Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2018

دعوة إلى.. المينماليزم /: صلاح الساير


الانباء
مكنتني الحياة من المقارنة بين الشعوب العربية وسواها. فانا إضافة إلى ما أرصده في الأسفار والكتب والتلفزات، أعيش، لحسن الحظ، في بيئة اجتماعية غير عربية وذلك أمر نافع بالنسبة لكاتب مغرم بعلم الإنسان (الانثروبولوجيا) خاصة الاجتماعية والثقافية. وفي هاتفي الذكي وتحديدا في تطبيق my small community (مجتمعي الصغير) الذي يحتوي على إعلانات ورغبات واستفسارات الجيران، لاحظت ان الهنود من الطبقة الوسطى (إن صح التصنيف) يشترون لأطفالهم دمى وألعابا (مستعملة) وحين يكبر الطفل يبيعونها ثانية على الجيران. وهي ممارسة رغم منطقيتها ومنفعتها المالية غير معروفة في الدول العربية.
***
لم تزل عاداتنا الاستهلاكية المتمثلة في «النفخة الكذابة» تهيمن على ثقافتنا وتنعكس على سلوكنا. وذلك ما يفسر عدم قبول العربي بالراتب الذي يتقاضاه الموظف الفلبيني رغم انهما يؤديان العمل ذاته. فالأول يدخن أرجيله، وطبيعة طعامه أغلى، ومشتريات زوجته أكثر، ويسعى إلى اقتناء سيارته الخاصة. أما الثاني (الفلبيني) فلا شيء من هذا أو ذاك. وفي تشيكوسلوفاكيا أواخر السبعينيات أذكر أنني دخلت بيت جنرال متقاعد (والد صديقي) ولم يكن في البيت صالة طعام او صالة ضيوف أو حمام مخصص لهم (!) وقد كان الجنرال يشغل منصب قائد الجيش في بلاده (!) ويكفي ان أشير إلى حقائبنا المتخمة أثناء السفر والتي تختصر ثقافة التكديس المسيطرة علينا.
***
عرف العالم الأدنوية أو التباسطية minimalism التي بدأت في الفنون قبل أن تصبح منهاجا لحياة العديد من الناس في المجتمعات المتقدمة الذين أدركوا مشقة الاكتظاظ والتكدس وسلبياته، وضرورة الإبقاء على الجوهر والتخلص من الكماليات. فالأثاث الكثير في المنزل متعب لأرواح ساكنيه، وكثرة الثياب في الخزانة أو على الجسد الآدمي تخنق الأفكار، وكذلك كثرة الأصدقاء. فأصبح الشخص المكتفي القنوع الموصوف بأنه minimalist يميل إلى البساطة والتقليل من المقتنيات باعتبارها مدخل أساس نحو السعادة الداخلية حتى لدى الأثرياء والمشاهير الذين تصفر الريح في منازلهم، ويظهرون للملأ في ثياب زهيدة، أو تظهر نساؤهم في فساتين لا تتغير مع تغير المناسبات.. ومرور السنوات!
www.salahsayer.com
salah_sayer