Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2018

المخيمات العشوائية للسوريين بالمفرق: الحرية بالتنقل والسكن والعمل تعوض مشقة الرزق - فيديو

خلدون بني خالد

المفرق –الغد-  يفضل لاجئون سوريون الاستغناء عما يقدم في مخيم الزعتري من مساعدات ورعاية صحية وتعليمية، الى العيش خارجه بخيام تنتشر بشكل عشوائي في محافظة المفرق يصل اعدادها الى حوالي 60 تجمعا ومخيما عشوائيا، متحملين مشقة العيش بلا خدمات مقابل الحصول على حرية التنقل والسكن والعمل والابتعاد عن جميع الآثار السلبية لحياة اللجوء داخل المخيم.    
ويقول أحد سكان هذه المخيمات العشوائية وهو اللاجئ عبدالله الحمصي، إنه يفضل السكن بخيمته على الجانب الآخر من مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالقرب من بلدة الزعتري لأسباب كثيرة، اهمها عدم تأقلمه مع طبيعة الحياة في مخيم الزعتري، بما فيها من اكتظاظ واختلاط مع بيئات، والحد من التنقل والبحث عن العمل.
 وتابع الحمصي ان اغلب سكان الخيام او ما يعرف بـ "المخيمات العشوائية" خرجوا من مخيم الزعتري لقسوة الحياة بالمخيم في بدايته قبل ترحيلهم من الخيام الى الكرفانات.
 وأكد اللاجئ سعيد الحديدين وهو احد الذين فضل العيش خارج "الزعتري"، ان اغلب سكان المخيمات العشوائية هم من محافظة حمص السورية، وينتمون لعشائر واحدة وخرجوا من مخيم الزعتري للسكن في مخيمات عشوائية، يسكنها اهالي حمص الذين تربطهم صلات القربى.
 واضاف الحديدين ان كل مخيم عشوائي اغلب سكانه ينتمون لعائلة واحدة، تربطهم صلات القربى يسكنون في تجمع واحد، بالرغم من صعوبة الحياة بعيدا عن الخدمات والبنية التحتية.
 ويشير اللاجئ محمد العقيدات وهو من سكان احد المخيمات العشوائية انه يسكن في مخيم عشوائي في بلدة الزعتري بسبب الفقر وعدم قدرته على دفع ايجارات المساكن.
 وعن سبب تواجده في مخيم عشوائي في بلدة الزعتري، قال إن المخيمات العشوائية تنتشر في اغلب مناطق البادية الشمالية و اغلب اقاربه يسكنون في هذه المخيمات بالقرب من مخيم الزعتري للاجئين السوريين، ولذلك يجد انه من المناسب السكن بجوار اقاربه ولتوفر فرصه عمل له في بلدة الزعتري.  
وقال رئيس بلدية الزعتري والمنشية محمد عودة الخالدي إن الخيام العشوائية في بلدة الزعتري والمناطق المحيطة للمخيم تنتشر بشكل ملحوظ وتشكل عبئا على البلدية وعلى سكان بلدة الزعتري وبعض مناطق البادية الشمالية.
 وأشار الخالدي الى وجود اكثر من 200 خيمة عشوائية في بلدة الزعتري زادت من اعباء البلدية وسكان المنطقة، لافتا ان وحدة التنمية في بلدية الزعتري تهتم بشؤون اللاجئين السوريين، وتعمل دراسات مستمرة عن عدد المخيمات العشوائية في بلدة الزعتري وبمحيط مخيم الزعتري من أجل تقديم الخدمات وتحسين واقع البنية التحتية.
 ورجح الخالدي ان سبب انتشار المخيمات العشوائية في بلدة الزعتري وبمحيط مخيم الزعتري هو صلات القربى، التي تربط السوريين ببعضهم في المخيمات العشوائية وعدم استطاعة بعض العائلات السورية العيش في مخيم الزعتري لاسباب قد تكون عشائرية وسهولة التنقل للبحث عن فرص عمل، اضافة الى تواجد المخيم في اراضي بلدة الزعتري. وعن طبيعة حياة السوريين في المخيمات العشوائية يقول عبد السلام النهود  وهو من سكان بلدة الزعتري ان اهالي بلدة الزعتري يتميزون بكرم الضيافة، حيث سمح اصحاب الاراضي للسوريين بناء خيامهم  بدون مقابل تقديرا لظروفهم التي يعيشونها جراء الازمة السورية.
 واضاف النهود انه ورغم ان السوريين في المخيمات العشوائية يعيشون بظروف صعبة جدا، الا انهم يصرون على بقائهم في خيامهم وعدم السكن في مخيم الزعتري، لأسباب لها علاقه برغبتهم السكن والاقامة بجوار اقاربهم، بالرغم من تقاسم اهالي بلدة الزعتري والسوريين لفرص العمل وتهالك البنية التحتية.
 وتابع النهود ان اهالي بلدة الزعتري يقدمون المياه والكهرباء لبعض الخيام العشوائية بالمجان، كنوع من المساعدة بالرغم من سوء الاوضاع المعيشية لأهالي البلدة، جراء الازمة السورية، والبعض الاخر من السوريين يقوم  بتدبير امره من خلال استجرار خطي كهرباء وماء مدفوعي الثمن من اهالي البلدة.
وقال  حسين البوادي احد سكان بلدة الزعتري إن البنية التحتية تهالكت جراء انتشار الخيام العشوائية، والتي ادت الى زيادة الضغوطات على بلدية الزعتري والمنشية، خاصة وان سكان البلدة زادت اعدادهم بنسبة 100 % .
 وأكد البوادي ان انتشار المخيمات العشوائية يزيد من خطر التلوث الصحي والبيئي، بسبب عدم وجود وحدات صحية وصرف صحي في هذه المخيمات، مشيرا الى ان اصحاب الخيام قاموا باستبدال الصرف الصحي بحفر امتصاصية بجوار خيامهم، والتي قد تسبب انتشار الامراض والأوبئة وتشكلا خطرا على حياة الاطفال.
 وقال المدرس محمد السرحان إن اغلب المدارس في البادية الشمالية بمحافظة المفرق تعمل بنظام الفترتين الصباحي والمسائي، لاستيعاب اعداد الاطفال السوريين الذين يسكنون في المخيمات العشوائية، مشيرا الى ان عدد طلاب المدارس تضاعف بعد خروج عدد كبير من العائلات السورية من مخيم الزعتري الى المخيمات العشوائية القريبه من البلدة.
 وبحسب سكان في البادية الشمالية  فان اكثر من 60 مخيما عشوائيا تنتشر شرق محافظة المفرق، تتزايد وتتناقص اعدادها، بحسب موسم الزراعة وفرص العمل، مشيرين الى ان سكان هذه المخيمات يكسبون رزقهم من العمل بالزراعة واعمال البناء والطوب والصيانة وفي عدة مجالات.
 وقال المزارع محمد الخضر إن المخيمات العشوائية تنتشر بشكل كبير بالقرب من المشاريع الزراعية في البادية الشمالية، حيث يعمل اغلب سكان هذه المخيمات في الزراعة، خاصة وان المشاريع الزراعية تعتبر انسب اماكن للتخييم بالقرب منها  لتوفر فرص عمل.
 واكد الخضر انه لا يمكن ان نحصي عدد اللاجئين السوريين في المخيمات العشوائية المنتشرة في البادية الشمالية بالقرب من المشاريع الزراعية، بسبب التغير المستمر لأعدادهم، اذ يرحل عدد كبير منهم وبالمقابل تأتي اعداد اخرى اكبر من السابقة او تكون اقل.
ويحصل سكان المخيمات العشوائية على الدعم من بعض المنظمات الاغاثية، وبعض الجمعيات الخيرية، التي تعمل في البادية الشمالية، من حيث حاجاتهم الاساسية من المواد الغذائية وملابس الاطفال، اضافة الى الدعم من بعض المتبرعين من دول الخليج،  لكن هذا الدعم عادة ما يكون بشكل متقطع وغير مستمر، بحسب ما أكد لاجئون في هذه المخيمات، بعكس مخيم الزعتري الذي ينتظم فيه توزيع المساعدات وفق جداول زمنية محددة.
 ويطالب سكان محليون من المنظمات الدولية والاغاثية مساعدة السوريين في المخيمات العشوائية، واستبدال خيامهم المهترئة والبالية بكرافانات تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، اسوة بالسوريين المقيمين في مخيم الزعتري.