Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2018

أيها العرب الأعزاء اجلسوا بهدوء - تسفي بارئيل

 

هآرتس
 
الغد- فخر مثير يملأ قلب الوطني عند قراءة الأقوال المدمرة لزميلنا عودة بشارات. هذا العربي يكتب في صحيفة صهيونية أنه "إلى جانب النضال الحازم، فإنهم (العرب بالطبع) حققوا الكثير في كل مجالات الحياة. رغم العقبات التي وضعتها السلطات وبفضل التحالف بينهم وبين الكثير من اليهود الجيدين". واضاف "التاريخ خصص للسكان العرب دورا حاسما في الحفاظ على الطابع الديمقراطي للوطن. فقط لنتخيل الدولة بدون عرب، عندها ستسود عيوننا" ("هآرتس"، 15/7).
 
اقوال العضو المخلص في الطابور الخامس مخادعة جدا إلى درجة أنه في اليوم التالي انضم اليه "يهودي جيد" وهو رجل اليمين موشيه آرنس، بملاحظة تقشعر لها الابدان "من بين ملايين العرب الذين يعيشون في الشرق الاوسط فإن مواطني إسرائيل العرب هم الوحيدون الذين يستطيعون الاستمتاع باقتصاد حر ومتقدم، والذي يوفر فرصا اكاديمية واقتصادية واجتماعية"، كتب ممثل الغرب ("هآرتس"، 16/7).
 
ما الذي حدث هنا؟ العربي والوطني يتحدثان بنفس اللغة؟ ليس بالضبط. العربي يصرخ "هذا وطني" واليهودي يجيبه كصدى "هذا هو الوطن الوحيد الذي يمكنه أن يطمح فيه بالعيش تقريبا مثل اليهودي". الاول قال "أنا المدافع عن ديمقراطية اليهود" والثاني يجيبه "حظك الجيد ابقاك في الوطن القومي اليهودي. أنت واحد منا شريطة أن لا تنسى تقبيل اليد التي تطعمك".
 
العفو، يا عودة، التاريخ لم يكرس للسكان العرب في إسرائيل أي دور. دولة إسرائيل صاحبة التاريخ الحصرية ببساطة لم تنجح في التخلص منكم. بقيتكم عالقين كعظمة في حلقها. لا تستطيع بلعها ولا تستطيع لفظها. لقد دمرتم للوطنيين اسطورة "ارض بدون شعب لشعب بدون ارض".
 
أنت وآرنس على حق. فقد حصلتما على حقوق وفرص ليس مثلما في سورية أو السعودية، في رام الله أو في خانيونس. لكننا نحن اليهود حصلنا في المقابل، هكذا تدعي، على شهادة في الديمقراطية. فقط عندما تبين أن شهادة مثل شهادتنا يحصلون عليها أيضا في جامعة دمشق وجامعة بير زيت وفي مكة.
 
أنت واليسار كان يجب أن تكونوا سعداء من قانون القومية، وحتى المطالبة بتطبيق صيغته الاصلية – وليس المراوغة اللينة التي قبلت من اجل ابقاء الحكومة قائمة. لأن النضال من اجل القانون يمنح ذريعة وجود اليسار. ولكن بالأساس لأن القانون الاصلي يبنيكم كقومية منفصلة. فهو يخلع القناع المتفق عليه الذي يعرضكم كأعضاء في النادي، لكن نادلين فقط ويمنحكم مكانة تهديد قومي. انتبه، يا عودة، لا اليسار ولا اليمين المتنور تطرقا إلى حقيقة أن الاحتلال هو الذي يفكك القومية اليهودية ويجعل الدولة تتعفن. لأن دولة تخنق مليوني شخص في غزة لا يمكنها أن تكون ديمقراطية بأي صيغة. حتى لو اعتبرت اللغة العربية لغة رسمية، وحتى لو سمحوا لكم بالسكن في غيتوات اليهود. اليسار يريد أن يحولكم إلى اختبار للديمقراطية، لكنكم تحولتم إلى اختبار للوطنية اليهودية.
 
لا يمكنكم أن تكونوا حراس الديمقراطية الإسرائيلية أو ورقة عباد شمس لها. لأن القواعد لا يتم تحديدها لدولة إسرائيل التي تعيشون فيها، بل لدولة المستوطنين التي أوجدت زعران تشريع يتلقون أسس قوميتهم من الخالق في السماء. أيضا العلاج التجميلي الذي مر به القانون لم يأت بسبب الخجل أو معضلات عقلية ديمقراطية، بل من اجل الحفاظ على الخدعة. ولا توهموا أنفسكم أن اليسار الصهيوني هو شريك لكم. فهو قبل كل شيء متعطش للحياة، وبعد ذلك هو ديمقراطي. حتى أفيغدور ليبرمان جيد في نظره كشريك.
 
باختصار، أيها العرب الاعزاء، لقد سئمتم ومن التلويح بعلم الديمقراطية ومن دوركم كحراس. لقد كنتم بنائين وقصارين وتحولتم إلى مهندسين واطباء وصيادلة. اجلسوا بهدوء ولا تزعجوا، نحن سنشكل الديمقراطية على هيئتنا، لكننا سنبقي لكم أن تشاهدوا العرض.