Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2018

بانتظار لقاء ترمب وبوتين!! - صالح القلاب

الراي -  يقال، وليس كل ما يقال صحيحاً وسيتحقق، أن قمة هلسنكي التي ستنعقد في السادس عشر من هذا الشهر بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلادمير بوتين سوف تتم فيها مناقشة مقايضة إنهاء وجود الأميركيين في قاعدة "التنف"في شرق سوريا بالوجود الإيراني، بما في ذلك القواعد العسكرية

والميليشيات، في هذا البلد العربي الذي غدا من الناحية العملية محتلاً من قبل إيران والذي بات فيه بقاء نظام بشارالأسد مرتبطاً بهذا الوجود مما يؤكد أن هذا لن يحصل إطلاقاً وحتى إن عقدت هاتانالدولتان"العُظميان"ليس قمة واحدة وإنما ألف قمة!!.
وعلى افتراض أن هذا الذي يشار إليه آنفاً صحيحٌ وأنَّ الإسرائيليين يقفون وراءه وأنهم سيشاركون في قمة
هلسنكي هذه ليس بحضورهم وإنما بالإتفاقات السابقة التي عقدوها مع الأميركيين ومع الروس وكانت الضوء الأخضر الذي منحته لهذه الحملة الأخيرة التي إستهدفت وجود ونفوذ الجيش السوري الحر وسيطرة المعارضة السورية على منطقة درعا وبعض مناطق حوران والتي قد تستهدف بعض مناطق القنيطرة أيضاً في هضبة الجولان، فإن السؤال هنا هو هل ستقبل إيران بهذا يا ترى وحتى إذا كان نظام بشار الأسد الذي أصبح مجرد شاهد زور قد وافق عليه؟!.
إن إيران تعرف معرفة تامة، ويعرف معها هذا النظام في دمشق، أن خروجها من سورية سيعني، ومهما جرى
تحسينه، خروجها من العراق وإنتهاء تمددها في هذه المنطقة كلها، وأنه لن يكون هناك بقاء لا لـ"الحوثيين"في اليمن ولا لحسن نصراالله وحزبه وأيضاً ولا للحشد الشعبي في بلاد النهرين، وأن المعادلات الحالية في الشرق الأوسط كلها سوف تتغير وسوف تنقلب رأساً على عقب، مما يطرح، وقد بقيت هناك أيام قليلة أمام إنعقاد قمة هلسنكي هذه، سؤالٌ واحدٌ هو: هل أن الولايات المتحدة غدت جادة في التعاطي مع هذا الصراع يا ترى؟ ثم وإن هي أصبحت جادة فهل انَّ لديها القدرة لتفرض ما تريده وتسعى إليه على فلاديمير بوتين الذي من الواضح أن لديه قناعة بأنه إمبراطور نصف الكرة الأرضية إنْ ليس كلها؟!.
وحقيقة ومع أن الحقائق وليس كل المؤشرات فقط تدل على أن هناك"لعبة أمم"جديدة إنْ ليس في العالم
بأسره ففي هذا الشرق الأوسط التعيس والمنك أن من الواضح أن بنيامين نتانياهو هو أحد لاعبي هذه اللعبة الرئيسية وأن العرب بالنسبة للذي يجري كله عيونهم بصيرة ولكن أيديهم قصيرة،وإن"المتشاطرين"من بينهم سيخرجون من المولد بلاحمص والأيام قادمة،وإن غداً لناظره قريب!!.
وهكذا وفي النهاية فإن الخوف كل الخوف هو أن لعبة الأمم الجديدة هذه ستكرس الإيرانيين في سورية والمنطقة كلها، وإن حصة الإسرائيليين ستكون الإعتراف بـ"ضمهم"لهضبة الجولان المحتلة وبأن تكون يدهم مقابل اليد الإيرانية مطلقة في هذه المنطقة كلها وأن فكرة أو مؤامرة، على الأصح، أن لادولة فلسطينية إلا في غزة سيتم تجسيدها مما يعني أنه ستكون لدولة الملالي حصة مجزية في هذه اللعبة إن هي تمت بالفعل وإن هي لم تكن مجرد قنبلة دخانية لحل بعض القضايا الرئيسية العالقة بين الأميركيين والروس، من بينها قضية أوكرانيا ومنطقة القرم، وقضايا اخرى خاصة في البحر الأبيض المتوسط وشواطئه وفي مقدمتها الشواطئ السورية؟!.