Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Oct-2017

استفتاء إقليمي لومباردي وفينيتو الحلقة الأحدث في سلسلة استفتاءات تجتاح أوروبا

 

عمان- الغد - يسعى إقليمان من أغنى الأقاليم الإيطالية للحصول على المزيد من صلاحيات الحكم الذاتي والمزيد من السيطرة على مواردهم المالية وإدارتهم عبر إجراء استفتاء يفترض أن يرد الناخبون من خلاله بنعم أو لا على سؤال "هل ترغبون بأشكال إضافية وشروط خاصة للحكم الذاتي"، ويعد استفتاء إقليمي لومباردي وفينيتو الحلقة الأحدث في سلسلة الاستفتاءات، التي اجتاحت أوروبا في الفترة الأخيرة، بدءًا من استفتاء أسكتلندا في 2014، مرورا بـ"البريكست"، وحتى استفتاء كتالونيا الأخير.
في إيطاليا تدخل الاستفتاءات في إطار القانون على عكس إقليم كتالونيا الإسباني الذي أجرى في أول تشرين الأول (أكتوبر) استفتاء على الاستقلال، إذ قال أستاذ القانون الدستوري في جامعة لويس في إيطاليا يكولا لوبو لوكالة فرانس برس إن عمليتي التصويت في المنطقتين تجريان في إطار الدستور الذي ينص على إمكانية أن يمنح البرلمان هذه الأشكال من الحكم الذاتي، إلى المناطق التي تتقدم بطلب للحصول عليها.
وعلى الرغم من أن الإقليمين لا يطالبان بالاستقلال، إلا أن الدفع في اتجاه حكم ذاتي يمثل تهديدا كبيرا لسلطة روما، فإن صدى التصويت بـ"نعم" من شأنه أن يمنح رئيسي الإقليمين المتجاورين وضعية أفضل، في مفاوضات السعي وراء حصص أكبر في عوائد الضرائب.
من جانبه، أكد رئيس منطقة لومبارديا روبيرتو ماروني، في تصريح صحفي، "لسنا كتالونيا، نريد البقاء داخل الدولة الإيطالية مع مزيد من الاستقلالية في إطار الحكم الذاتي، بينما تسعى كتالونيا لكي تصبح الدولة رقم 29 في الاتحاد الأوروبي".
ومع أن المنطقتين اتجهتا في الماضي للاستقلال الكامل عن روما، إلا أنهما أعلنتا بوضوح أن "الاستفتاء حول الحكم الذاتي وليس الانفصال".
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم ضئيل في التصويت بنعم للمزيد من سلطات الحكم الذاتي، لكن المنظمين يتخوفون من نسبة المشاركة باعتبار الإقبال الكبير على الاستفتاء سيمثل دعما قويا لرئيسي الإقليمين خلال أي مفاوضات مع روما للمزيد من سلطات الحكم الذاتي.
ماروني قلل من التوقعات، وقال إنه سيكون سعيدا بنسبة تصويت تصل إلى 34 بالمائة من ناخبي المنطقة البالغ تعدادهم 7.5 مليون، وهي مساوية لنسبة الإقبال في الاستفتاء الدستوري في 2001.
أما الحكم الذاتي لمنطقة فينيتو، فسيكون بعيد المنال إذا كانت نسبة الإقبال أقل من 50 بالمائة زائد واحد من ناخبي المنطقة، البالغ تعدادهم 3.5 مليون.
صحيفة "الجارديان" البريطانية  أشارت  إلى أن الإقليمين قد نظما حملة في وقت سابق للحصول على الانفصال عن روما، إلا أن قادة الإقليمين أكدوا أن الاستفتاء للحصول على الحكم الذاتي وليس الاستقلال التام.
وأضافت  إن حزب "رابطة الشمال " (وهو  حزب يميني متطرف) يسعى لإقامة هذا الاستفتاء، الذي يكلف نحو 55 مليون يورو، لإرسال رسالة صريحة لروما، كدليل على دعم سكان الإقليمين للحصول على المزيد من الصلاحيات، وتقوية موقفه في المفاوضات.
إلا أن كلا من  لوكا زايا رئيس فينيتو، وروبرتو ماروني رئيس لومبارديا، أكدا أن روما تجاهلت دعوتهما للحوار، وأن الطريق الوحيد المتاح هو الاستفتاء، فيما يرى نقاد أن الاستفتاء مضيعة للمال العام، وكذلك استعراض علني لنشاط الرابطة.
ودعت أحزاب يسارية مثل الحزب الشيوعي، الى الامتناع عن التصويت، منتقدة "تبذير المال العام" و"استفتاء مهزلة". ولم يصدر الحزب الديمقراطي الحاكم (يسار الوسط) تعليمات لناخبيه، لكن عدداً كبيراً من مسؤوليه، لاسيما رئيس بلدية ميلانو، صرحوا بأنهم سيصوتون بـ"نعم".
وعلى النقيض من كتالونيا، فإنه من المفترض ألا تشهد إيطاليا  أي سيناريوهات عنف ضد الناخبين على عكس كتالونيا، فالوضع في إيطاليا أكثر هدوءاً بكثير بحسب محليين.
يذكر أن الدستور الإيطالي يمنح سلطات متفاوتة من الحكم الذاتي لخمس مناطق هي ترينتينو ألتو أديغي الناطقة بالألمانية، وأوستا الناطقة بالفرنسية، وجزيرتا سردينيا وصقلية، وفريولي فينيتسيا جوليا الواقعة على الحدود الإيطالية مع كل من سلوفينيا والنمسا.