عبد الله الربيحات

عمان-الغد-  عاشت العاصمة أمس، يوما مزدحما بالمركبات أمام مراكز الاقتراع وفي الطرق المؤدية لها؛ إذ تكثفت تجمعات هذه المركبات بأنواعها كافة، لنقل المقترعين لتلك المراكز، بعد أن أقدم مرشحون على توظيفها لتنفيذ هذه المهمة، بجلب مؤيديهم.

وجابت هذه المركبات بكل ما تحمله من ملصقات انتخابية لمرشحين استأجروها أو لأقارب مرشحين يعملون لصالح مرشحيهم، شوارع العاصمة، حتى أن بعض المركبات اختفت وراء الملصقات الانتخابية.

ولم يخل الأمر من استغلال المرشحين لقرار مديرية الأمن العام بالحد مخالفات السير على المواطنين في يوم الاقتراع، بالتصرف بعيدا عن القوانين الضابطة لحركة المرور والمركبات، لكن تلك التصرفات الدعائية، وفق خبراء، اعتبرت خرقا لمرحلة الصمت الانتخابي، التي تمنع الدعاية الانتخابية.

فلصق صور مرشحين على مركباتهم يخالف تعليمات الهيئة المستقلة للانتخابات بشأن الدعاية الانتخابية، التي تنص على وقف الدعاية الانتخابية بأشكالها كافة، قبل عملية الاقتراع بأربع وعشرين ساعة.

وخلال هذه الفسحة المرورية، فإن سلوكيات سائقين وحركة مركباتهم العاملة لصالح مرشحين، تسببت بخلق اختناقات مرورية وازدحامات أمام مراكز الاقتراع وفي طرق تؤدي الى هذه المراكز.

ولم يتوان أنصار لمرشحين عن التوقف وسط الطرق، أو الاصطفاف على نحو مزدوج، وسد بعض المسارب، بدون الاكتراث بمارة أو ناخبين متوجهين لصناديق الاقتراع.

وما زاد من حجم الأزمة المرورية حول تلك المراكز، إقدام سائقين على التسابق لنقل مقترعين من أمام مداخل ومخارج مراكز الاقتراع.

أما غالبية الطرق خارج نطاق مراكز الاقتراع، فقد كانت حركة المرور فيها منسابة، في ظل حضور واضح لرجال السير.

المثير في الدعاية الانتخابية يوم الاقتراع، وهي وفق خبراء تكسر الصمت الانتخابي المشرع بعدم تجاوزه، هو تفاوت أحجام الصور الملصقة على المركبات العاملة لصالح المرشحين بين الكبيرة والصغيرة، وبعضها قد غطي زجاجها بالصور والإعلانات، ما يعوق السائقين عن قيادة سليمة لمركباتهم.

واستغرب مواطنون تساهل إدارة السير في هذا الشأن، مشيرين إلى أن إلصاق الصور على المركبات، يشكل خطرا على المواطنين، الى جانب سلوكيات سائقي هذه المركبات المنفعلة.

وقالوا لـ"الغد" إنه كان يجب على الجهات المعنية، التحذير من مثل هذا السلوك، بإقرار إجراءات قانونية صارمة، تمنع كسر الصمت الانتخابي، ومعاقبة كل من يتسبب بإعاقة لحركة المرور وإلصاق صور على سيارته تعوق قيادته على نحو آمن.

كما ارتكب عاملون مع مرشحين، إلصاق صور للعاملين معهم على مركبات خاصة، في حين شكا مواطنون من تعرض أنصار مرشحين لهم عبر إيقافهم وسط الطرق، لتوزيع منشورات انتخابية عليهم، وإقناعهم بمرشحيهم.

ورصدت "الغد" تخصيص مرشحين لمركبات تجوب الشوارع، تدعو مواطنين للمشاركة والإدلاء بأصواتهم، فيما تركزت تلك المركبات في أغلب دوائر ومناطق عمان، ولوحظ استعانة مرشحين ومناصريهم بأطفال لتوزيع منشوراتهم وصورهم.

وكانت المديرية، أعدت خطة مرورية لضمان انسيابية السير وتسهيل الحركة المرورية أمس، وسمحت للمركبات بتغيير اتجاهات سيرها بدون التعرض للمخالفة.

وأشاد مواطن واسمه عبدالرزاق عطية، بالخطة المرورية المعدة ليوم الانتخابات، وما يظهره رجال المرور من تعاون بتسهيل الحركة المرورية، مثمنا سهولة الإجراءات المتبعة في الاقتراع.

FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment