Wednesday 12th of November 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Nov-2025

كله إلا المتطرفين

 الغد

يديعوت أحرونوت
آري شافيت    11/11/2025
 
الحركة السياسية الأكثر فشلا في إسرائيل هي كله إلا بيبي. في السنوات الـ16 سنة الأخيرة هُزمت في سبع من أصل ثماني حملات انتخابية. وحتى في المرة الواحدة التي انتصرت فيها (2021)، كان النصر أشبه بالهزيمة مما أحدث رد فعل مضاد حاد وهدام في غضون وقت قصير. هكذا بحيث إنه بدلا من انهاء حكم نتنياهو، فإن حركة كله إلا بيبي خلدت حكم نتنياهو. بدلا من تلطيف حدة سياسة حكومات إسرائيل، كله إلا بيبي دفعت حكومات إسرائيل الى التطرف. مئات ملايين الدولارات ومئات آلاف المقالات والتقارير الصحفية والتغريدات لحركة كله إلا بيبي تبينت كاستثمار سياسي كارثي. كله إلا بيبي لم تقدم جوابا للازمة الإسرائيلية بل فاقمتها.
 
 
للفشل العظيم لحركة كله إلا بيبب كانت عدة أبعاد. في احد الابعاد خلقت لدى ملايين الإسرائيليين الإحساس بان النخب التي تطارد نتنياهو تطاردهم هم وتقصيهم ولا تتعاطى معهم كمتساوين. في بعد ثانٍ عظمت الشخص إياه الذي سعت لان تطرده من المدينة إذ جعلته المبدأ المنظم الوحيد للسياسة الإسرائيلية. في بعد ثالث استمدت من الوسط الصهيوني ومن اليسار الصهيوني أيضا قيمها ومعتقداتها واستبدلت فكرتها الإيجابية الاصلية (القومية المتنورة، الديمقراطية الجوهرية، التقدمة، العدالة الاجتماعية) بفكرة تأسيسية سلبية، غاضبة ومغتربة تتمثل بمناهضة بيبي.
لقد أدت الابعاد الثلاثة للفشل الى ثلاث نتائج. في مستوى ما – عمى كله إلا بيبي قدم لنتنياهو على طبق من فضة سلسلة انتصارات حولته من رئيس وزراء مؤقت الى رئيس خالد. في مستوى ثانٍ مقاطعة كله إلا بيبي على نتنياهو لم يترك له مفر غير الاعتماد على المتزمتين وحولهم من زعيم يميني معتدل الى شعبوي متطرف ومسيحاني. في المستوى الثالث، أتاح الفراغ الفكري لـ" كله إلا بيبي" لليمين لأن يسيطر بشكل جارف على إسرائيل بحيث بات يهدد بتحويل الدولة اليهودية الديمقراطية الى دولة قومية حريدية. كنتيجة لذلك فان الحركة التي كان يفترض بها أن تنقذ إسرائيل الليبرالية ساهمت دون قصد بخرابها.
هكذا بحيث إننا نقف الآن امام دراما حقيقية. السنة القريبة القادمة هي سنة أن نكون أو لا نكون. انتخابات 2026 ستكون الانتخابات الأهم في تاريخ إسرائيل. اذا تواصل الجنون الحالي، فسنجتاز قريبا نقطة اللاعودة ومستقبل إسرائيل سيكون أسود من السواد. لكن الوضع مقلق. انقسام المعارضة والرسائل المغلوطة للاحتجاج من شأنهما أن يؤديا الى هزيمة ثامنة. وعليه فينبغي الآن الاستيقاظ وهذه المرة محظور الوقوع في الخطأ، محظور أن نكون معلبين، محظور أن نكون منقطعين ومحظور ان نكون عاطفيين. ومحظور بأي حال أن نكرر الأخطاء الرهيبة التي ارتكبها الليبراليون الإسرائيليون بتزمت شديد جدا في العقود الأخيرة. اذا ما سرنا مرة أخرى في طريق كله إلا بيبي، فستكون النتيجة سقوط، هزيمة وكارثة.
ما الحل؟ كله إلا المتطرفين. ان نستبدل كله إلا بيبي بكله إلا المتطرفين. ليس فقط لا لبيبي بلا لا للمتطرفين، لا للمتزمتين. كله إلا استمرار حكم أقليات راديكالية تفرض على الأغلبية الإسرائيلية أجندات انقسامية ومهووسه. بدلا من فكرة كله إلا بيبي هناك حاجة لفكرة كله إلا سموتريتش وكله إلا غولدكنوف. بدلا من الحديث كله إلا الليكود يجب الحديث كله إلا التجمع، كله إلا الجبهة وكله إلا المتملصين. الخريطة يجب أن تتغير من خريطة كتلة بكتلة (المتقاتلين على بيبي) الى خريطة اغلبية صهيونية كبيرة وسوية العقل في مواجهة أقليات هاذية.
لفكرة كله إلا المتطرفين فضائل كثيرة على كله إلا بيبي. أولا هي لا تستبعد مؤيدي الليكود في نتانيا وفي بئر السبع. وهكذا تشق الطريق لمصالحة محتملة وحيوية بين إسرائيل الأولى وإسرائيل الثانية. ثانيا – تستبدل المبدأ المنظم نتنياهو بالمبدأ المنظم الصهيونية. وهكذا تهيئ التربة لإقامة معسكر وسط - يميني كبير لصهيونية عامة جديدة. ثالثا – كونها ليست شخصية بل فكرية فانها تعيد الى الساحة العامة الاهتمام الموضوع بالمضمون. وهي تسمح بالشروع بتنظيف هذه الساحة من السموم التي لوثتها في العقود الأخيرة. كله إلا المتطرفين تغير اللعبة الكبيرة والوحيدة الكفيلة بان تحدث تحولا سياسيا منذ 2026. ستوحد المعتدلين ضد المتزمتين والصهاينة ضد غير الصهاينة وتؤدي الى سياسة أخرى وحدة الصهيونية هي في مركزها. وحده استبدال كله إلا بيبي بـ كله إلا المتطرفين ستجعل إسرائيل تتقدم من الكارثة الى الانبعاث ومن الازمة الى الإصلاح.