Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-May-2020

مقرر التربية النيابية يدعو لعدم الرضوخ لضغوطات دعاة النجاح التلقائي في الجامعات!

 

جفرا نيوز - د. حسن السعود / مقرر لجنة التربية والتعليم والشباب النيابية
 
في خضم جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وأدت الى إغلاق كامل لغالبية دول العالم ،واضطرت الدول الى اغلاق المؤسسات التعليمة من مدارس وجامعات للحد من هذه الجائحة ،ما ادى الى اضطراب التعليم في الكثير من دول العالم ، حققت بعض الدول وبنجاح منقطع النظير استمرارية التعليم وعدم توقفه و مواصلة التعليم من خلال اعتماد منهج التعليم عن بعد باستخدام منصات تعليمية وبرامج وتطبيقات جرى توفيرها للطلبة لهذه الغاية كبرامج Teams و Zoom لتسهيل تقديم العلوم للطلبة في منازلهم باشراف ومتابعة معلميهم ، وساهمت بتفاعل الاهل بالعملية التعليمية ومراقبة ابنائهم ودفعهم للتواصل عبر تلك المنصات مع الهيئات التدريسية ، مما يمنح التعليم عن بعد فرصة التقدم عبر استخدام التكنولوجيا وتطوير ادراك الطلبة وتفاعلهم ، بالرغم من الملاحظات الكثيرة والهفوات التي قد تحدث في هذه العملية الجديده على واقع التعليم المدرسي والجامعي في بلادنا ،إلا أنها تجربة تستحق المتابعة والاستمرارية والتطويروالضبط بعد ان حققت اهدافها بنسبة عالية 
 
وعلى المستوى الجامعي ، فقد سارعت الجامعات الأردنية فوراً ودون إبطاء الى توفير منصات التعليم الجامعي المختلفة لطلبتها لمواصلة التدريس والتعليم عن بعد وبما لايؤثر على العملية التعليمية ،واحدثت تفاعلاً طيباً بين غالبية مدرسي الجامعات وطلبتهم ،ومكنتهم من مواصلة الفصل الدراسي دون تأخير او إلغاء ، ونشط المدرسون والطلبة وشعور بأهمية مواصلة التعليم واستخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة من إعداد التقارير العلمية والأبحاث ومناقشتها ومناقشة الرسائل الجامعية وتقديم الإمتحانات بطريقة غير مسبوقه 
 
 ولعل هذه التجربة الجديدة والنوعية في بلادنا على مستوى التعليم الجامعي فرصة مناسبة كي تبدل الجامعات الأردنية فكرتها ونهجها والتوجه بشكل تدريجي نحو دمج اكثر للوسائل الإلكترونية والتعليم المدمج والتعلم الإلكتروني ضمن طرق تدريسها الذي أضحى متطلبا وواقعاً في التعليم العالي في الكثير من دول العالم الآن ، كما انه لم يعد مقبولاً وفي ظل هذا التطور التكنولوجي الهائل الاستمرار بالتعليم التقليدي وخاصة في التعليم العالي ، وهو الأمر الذي تسعى لتحقيقه جامعاتنا إسوة بالجامعات المرموقه في العالم والتي اعتمدت منهج التعليم عن بعد ضمن ضوابط وتقنيات علمية تمكن الطالب من الحصول على العلوم والشهادة المتخصصة واعتمدتها دول ومؤسسات كثيرة في هذا العالم 
 
وفي خضم هذه التجربة النوعية والجديده على مستوى جامعاتنا الأردنية ، وفي ظل المتابعة الحثيثة من لدن صاحب الجلالة للحكومة بإنجاح هذه العملية والتي تبشر بتطور التعليم وتنويعه واستخدام اكبر للتكنولوجيا والتعليم الإلكتروني ، وأمام إصرار الجامعات والتعليم العالي على مواصلة العمل بهذه المنهجية الجديدة في التعليم حتى لما بعد جائحة كورونا ، فقد إنبرأ وبكل أسف من يحاول عبثاً وبإصرار غريب وعجيب ومشبوه مستخدماً بعض المنصات الإجتماعية والإعلامية غير المكترثة وبتحريض الطلبة لإفشال تلك التجربة الوليده ومحاولة تشويهها والإضرار بسمعة الجامعات الأردنية بدعوتهم منح جميع طلبة الجامعات " نجاحا تلقائيا " في جميع المواد لهذا الفصل !
 
 بغض النظر عن الجهد او المتابعة التي يوليها أساتذة الجامعات مع الطلبة ، وبصورة لا تحقق العدالة بين طالب متابع ونشط وطالب غير مكترث لا يبال ، او بين أستاذ جامعي مثابر ومتواصل وحريص وبين أستاذ جامعي كسول غير متابع يريد الخلاص والتخلص من اعباء التدريس عن بعد يحرض طلبته على المناداة بالنجاح التلقائي !
 
لم يقف الضغط على الجامعات في هذا المجال فقط فحسب ، بل تتعرض وزارة ومؤسسات التعليم العالي واللجان المعنية بالتعليم ايضا لضغوطات ومحاولات اعتماد النجاح التلقائي لطلبة الجامعات في محاولة ايضا لتشويه اداء الوزارة والمؤسسات واللجان التعليمية والضغط على القائمين عليها ومنعها من ممارسة التجربة وتطويرها .فكيف يمكن لمن يطالب "نجاح تلقائي " لجميع الطلبة في الجامعات ان يتخيل استمرار هذه الجائحة لا سمح الله مدة عام او عامين 
 
قد تبدو مسالة النجاح التلقائي مقبولة لطلبة المرحلة الابتدائية ، لكن هل تتفق مع طلبة الجامعات وفي مختلف التخصصات ؟