السعودية 30 %، والولايات المتحدة، ودول الخليج الأخرى. ووصفها فقط 6 % بأنها أقرب حليف للأردن. مقارنة بنحو 25 % للسعودية، 22 % الولايات المتحدة، 9 % بريطانيا.
إلا ان رغبة الأردنيين بالتعاون المستقبلي وضعت تركيا في المرتبة الأولى للتعاون بنسبة 21 %، تلتها السعودية 17 %، ثم الولايات المتحدة 13 %.
على الرغم من ذلك، أفاد 9 % بأن الأردن تتشارك مصالحه في السياسة الخارجية مع تركيا من بين الدول الاجنبية غير العربية، وتأتي تركيا في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة
50 %، وبريطانيا 13 %، وحلت الصين بعدها بنسبة 5 %.
ولا يذكر الرأي العام الأردني تركيا كمصدر تهديد لأمن المنطقة، على العكس من اسرائيل وايران وهما قوتان منافستان لها ومتنافستان فيما بينهما. هل تحتفظ تركيا بهذا الموقع في الرأي العام الأردني بعد التدخل في سورية؟ ربما. وللأسباب التالية: لا يوجد إجماع على رفض تدخلها في سورية، يرى البعض أن تدخلها الحالي ليس ضد سورية بقدر ما هو لمنع الأكراد من الاستقلال الذاتي كما في العراق مما يُهدد أمنها في مناطق شرق وجنوب تركيا، ما تزال هي الوجهة المفضلة للاستثمارات “المهاجرة” من الأردن بين الدول غير العربية، يتمتع اردوغان بشعبية في الرأي العام العربي لم تتزعزع كثيراً رغم كل التغيرات التي حصلت له خلال السنوات القليلة الماضية، وما تزال وجهة سياحية مهمة للأردنيين وإنتاجها الفني يغزو شاشات غرف جلوس الأردنيين. ولنرَ ما يجلب قادم الايام من أخبار.